قطر انفقت 200 مليار على استعدادات مونديال 2022 ، ولكن فيما انفقتها وماذا استفادت ؟
قطر انفقت 200 مليار دولار على تنظيم كاس العالم ، رقم لا تستطيع أن تتحمله أي دولة في العالم إلا دولة لديها عائدات ضخمة من الأموال وقدرة وجراءة على إنفاق هذا المال ، ولكن قد يسأل الكثير هل البذخ الصارخ بإنفاق 200 مليار دولار على مونديال كرة قدم يستمر 28 يوماً فقط .. أمر مقبول ومعقول !؟
في الحقيقة أن قطر لم تنفق الــ200 مليار دولار على تنظيم مونديال قطر ، ولكن أنفقت 8 مليار دولار على إنشاءات الملاعب والخدمات والتجهيزات الخاصة بالمونديال ، بينما انفقت المبلغ الأساسي وهو 192 مليار على تطوير كامل للبنية التحتية لقطر لتكون دول عالية التقنية وذات تقسيم إداري تكنولوجيي عالي الدقة ، فأنشاء بنية تحتية ضخمة لتزيد قدرتها على انتاج الكهرباء وتحلية المياه وتغير نظام الصرف الصحي لأنظمة متطورة .
كما قامت بإنشاء منظومة نقل عام مثل خطوط المترو المعلقة السريعة والقطارات وانشاء الألاف من الكيلومترات للطرق الذكية والجسور التي تدعم المونديال والاقتصاد والمجتمع القطري ، وقامت بتطوير شبكة الاتصالات لتكون الشبكة الأقوى والأسرع عالميا ، كما انفت قطر ببذخ على تطوير نظام الرعاية الصحية ليكون الأكثر تجهيزا وسرعة عالمياً مع تطوير خدمات الإنقاذ والطواري وإنشاء المطارات والموانئ التي تستوعب نقل ملايين المشجعين خلال وقت واحد ، ونقل المواد الأولية التي تحتاج لها بطرق سريعة ومرنة والتي ستستخدمها في تجهيزات المونديال وما بعده ، كما استخدمت تقنيات بناء وتفكيك الملاعب والمنشاءات لكي يتم تعديلها للاستخدام المحلي فيما بعد المونديال .
ووفقا لتقرير انكومست إن قطر لا تمتلك الخبرات التي تسمح لها بتطوير البنية التحتية ولكنها استطاعت في تخصيص مواردها واستخدامها استخدام أمثل في تطوير البنية التحتية بشكل مبهر علمياً ، كما استثمرت بتطوير منظمة التعليم المدرسي والجامعي منذ اختيارها في 2010 لتكون منظمة لكأس العالم مع توصيات خبراء عاملين في قطر بإن عام 2022 سيعتمد على جيل الأطفال في 2010 ، وكانت خطوة صحيحة في الاستثمار في التعليم المدرسي والجامعي حيث انفقت قطر 12 مليار دولار على تطوير المدارس والجامعات لتكون بنظام تكنلوجي وتدريس متقدم .
كما قامت بقطر وفقا لانكومست البريطانية ،ب عملية إحلال للطاقة الكهربائية النظيفة في تشغيل كل وسائل النقل لديها ، وبناء أحزمة طبيعية لدعم البيئة ـ كما قامت ببناء مجموعات سياحية عملاقة لتكون داعمة للمونديال ونقل قطر لمرحلة البلد الجاذب للسياحة والتجارة العالمية على نمط دبي ، كما طورت الخدمات الحكومية والمجتمعية لجهل كل الخدمات المجتمعية قابلة للتطبيق إلكترونياً .
ونقلت مجتمعها واقتصادها إلى مرحلة ما بعد الحداثة ، وهي مرحلة متقدمة تجعله تسبق الدول المتقدمة في التجهيزيات التكنولوجية والإدارية ، وربما استخدمت قطر مواردها المالية وخصصتها في شراء الخبرات الغربية وخبرات جنوب شرق أسيا واليابان وكوريا والصين ، وبالتالي جلبت تكنولوجيا الشرق والغرب على أراضيها .
وذكرت واشنطن بوست أن من يزور قطر قادماُ من دولة غربية متطورة سوف يشعر بحداثة ومدنية العاصمة القطرية أكثر مما تشعر به في عاصمة غربية !
في تقرير انكومست أشار أن قطر انفقت 192 مليار على البنية التحتية خلال السنوات العشرة الماضية ، وهي استثمارات بنية تحتية ستدعم المجتمع والاقتصاد القطري وجعله في المقدمة عالميا خلال الـــ 50 عام القادمة ، بينما انفقت 8 مليارات دولار على تجهيزات خاصة بمونديال كأس العالم وسوف تجني من وراءها ما يقارب من 12 إلى 20 مليار دولار هي عوائد استضافتها للمونديال من خلال حقوق الاستضافة التي تتشاركها مع الفيفا والعوائد المباشر من تواجد 2.5 مليون مشجع على أرضيها لمدة 28 يوم .
د. لبيب النادي
أستاذ الصحافة والاعلام -بريطانيا