في السويد ربما تعيش تجربة الاستقرار بلا هدف! ما سبب استقرارك في السويد؟
في السويد تمتزج ا الحياة بين الجدية والرفاهية والكئابة النفسية – لن تنتبه إلا وعمرك قد ذهب من أمامك وتقدمت بالعمر وعندما تلتفت حولك ستجد نفسك وحيدا أنت وزوجك حتى الأبناء سوف يطيرون كما تطير الريشة في الهواء .
تبرز السويد كوجهة للهجرة مفضلة للمهاجرين الباحثين عن تجربة هجرة مضمونة ومريحة لهم ولأطفالهم في آن واحد. إذا كنت تبحث عن الهجرة المضمونة لك ولأطفالك، فإن السويد هي وجهتك المثالية. هناك يمكنك أن تعيش تجربة الاستقرار بدون أي هدف، فأنت تعيش وفقط في مملكة الأثاث المجمع!
بمجرد وصولك إلى السويد، ستجد نفسك محاطًا بأثاث متنوع وملفت للنظر في كل مكان. فهناك يُعتبر الترتيب والتنظيم شيئين لا غنى عنهما، وكأن كل سويدي قد وُلِد وهو يحمل مسمارًا ومطرقة في يديه. إذا كان لديك أمور لم تترتب بشكل جيد، فلا تتوقع السكون حتى تعود وتضع كل شيء في مكانه المناسب. لا تستغرب إذا رأيت جارك السويدي يخرج للشرفة في الصباح الباكر ليُعيد ترتيب وسائل الراحة في حديقته، وكأنه يشارك في مسابقة عالمية لترتيب الأثاث.
ولا يقتصر التجربة الساخرة على الترتيب فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى الحياة الاجتماعية أيضًا. في السويد، يبدو أن الناس يملكون مقاييسهم الخاصة للتعبير عن الفرح والسعادة. فلا تتفاجأ إذا رأيت شخصًا يبتسم بشكل طفيف ولا يظهر أي تعبير على وجهه حتى وإن فاز بجائزة نوبل!
وعندما تذهب إلى تجمع لسويديين وتحاول التفاخر بفوزك في شيء ما ، لا تتوقع أن يحدث الجميع ضجة ويصفقون لك، فقد يكتفون برفع حاجبيهم الفاتنين احترامًا لنجاحك مع ابتسامة صفراء . ولا تعتقد إنك تستطيع أن تحصل على صداقات حميمة ، فكل شيء في السويد له خصوصية كاملة .
ولكن هذا ليس كل شيء، فالطقس في السويد له طابع غريب أيضًا. يمكن أن يكون الجو غائمًا وممطرًا طوال العام، وعلى الرغم من ذلك، سترى السويديين يتجولون في الشوارع بكلابهم وكأن الشمس تشرق بكل حماسة. فعليك أن لا تفكر كثير فيما كان عليه الطقس في بلدك .
في السويد سوف تنسى تدريجيا معنى الاجتماعيات والصحبة الجماعية ستعيش في عالم مليء بالأثاث المرتب والابتسامات المتواضعة والاحتفالات المطيرة. ستجد نفسك غريبًا بين الأصدقاء والأهل ، ولكنك أوكد لك إنك سوف تستمع بالاستقرار الذي اخترته لك ولأطفالك إنه استقرار بلا نهاية وبلا هدف. فهل لديك هدف من ترك موطنك ومسقط راسك لتعيش وتموت في السويد إلا أنك وصلت لخوض اجربة الحياة في السويد بلا هدف..
خلود العامري