قبيل مؤتمر اللاجئين.. بوتين يحث على عودة اللاجئين بمشاركة لبنان وإيران وامتناع تركيا وأوروبا
“يجب الآن التركيز على إعادة البناء” في سوريا، بحسب الرئيس بوتين، الذي أكد مشاركة بلده بأكبر وفد في مؤتمر حول عودة اللاجئين السوريين لبلادهم ، والذي سوف يعقد في دمشق. ولم تتضح حتى الآن الجهات الأخرى المشاركة فيه، فيما قال الأسد إن عودة اللاجئين “أولوية”.
وعبر اتصال بالفيديو مع الرئيس السوري بشار الأسد، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين (9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020) أن عودة اللاجئين إلى سوريا ضرورة لإعادة بناء البلاد، وذلك قبل يومين من عقد مؤتمر دولي حول اللاجئين السوريين.
وتنظم دمشق بدعم روسي يومي الأربعاء والخميس (11 و12 نوفمبر/ تشرين الثاني) مؤتمراً حول عودة اللاجئين إلى سوريا وإعادة دمجهم بالمجتمع السوري بعد سنوات من النزوج واللجوء بالخارج ، ، ولم تتضح حتى الآن الجهات المشاركة فيه. إلا أن لبنان وايران أعلنوا المشاركة .
وسيحضر المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا عمران رضا المؤتمر بصفة “مراقب”. وامتنعت أوروبا وتركيا عن التعليق حول هذا المؤتمر ..رغم دعوات لهم بالحضور .
وقال بوتين: “هناك أكثر من 6.5 مليون لاجئ خارج سوريا، معظمهم مواطنون قادرون على العمل ويمكنهم المشاركة في إعادة بناء بلادهم” . كما يوجد لاجئين بالخارج من اصحاب الاموال والاستثمارات ، الذين يمكن الاستفادة منهم في إادة أعمار سوريا وتنشيط الحياة الاقتصادية.
وتسعى روسيا منذ سنوات للحصول على دعم المجتمع الدولي من أجل إطلاق مرحلة إعادة الإعمار وعودة اللاجئين، فيما تربط الجهات المانحة تقديم أي مساعدات بالتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع.
وقال بوتين في الحوار إن سوريا يجب أن تركز حاليا على إعادة البناء، فيما تعرضت الجماعات المتطرفة في البلاد للهزيمة إلى حد كبير. وأضاف: “روسيا تؤيد عقد مؤتمر دولي بشأن اللاجئين، والوفد الروسي سيكون من أكبر الوفود المشاركة”. وتابع قوله: “عاد أكثر من 850 ألف مواطن سوري من الخارج وأكثر من 1.3 مليون عادوا إلى أماكن سكناهم الدائمة داخل البلاد”.
الأسد: عودة اللاجئين أولوية
من جهته شدد الرئيس السوري بشار الأسد على أن الحكومة السورية ترى أن عودة اللاجئين أولوية. وقال: “الحكومة السورية ليست فقط مستعدة بل هي متحمسة للخروج بهذه النتائج من أجل أن نرى أكبر عدد منهم (اللاجئين) يعود خلال الأشهر القليلة القادمة.”
وأضاف الرئيس السوري: “بالنسبة لنا في سوريا لدينا آمال كبيرة في هذا المؤتمر بأن يخرج بنتائج عملية”، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السورية (سانا).
واعتبر الأسد أن “العقبة الأكبر” أمام عودة اللاجئين “بالإضافة إلى بقاء الإرهاب في بعض المناطق التي يفترض أن يعودوا إليها (…) هي الحصار على سوريا”، في إشارة إلى العقوبات التي تفرضها دول غربية على بلاده، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وعلّق آمالا على الجهود الروسية من ناحية “إمكانية تخفيف أو رفع أو إزالة هذا الحصار”، موضحاً أن إعادة اللاجئين “بحاجة إلى تأمين الحاجات الأساسية الضرورية لمعيشتهم كالمياه والكهرباء والمدارس… بالإضافة إلى موضوع تحريك الاقتصاد”.
هل ستشارك تركيا في المؤتمر؟
وتحذر منظمات حقوقية من أن توقّف المعارك في مناطق عدة في سوريا لا يعني أنها باتت مهيئة لعودة اللاجئين في ظل افتقارها للبنى التحتية والخدمية وتعبر عن خشيتها من حصول انتهاكات لحقوق الإنسان.
ومن جهتها قالت لبنان إنها سوف ترسل وزير الشؤون الاجتماعية بحكومة تصريف الأعمال رمزي مشرفية إلى المؤتمر. ويستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري وأغلبهم يعيشون في مخيمات غير رسمية. بينما يستضيف الأردن حوالى 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ومن غير الواضح ما إذا كانت تركيا أو دول أوروبية ، سوف تشارك في المؤتمر. وتستضيف أنقرة العدد الأكبر من اللاجئين السوريين ويبلغ عددهم نحو 3.7 مليون لاجئ وتدعم جماعات معارضة سورية بعينها.