في مناظرة برلمانية: رئيس الحكومة في مرمى النيران و شجار بين أوكسيون وبوش وحزب اليسار
كما تجري العادة في ختام أعمال البرلمان في هذا التوقيت من كل عام فقد أقيم اليوم عدد من المناظرات السياسية بين مختلف الأحزاب السياسية داخل البرلمان السويدي. ولكنه و بعيداً عن باقي الأحزاب البرلمانية يحظى الحزب الحاكم بعدد أكبر من الإنتقادات التي تنهال عليه من كل الاتجاهات الحزبية، فقد كان اليوم رئيس الحكومة “لوفين” في مرمى الإنتقادات و الإتهامات. حيث تتفق جميع الأحزاب المختلفة على شيء واحد وهو توجيه الإنتقادات للحزب الحاكم.
فهناك حزب اليسار الذي دائماً ما يهدد بإسقاط الحكومة متهماً الحكومة بتهميش الفقراء و عدم الإهتمام باوضاعهم المعيشية، و ذلك لأنها دائماً ما تقوم برفع الأسعار وهذا ما حدث مؤخراً بتحرير سعر إيجارات الشقق السكنية.
و هذا حزب اليمين الذي أتهم الحكومة بشكل مباشر بأنها السبب في إرتفاع معدلات الجريمة بسبب التراخي الأمني و عدم التصدي للعصابات الإجرامية.
أما بالنسبة لحزب المسيحيين الديمقراطيين فسخرت رئيسة الحزب “إيبا بوش” من الوضع الذي سببته الحكومة في السويد و شبهته بنهاية فيلم “حياة بريان ( فيلم قديم يتحدث عن شخص يتوهم أنه المسيح لكن في إطار كوميدي ). و قالت أن الحكومة بدلاً من مواجهة المشكلات داخل السويد و إيجاد حلول مفيدة، تعطي ظهرها لكل مشكلة و كأنها لم تراها.
لكن لوفين رئيس الحكومة لم يكن أقل حدة في ردوده على اتهاماتهم و أخذ يدافع عن حكومته بمنتهى الشدة. حيث استغل لوفين تحالف أحزاب (المحافظين والمسيحيين والليبراليين) ودعمهم لحزب ( ديمقراطيي السويد SD ) ،حتى يقود الحكومة في الإنتخابات القادمة في السويد، حيث قام بالرد على الإنتقادات قائلاً :
” أن حكومتنا تعمل جاهدة على حل مشكلات مختلفة داخل السويد في آنٍ واحدٍ فنحن نعمل على حل لمشاكل البطالة من خلال توفير عدد أكثر من فرص العمل، أيضاً نسعى للتصدي للمشاكل الإجرامية و العنف الأسري، هذا بالإضافة لحماية المناخ، في حين تسعى أحزاب المعارضة لإسقاط وعرقلة الحكومة عن أداء مهامها، ساعيين لدعم حزب “ديمقراطيي السويد SD” بدلاً من أن يقدموا الدعم و مساندة الحكومة الحالية من أجل مصلحة الدولة.
و في رده على انتقادات حزب اليمين له قال ‘ لوفين’ : ” أنه في حال أي تعدي على حقوق العمال من المستحيل أن يقابله العمال بالتخاذل و السكوت فهم أدرى بمصالحهم، ولم يسكتوا عن ضياع حقوقهم”.
و كعادة حزب اليسار فقامت رئيسة الحزب ‘ نوشي دادغوستار’ بتوجيه إنتقادات حادة ضد الحكومة حيث وجهت حديثها ل رئيس الوزراء السويدي ‘لوفين’ قائلة : ” أن الحكومة برفعها أسعار إيجارات الشقق السكنية الجديدة تحمل المواطن السويدي فوق طاقته، وتزيد من معاناة الفقراء”.
أما من جهة حزب ديمقراطيي السويد فقد كانت نبرة حديثة لاذعة في إنتقاده حيث أتهم رئيس الحزب ‘جيمي أكيسون ‘ الحكومة بالتخاذل في حل مشكلات الدولة و أنها حكومة متغطرسة لا ترى أخطائها و لا تحاول إصلاحها.
و ان إهمال الحكومة لمتطلبات المواطن السويدي هي بمثابة بصقة و إهانة لكل الشعب الذي يواجه تلك المشكلات دون إهتمام من الحكومة التي أعطاها ثقته و و هذا ما اعتبره وقاحة من الحكومة”.
و كان رد رئيس الوزراء ‘ لوفين ‘على حزب SD بإهانة مماثلة، بأن اوكسبون كاذب في حديثه و كونه يسعى لتشكيل الحكومة القادمة فلن يكون سوى “عرّاب حكومة اليمين”
و قال أن حزبSD لا يخدم إلا مصالحه فهو لا يحمي سوى الشركات الكبرى مثل تلك التي تحقق أرباح طائلة من خلال الرعاية الاجتماعية
و فيما توجهت دفة الإنتقاد من الحزب الحاكم إلى حزب ‘ SD’ قالت رئيسة حزب اليسار دادغوستار : ” أن حزب SD ليس أفضل حالاً، فأنتم تتحدثون كثيراً عن مصلحة المواطن السويدي لكنكم في النهاية تسعون لمصلحة الأثرياء فقط و لا تكترثون لمطالب المواطن السويدي الفقير، حيث ترغبون في زيادة نسبة المعاشات التقاعدية للأشخاص أصحاب المناصب و الرواتب العُليا، و هذا ما ناضلتم من أجله هذا الأسبوع في البرلمان و ذلك تحقيقًا لرغبة حزب المحافظين الذي ترضخون دائماً لقراراته فهو صاحب القرار النهائي”.
بينما حاول اكسيون تهدأة حزب اليسار قائلاً إن حزب SD و اليسار لديهما أشياء مشتركة من أجل حل مشكلة المعاشات التقاعدية، فالنتفق بدل من أن نتبادل الإنتقادات بيننا.
و من جهة أخرى وجه حزب البيئة متمثلاً في رئيسة ‘ بير بولوند’ عدة رشقات كلامية ل ‘ جيمي اوكسيون’
حيث قال: ” انا لم أرى في حياتي شخص بالغ و مسؤل برلماني يواجه أي مشكلة بمجرد عدم التفكير بها… فقط أغمض عينيك و لن تجد أي مشكلة ، و كأنه طفل صغير”.
بينما رد ‘ اوكسيون’ بنفس الإهانة التي و جهها إليه بولند قائلاً : ” إن بولند سيفوز بكل تأكيد إذا ما جرت مسابقة في من يستطيع أن يغمض عينيه أكثر”.
كما دخل حزب الوسط في حالة من النقاش مع أوكسيون رئيس حزب ‘ SD’ حيث قالت رئيسة حزب الوسط ‘آني لوف ‘ أنه في حال فوز حزب SD’ في الإنتخابات القادمة سيعمل هذا على زيادة نفوذ الحزب بالنسبة للحكومة اليمينية عند تشكيلها في الانتخابات المقبلة.
ورد عليها ‘ أوكسيون’ : ” أنه أمر طبيعي أن يتأثر نفوذ أي حزب بحجم الأحزاب الأخرى”
ثم توجهت رئيسة حزب الوسط ‘ آني لوف ‘ بسؤال إلى’ إيبا بوش’ رئيسة لمسيحيين الديمقراطيين
:” هل علينا أن نثق أن مقترح حزب SD بإعادة اللاجئين إلى بلادهم بحجة عدم انتمائهم للسويد لن يتم تطبيقه ؟”
و أجابتها ‘إيبا بوش’ قائلة : ” أنه ليس كل مقترح يقدمه حزب SD سيحظى بالموافقة، وأننا نسعى لسياسة لم الشمل بأن ينضم الأطفال إلى أسرهم، على الرغم من كون أننا نتفق على تغيير سياسة الهجرة من أجل تقليص عدد المهاجرين إلى السويد”.