مجتمع

“قمر” أم لثلاثة أطفال من الصومال .. أحد ضحايا هجوم مدرسة أوريبرو وسط السويد

كانت كمار، الأم  البالغة من العمر 38 عامًا، تخطط بعد انتهاء يومها الدراسي للذهاب إلى IKEA لشراء الأغراض الأخيرة استعدادًا للانتقال إلى شقتها الجديدة. لكن بدلًا من ذلك، أصبحت واحدة من ضحايا إطلاق النار الجماعي الذي نفذه ريكارد أندرسون في أوربرو، والذي أسفر عن مقتل عشرة أشخاص. “كانت تفعل كل شيء من أجل أطفالها الثلاثة”، يقول ابن عمها إبراهيم.



في وقت الغداء، كانت كمار في طريقها إلى مطعم المدرسة بجامعة Campus Risbergska في أوربرو حيث كانت تدرس اللغة السويدية لتحسين درجاتها. وفقًا لما رواه معلموها، كانت برفقة زملائها لشراء الطعام عندما سمعوا أصوات إطلاق النار وصيحات الناس “اركضوا، اركضوا!”. بعد تلك اللحظة، تلاشت تفاصيل الدقائق الأخيرة من حياة كمار في غموض مؤلم.



عندما سمعت عائلتها – ابن عمها، أختها وخالتها – عن الحادث في المدرسة، حاولوا الاتصال بها مرارًا وتكرارًا. كان الهاتف يرن، لكنها لم تجب. “قمر  : دائمًا ترد، لماذا لم تجب هذه المرة؟” تساءلوا بقلق.

قمر -38 عاماً

 تقول خالتها،“شعرت على الفور أن هناك شيئًا خاطئًا. جسدي كان يرتعش”، وثمت  لأصلي.

على الرغم من تمسكهم ببصيص من الأمل، أدركت العائلة أن احتمال نجاة قمر كان ضئيلًا. “كان لدينا أمل بسيط… ربما تكون مصابة فقط وستعود. لكن اليوم الذي علمنا فيه بوفاتها لم يكن يومًا أسود فقط، كان ظلامًا حالكًا. شعرت وكأنني فقدت بصري”، تتابع أصلي.



ولدت قمر في الصومال وجاءت إلى السويد قبل أكثر من عشر سنوات، حيث حصلت على الجنسية السويدية. كانت لديها طموحات كبيرة لمستقبلها ومستقبل أطفالها.

كانت تخطط للانتقال إلى شقة أكبر في أوربرو، وكان يوم الثلاثاء المشؤوم هو الموعد لشراء الأثاث وأغراض المطبخ وأشياء لغرف الأطفال من IKEA. “تحدثنا عبر الهاتف يوم الأحد. سألتني إن كنت أستطيع توصيلها إلى IKEA، لكنني لم أستطع. لذا رتبت لها صديقًا لي ليوصلها”، يقول إبراهيم، ابن عمها وسائق التاكسي.



بعد إنهاء دراستها في اللغة السويدية، كانت تخطط لمواصلة تعليمها والعمل في قطاع الرعاية الصحية كممرضة أو كمساعدة طبية، أو ربما في مجال الخدمات الاجتماعية. “لم تكن تريد وظيفة مكتبية. أرادت العمل مع الناس، سواء في الرعاية الصحية أو في رياض الأطفال. كانت اجتماعية جدًا”، تضيف خالتها أصلي.



في يوم الجمعة، تلقت العائلة تأكيدًا من الشرطة بأن كمار كانت واحدة من ضحايا ريكارد أندرسون، الطالب السابق في Campus Risbergska.

“نحن جميعًا حزينون… كانت شخصًا مرحًا، وأفضل أم يمكن لأحد أن يحلم بها. كانت طيبة القلب، منفتحة ومحبة للجميع. لن ننسى أبدًا كمار. كان لديها قلب كبير”، تقول أصلي. “كانت أمًا عزباء تفعل كل شيء من أجل أطفالها الثلاثة”، 



بعد وفاتها، اجتمعت العائلة لدعم أطفالها الذين كانوا محور حياتها. يبلغ عمر أكبرهم 15 عامًا، والطفل الأوسط 11 عامًا، بينما أصغرهم سيكمل عامين بعد بضعة أيام فقط. “حزننا لا حدود له. لن نتوقف عن الحزن أبدًا”، تقول أصلي، وهي تحاول مواجهة هذا الفقد الذي قلب حياتهم رأسًا على عقب.


الاسم الكامل قمر
العمر 38 عامًا
الجنسية صومالية الأصل، حاصلة على الجنسية السويدية
الحالة الاجتماعية أم  عزباء لثلاثة أطفال
الأطفال 15 سنة، 11 سنة، وطفل سيكمل عامين قريبًا
المهنة/الدراسة طالبة في Campus Risbergska، تخطط للعمل في قطاع الرعاية الصحية أو الخدمات الاجتماعية
الحلم المستقبلي الانتقال إلى شقة أكبر وتوفير حياة أفضل لأطفالها
مكان الحادث أوربرو، السويد
تاريخ الحادث الثلاثاء، الأسبوع الماضي  
تاريخ تأكيد الوفاة الجمعة، 7 فبراير 2025
عدد الضحايا الكلي 10 ضحايا (من ضمنهم قمر)
الجاني ريكارد أندرسون، طالب سابق في Campus Risbergska




هذه القصة ليست مجرد خبر، بل مأساة إنسانية لامرأة حملت أحلامها على كتفيها وأرادت حياة أفضل لأطفالها، فقط ليتم إنهاء هذه الرحلة في لحظة من العنف العبثي بدوافع الكراهية. 💔




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى