قضايا سحب الاطفال بالسويد: السوسيال يأخذ أطفال لاجئ ليبي بالسويد يصارع المرض.
السلطات السويدية تأخذ أطفال لاجئ ليبي بالسويد يصارع المرض.
من وقت لآخر نسمع بالسويد عن قصص سحب الأطفال من عوائلهم، وهذه الاخبار تدخل الخوف والقلق والانزعاج في قلوب الكثير من المهاجرين الجدد، ليس لأنهم يعامون أولادهم بقسوة او عنف، وانما لان المهاجرين القادمين من الشرق العربي لديهم أسلوب تهذيب لأطفالهم يعتمد على التعنيف والعقاب ،الذي يعتبر بالنسبة للسلطات السويدية سببا كافي لسحب الأطفال.
سنحاول عرض قصص وقضايا من وقت لآخر لحوادث سحب اطفال المهاجرين بالسويد، لكي يتعرف المهاجرين والمتابعين على تفاصيل وخفايا تلك الحوادث ويكونوا أكثر حذر والتزام بالقوانين السويدية.
القصة التي سنعرضها اليوم هي للمهاجر مختار علي القاضي مواطن ليبي مقيم في السويد حصل على الاقامة الدائمة منذ ستة اعوام ،كان يرقد على سرير الشفاء في مستشفى مدينة لوند جنوب البلاد يعاني من مرض السرطان، ومعاناة من نوع اخر تواجه الكثير من المهاجرين في السويد وهي سحب الأطفال.
الغرفة التي يرقد فيها مختار تجده ملقيا على ظهره واثار المرض المزمن واضحة على وجهه ويديه ترتجفان، وبجواره زوجته التي ترافقه رحلة معاناة قاسية مع المرض ومع مرارة الحسرة على فقدان الابناء الاحياء الاموات في السويد!
دقائق معدودة جاء الى الغرفة موظفتان سويديتان من مصلحة الخدمات الاجتماعية ،احداهما اسمها تيريز والتي تشرف على لقاء الابوين مع ابنائهما اثناء زيارتهما له!
قالت موظفة الخدمات الاجتماعية تيريز، بانها جاءت هي وزميلتها لان ابناءهما في الطريق لكي يزوروا والدهم المريض!
خرجت الموظفتان وقال مختار ما يهمني هو ان ارى ابنائي قبل موتي! لقد اخذت مصلحة الرعاية الاجتماعية بنتي منذ خمسة اعوام! اخذوها من المدرسة! ولم تعد لي منذ ذلك الحين الى غاية الان! ويضيف لم تكتفي مصلحة الخدمات الاجتماعية بذلك فقط ولكن قبل عامين اخذوا ابني الاخر لقد فقدت ابنتي وابني! ثم يجهش بالبكاء!!
عادت الموظفتان وقالت أحد الموظفات للمترجمة التي كانت معهم بان الاطفال لن يستطيعوا زيارة ابيهم اليوم! فقامت المترجمة بنقل هذا الخبر مباشرة الى مختار ليبادر بالقول لتيريز: أنتم تخدعونني، أنتم لا تريدون ان ارى ابنائي، لم لا تقتلوني!؟ اذهبي واحضري مسدسا وفرغي طلقاته في رأسي! لقد سئمت هذه الحياة! كل ما اتمناه هو ان ارى ابنائي قبل موتي! كان يكرر ذلك وهو مجهشا في البكاء!
ويضيف مختار بان اغلب اولاده ولدوا في السويد ولي اربعة ابناء في ليبيا وثلاثة هنا في السويد ،والسلطات السويدية اخذت ابنائي الكبار اما الباقين فاني اعدتهم الى ليبيا خوفا من ان تأخذهم مني السلطات السويدية.
زوجة مختار تقول بأنهم اخذوا ابنتهم خولة وابنهم حسام الدين ،وكان عمر البنت في ذلك الحين بحدود عشرة اعوام واخذتها مصلحة الخدمات الاجتماعية من مدرستها، ثم يقول (مختار القاضي )عن سبب اخذ البنت بانه بسبب رفع الحجاب عن رأسها!
حيث انها خلعت الحجاب في المدرسة وراها اخوها فذهبت الفتاة، وبلغت المدرسة انها خائفة لان اخوها رآها وهي بدون الحجاب وتخشى ان يبلغ ابوها وامها عن ذلك ،ومنذ ذلك الحين لم تعد البنت الى البيت! وبعد مرور ما يقارب الشهر ونصف زارتنا وهي تشعر باننا لسنا ابويها! ولم تبلغنا مصلحة الخدمات الاجتماعية عن انها استولت على البنت الا بعد شهر!
تضيف الوالدة بان ابنها تعرض للضرب من أحد افراد الاسر السويدية التي يقيم معها حسب ما أخبرها بذلك ابنها ،لقد اخذوا اولادنا بدون اي ارشاد او توجيه او نصيحة، اخذوهم بلا مقدمات وبعدها يحضروهم لزيارتنا في البداية كل اسبوعين مرة لتتناقص وتصبح كل شهر مرة ثم كل شهرين مرة، والان نرى اولادنا كل ثلاثة شهور مرة فقط! ولفترات قصيرة جدا ما بين ربع ساعة الى نصف ساعة كأقصى حد!
وعن اجراءات الاجتماع بينهم وبين ابنائهم يقول مختار القاضي: ممنوع ان نجلس معهم منفردين وابني حاول الهروب من عندهم والعودة الينا بعدما ضربه أحد افراد الاسرة السويدية التي يقيم معها ،ويضيف مختار بأنهم ممنوعين من معرفة مكان اقامة اولادهم مع اي اسرة او اي مدينة، ان اولادي احياء الا انهم بمثابة الاموات!! فانا لا التقيهم! يقول ذلك متنهدا نادما على الساعة التي قرر فيها الهجرة للسويد ويضيف: كنت اعتقد ان السويد دولة حضارية تولي مسألة عاطفة الاب والام اهتمامها ،الا انه للأسف فأن القانون السويدي من أقسى القوانين في العالم عندما يحرم اب وام من اولادهما
مختار وزوجته لا يتحدثان السويدية ولا الانكليزية، لذلك تقوم مصلحة الخدمات الاجتماعية بالاستعانة بمترجم لنقل الأحاديث ما بينهم وبين اولادهم الذين أصبحوا لا يتقنون العربية! وأصبح لسانهم أعجميا من خلال اللغة السويدية.
يضيف مختار.’ ابنائي فقدوا حنانهم تجاهي وتجاه والدتهم، لا يدرسونهم العربية مع اننا طلبنا ذلك منهم الا ان مصلحة الرعاية الاجتماعية تدعي انها لا تستطيع توفير مدرسين لغة عربية لأبنائنا! او يقولون لنا: ان ابنائكم يرفضون تعلم اللغة العربية! وكذلك طلبنا منهم ان يضعوا ابنائنا لدى عائلات مسلمة او عربية وهم يرفضون ذلك ويضعوهم مع عائلات سويدية فقط رغم اننا اعطيناهم اسماء عائلات عربية تبرعت برعاية ابنائنا!
يقول مختار القاضي:
انا سجين ومحاصر بين فكي القانون السويدي ولا اعلم ماذا افعل الا انني لن اتخلى عن المطالبة بأولادي يجب ان يعيشوا مع امهم حتى بعد وفاتي، ابنائي ليبيين ويظلوا ليبيين!!
مختار القاضي يطالب الحكومة الليبية برعاية اطفاله فليبيا لديها قانون رعاية الاطفال، ويضيف فخلال الخمسة اعوام التي مرت لا توجد نوايا لإعادة ابنائي لي، وطلبوا من ابنائي ان يطلبوا التبني من عائلة سويدية للحصول على جنسية سويدية للحيلولة دون عودتهم الى ليبيا!
لقد اخذوا ابنائنا عنوة وبلا اي سبب ولا اي دليل على اننا ضربناهم لا من الشرطة السويدية ،ولا من الطبيب الشرعي الذي نفى وجود اي اثار للضرب على اجساد ابنائنا، وكذلك الشرطة حققت بالموضوع ودخلت البيت ولم تجد اي دليل على اننا مارسنا العنف ضد ابنائنا!
تضيف والدة الاطفال: اننا نتجرع مرارة حرماننا من اطفالنا مؤسسة الرعاية السويدية، كانت تعدنا كثيرا بمواعيد نستعد فيها للقاء ابنائنا وفي نفس يوم الموعد المقرر يقولون تم الغاء اللقاء ،واسبابهم واهية فمرات يقولون ان سكك الحديد مغلقة بسبب الثلوج ومرات ان العائلة التي يعيش معها الاطفال لا يوجد لديها ثمن وقود للسيارة وهكذا دواليك!!!
الان حسام ابني منعوه من الاتصال بي وكذلك بنتي خولة، ولا نعلم اين هم!!
الصحفية السويدية ايفا ستاكلبيري قالت:
هذا شيء مؤسف وهذا الامر يحتاج الى قرار من جهات مسئولة في الرعاية الاجتماعية الا انها تحدثت بشكل عام ،وقالت بان هناك أسر تنتقل للعيش في السويد وبسبب جهل هذه الاسر باللغة، فأنها تواجه تحديات فهم القانون السويدي ،وهناك الكثير من الناس الذين لا يلتحقون او يتعلمون بمدارس الاسفي، فيبقوا منعزلين وهذا يسبب جهلا في القوانين السويدية يؤدي الى حدوث هذه الحالات من سحب الاطفال ، فالقانون السويدي ضد ضرب الاطفال او معاملتهم بقسوة ربما القانون السويدي هو الأكثر تشدد بأروبا بعد النرويج بحقوق وسحب الأطفال ،الا انه سيظل قانون يخضع لقرارات محكمة سيادية علي الجميع الالتزام بها .
وتضيف: نحن نستعين بمترجمين لنقل نصائحنا وارشاداتنا للعائلات المهاجرة وعندما يتواصل معنا الاطفال نقوم بزيارة الاسر وتزويدها بمعلوماتنا التي تساعدهم في الاندماج بالمجتمع السويدي. وإذا ما احتاجت الاسر او الابناء اي مساعدة نقوم بتقديمها لهم وهذا دورنا فقط.
وقد علقت سلطات الرعايا السويدية التي له الحق بسحب الأطفال بالسويد من عوائلهم أكثر من مره ردا على الانتقادات ضدها موضحة: نحن نعمل من خلال اتفاقيات حقوق الطفل ونتبع الطرق الافضل لتفعيل حقوق الطفل الفردية ونحن دائما نعمل من اجل ذلك، وينبغي ان يلتقي الاطفال بذويهم والاتصال معهم، ولكن يجب الاستماع الى رغبات الاطفال اولا وعملنا يخضع لسلطة القانون وسيادة الدولة.
واضافت سلطات الرعايا على موقعها على شبكة الانترنيت: يمكن للجميع قراءة قانون الاطفال وحقوقهم بالسويد فهذا افضل لهم.