
قرار غير معتاد من الهجرة السويدية: ترحيل فتاة أوكرانية من السويد بمفردها رغم بقاء عائلتها
24/2/2025
قضايا الهجرة لا تنتهي، خصوصًا مع القيود المشددة التي تتبعها مصلحة الهجرة السويدية، والتي لا تنظر للحالة الإنسانية بقدر النظر للحالة القانونية. ولكن الحالة التي عرضها التلفزيون السويدي كانت حالة غريبة وغير معتادة، كون الفتاة التي تصر مصلحة الهجرة السويدية على ترحيلها من السويد أوكرانية ولديها عائلة مقيمة في السويد. رغم أن مصلحة الهجرة ترحب وتسهل للأوكرانيين البقاء ومنحهم الإقامة. فما هي مشكلة الفتاة الأوكرانية مع مصلحة الهجرة السويدية؟
الشابة الأوكرانية : أناستاسيا بيغون، وهي شابة أوكرانية تبلغ من العمر حالياً 19 عاماً عامًا، تواجه الترحيل من السويد إلى أوكرانيا بمفردها، بينما سُمح لعائلتها بالبقاء. والمشكلة أن عائلة الشابة الأوكرانية : أناستاسيا بيغون وصلت إلى السويد قبل تفشي جائحة كورونا وقبل اندلاع الحرب في أوكرانيا. وحصلوا على إقامة عمل ،وعندما قرروا التقدم بطلب الإقامة الدائمة، كانت أناستاسيا تبلغ 16 عامًا فقط. لكن نظرًا لطول فترة الإجراءات، لم يصدر القرار إلا بعد أن بلغت 18 عامًا، مما أدى إلى فصل قضيتها عن بقية أفراد العائلة.

لماذا تقرر ترحيلها؟
بموجب القوانين السويدية، يُفترض أن تصدر مصلحة الهجرة قرارات الإقامة خلال أربعة أشهر، لكن التأخير استمر لعامين. وعندما صدر القرار، تم اعتبار أناستاسيا شخصًا بالغًا، ولم تُعامل كفرد تابع لعائلتها، على الرغم من أنها تعيش معهم وتكمل دراستها الثانوية. ولم ينظر للشابة الأوكرانية أناستاسيا بيغون بغنها قادمة من مناطق الصراع في أوكرانيا بل من مناطق أمينة للغاية ويمكن العودة لها.

النتيجة:
حصل والداها وأشقاؤها الأصغر على الإقامة. بينما أناستاسيا وحدها تواجه الترحيل إلى أوكرانيا. وأعربت أناستاسيا عن خوفها من العودة إلى أوكرانيا، قائلة:
“مجرد التفكير في العودة أمر مخيف، أن أكون هناك بمفردي مخيف، والحرب تجعل الأمر أكثر رعبًا ومصلحة الهجرة تقول إننا من مدينة بعيدة جدا من الصراع وأن وضعنا جيد في أوكرانيا.”
موقف مصلحة الهجرة السويدية
تقول مصلحة الهجرة إن الحرب ليست في جميع أنحاء أوكرانيا، وبالتالي يمكن ترحيلها إلى مناطق أكثر أمانًا. وصرّح المتحدث باسم المصلحة، جيسبر تينغروث:
“نعلم أن القرار صعب عليها، لكننا نعتمد على القوانين المتاحة. لو تمكنا من معالجة طلبها في وقت أقصر، ربما كان القرار مختلفًا.”
ماذا سيحدث الآن؟
أناستاسيا استأنفت القرار أمام محكمة الهجرة. وإذا رُفض الاستئناف، يمكنها البقاء مؤقتًا حتى ربيع 2026 بموجب قانون حماية اللاجئين الجماعي في الاتحاد الأوروبي، لكنه سيؤثر على فرصها في الحصول على إقامة دائمة لاحقًا. وتحلم أناستاسيا بدراسة الطب، لكنها تخشى أن تضيع سنواتها الدراسية بسبب هذا القرار.

موقف الحكومة السويدية
رفض وزير الهجرة السويدي، يوهان فورسيل التعليق على القضية بشكل فردي، لكنه أكد أن الحكومة تعمل على تقليل فترات الانتظار الطويلة في مصلحة الهجرة، مشددًا على ضرورة أن يحصل كل شخص على قرار سريع وعادل، سواء كان بقبول الإقامة أو الترحيل.
قضية متكررة
تقول أناستاسيا:
“أنا لست الوحيدة التي تعاني من هذا، هناك العديد من الشباب الذين يبلغون 18 عامًا قبل صدور قرار مصلحة الهجرة. لا أعتقد أن كل شاب في هذا العمر يمكنه العيش بمفرده بعيدًا عن عائلته!” القضية تثير جدلًا حول بطء الإجراءات القانونية وتأثيرها على اللاجئين الشباب.
هل ترى أن القانون كان عادلًا في هذه الحالة؟
