كاتبة سويدية: مهاجرين في السويد ساخطين، وآخرين مرحبين..لماذا ؟
حيث تٌظهر الإحصائيات واستطلاعات الرأي في السويد تباين بين ما يشير لرضا وسعادة واستقرار المهاجرين في السويد ، وبين عدم رضا وعدم استقرار ورغبة بمغادرة للسويد ! أين الحقيقة ؟
الكاتبة السويدية ” يوهانه بلاتر” تتحدث عن وجود انقسام واضح بين فئات المهاجرين في السويد من حيث العُمر والثقافة والتعليم ..وبين من حقق نجاح ومن فشل !
وتقول الكاتبة بعد سنوات من النشوة الاجتماعية للمهاجرين ، أصبح لدى مجتمع المهاجرين في السويد ثلاث فئات ، الفئة الأولى تستمر بطريقها بالحياة كما خطط له ، رغم الصعوبات ، ولا تهتم بما يقال حولها ، تعيش بهدوء وتعتبر نفسها جزء من المجتمع ، حتى لو شعرت بالاختلاف ..
بينما تظل لدينا فئتين تعاني من مشاكل عديدة في طريقها نحو الاستقرار والاندماج في السويد …
فبين مهاجرين جدد تعرقلت مسيرتهم بسبب بيروقراطية المؤسسات السويدية ، في تأخير كل معاملات بقاءهم في السويد ، وبين الصدمة التي تعرضوا لها من عدم توفر فرص عمل لهم في سوق العمل السويدي، وصعوبة السكن والبطالة وصعوبة أتقان اللغة .
نجد مع الوقت نفسه إن اندماج المهاجرين الجدد بالمجتمع السويدي يتحول إلى الشعور بالرفض والانتقاد على السويد كمؤسسات حكومية أولا ، والمجتمع السويدي ثانيا ، بسبب الصعوبات التي تظهر لبعض المهاجرين ، بينما فئة أخرى تتفهم الواقع وترحب بما توفره لهم المؤسسات السويدية من دعم وإعاشة ، ومساعدات لهم ولأطفالها .. مثل أي عائلة سويدية أخرى . .. ولذلك تنقل الإحصائيات واستطلاعات الرأي السويدية نتائج مختلفة وفقاً للمستطلع آراؤهم ! حيث لا يتم التركيز على فئة المهاجرين ..لصعوبة تحقيق ذلك !
وتضيف الكاتبة السويدية : – كنت أتحدث مع احد المهاجرين الجدد أثناء التنزه شتاء ، فتكلمت معه ، فوجدته لديه إحباط من كل شيء في السويد ، انه ينتقد كل شيء أمامه حتى شتاء السويد البارد الثلجي لم يسلم من الانتقاد .. ! .
انه يشعر بالغضب من طول الشتاء وثلوجه ، ويعتبره عامل مهم لصعوبة البقاء في السويد !…قلت له ربما الأمر مزعج ، ولكن بشكل أو أخر يمكن الاندماج مع ذلك عندما تجد طريق لطموحك ، وتجد ما تهتم به في مستقبلك …..ولكنه هز رأسه بالنفي … واعتقد انه لم يهتم بما أقوله ! .
وتستمر الكاتبة بالمقال … وتتحدث عن شخص أخر مهاجر ، ” هناء” من سوريا … حاولت أن افهم معنى اسماها ! .. واكتشفت انه يعني السعادة والراحة بالحياة ، انه اسم يحمل معنى رائع ، قلت لها هل تشعرين بالسعادة والراحة في السويد ، كما تحملين من أسم “هناء ” ..قالت لي ” لا في السويد ولا في غيرها !” …لقد كانت غاضبة من كل شيء .
.حاولت افهم القليل منها حيث العديد مازال يتعلم اللغة السويدية ..لكني استوعبت حقيقة مشاعرها ..انه الخوف والرهاب الاجتماعي ..وربما صدمات ثقافية تعرضت لها !
بعض المهاجرين اصبح لديهم خوف من المجتمع السويدي ، خوف على أطفالهم …إنها منظوم خوف غير محتملة للبعض فعلا! – الخوف الاجتماعي من أهم أسباب فشل الاندماج والنفور من المجتمع ، وهو ما جعل فئة من المهاجرين في السويد يتداولون القصص عن الحوادث والصعوبات في السويد ،رغم قلتها! انهم يتداولون السلبيات اكثر من الإيجابيات ..ينقلون الخوف بينهم …يقارنون دائما بين حياتهم في السويد وحياتهم في دولهم .. ثم يبدؤوا بالانعزال تدريجيا ….والخوف من المجتمع السويدي .
في المقابل كان هناك شباب وشابات مهاجرين اكثر مرحا وانطلاقا وتأقلم مع المجتمع السويدي ، ما زالت أفكارهم صافية لا تحمل ، ألم ، وذكريات ، وعادات وتقاليد الخوف ،…. لا ثقافة خوف لديهم …
وتضيف الكاتبة – أنهم فئة الشباب18 – 36 عام مرحبون بكل شيء في السويد ، لديهم خصوصيتهم كسويديين جدد ، يشعرون بالرضا والسعادة ..لآن لديهم طاقة كبيرة للتعلم والاندماج ..هذه الفئة عندما تظهر في استطلاعات الرأي فسوف يظهر أن المهاجرين في السويد يشعرون بالسعادة والاستقرار ، إنهم أكثر انطلاقا وترحيب بالقيم والمجتمع السويدي ..لم أجد منهم شعور بالخوف أو الغضب ..انهم يرحبون باكتشاف المجتمع السويدي …حتى الشتاء والثلوج يرحبون به ويستمتعون به !
تقول الكاتبة .. كذلك كلما كان المهاجر قديم في السويد سوف يكون رأيه إيجابي ويشعر بالرضا .. وكلما كان المهاجر جديد سوف يشعر بالارتباك والشعور بصعوبة الاستقرار … وبالتالي فأن التقارير واستطلاعات الرأي يجب أن تبدء بالفصل بين هذه الفئات عند القيام بقياس مؤشر السعادة والرضا للمهاجرين في السويد لكي تظهر نتائج واضحة لكل فئة تساعدنا على تقديم الحلول ..
وتؤكد الكاتبة ” بأننا نحتاج بالسويد أن نقترب اكثر من المهاجرين ، نحتاج أن نشعر بمخاوفهم ونساعدهم على التخلص منها . و أن نقول لهم السويد للجميع وترحب بالجميع نحتاج أن نوفر لهم عمل ، فسوف يشعرهم بالارتياح ، المهاجرين من الشرق لديهم المفاهيم المادية والعاطفية والدينية متداخلة لديهم ، ليسوا كما السويديين تنفصل الحياة العاطفية عن الحياة المادية عن المعتقدات ..! فلديهم نظرة مركبة فب الأحداث من حولهم تعتمد على العاطفة والدين والتقاليد والثقافة في نفس الوقت ! ..إنهم متناقضون بشكل حاد حتى حول بلدهم الأم !
لذلك من المهم أن يتحرك السياسيين في السويد ـ لتسريع عملية تصحيح دمج واستقرار المهاجرين الجدد في السويد ، وليس الاعتماد والمراهنة على سوق العمل فقط .. وعلى اندماج الجيل الثاني فقط من أطفالهم .