
فرنس برس : من المسئول عن ارتفاع نسبة الوفاة والإصابة بكورونا وسط المهاجرين في السويد ؟
نشرت وكالة وكالة فرانس برس تقرير طويل عن انتشار فيروس كورونا وسط المهاجرين في السويد ، وفقا لما أعلنته هيئة الصحة السويدية قبل يومين ، وقالت الوكالة الفرنسية …
في السويد، يشكل الأشخاص المتحدرون من أصول أجنبية جزءا من المجموعات الأكثر تضررا جراء فيروس كورونا المستجد، في ظاهرة تحاول السلطات تطويقها بحملات لنشر المعلومات بلغات عديدة، وينسبها البعض إلى نقص في هذه البيانات وآخرون إلى قلة الاهتمام بالمهاجرين.
لكن عملية الاندماج كانت صعبة على عدد من هؤلاء المهاجرين الجدد. فآلاف المهاجرين لا يتقنون اللغة السويدية ويجدون أنفسهم اليوم بلا وظيفة في سوق عمل يشترط الكفاءة العالية.
وينتهي بهم الأمر بالإقامة في أحياء فقيرة في ضواحي المدن الكبيرة حيث لا تستخدم اللغة السويدية بينما معدلات البطالة والإجرام مرتفعة.
وكشفت هيئة الصحة العامة في البلاد خلال الأسبوع الجاري 14 أبريل أن المقيمين السويديين المولودين في الصومال يشكلون نسبة كبيرة من الذين يحتاجون إلى علاج في مواجهة كوفيد-19، يليهم المولودون في العراق ثم سوريا وكذلك تركيا.
واعترف خبير الأوبئة في الهيئة أندرس تيغنيل لوكالة فرانس برس بأن “علينا أن نصل بشكل أفضل إلى هذه المجموعات بمختلف أنواع الرسائل لنحميها بشكل أفضل”، موضحا أنه لا يعرف سبب ارتفاع نسبتهم بين المصابين.
وفي ستوكهولم حيث يتركز انتشار المرض، يشكل الأشخاص المتحدرون من أصول أجنبية أكثر من أربعين بالمئة من 13 ألف مصاب بالفيروس سجلوا حتى الآن.
وتدل أرقام نشرتها الأسبوع الماضي السلطات الصحية في المنطقة أن الأحياء الأكثر فقرا في المدينة والمعروفة بتسمية “المناطقة الهشة” تسجل ارتفاعا في عدد الإصابات أكبر من الأماكن الأخرى.
ويشكل المهاجرون (المولودون في الخارج أو لأبوين مولودين في الخارج) 24,9 بالمئة من السكان، لكن هذه النسبة تبلغ 74 بالمئة في “المناطق الهشة”.
في حي ياكوبسبرغ الفقير الواقع بشمال غرب ستوكهولم، تبدأ مجموعة من سبعة مراهقين من أصول مهاجرة في طقس ربيعي جولتها لنشر المعلومات بهدف تحذير السكان من مخاطر فيروس كورونا المستجد.
ويحاول هؤلاء “الشباب السفراء” الذين وظفتهم البلدية ويحملون كتيبات، إبلاغ المارة.
ويقول مصطفى جاسم (17 عاما) لوكالة فرانس برس “نحاول الوصول قبل كل شيء إلى الذين لا يفهمون ما يجري في وسائل الإعلام السويدية”.
ووضعت الكتيبات بحوالي عشرين لغة منها والعربية والصومالية وغيرها.
وردا على أسئلة التلفزيون السويدي العام، قالت جهان محمد الطبيبة والعضو في مجلس إدارة النقابة إن المعلومات لم تكن متوفرة باللغة الصومالية أو العربية في بداية أزمة فيروس كورونا ، كان هناك تراخي وضعف في نشر المعلومات، مشيرة إلى أن عوامل أخرى قد تكون لعبت دورا أيضا.
وأضافت أن السويد صاحبة أعلى معدل للذين يعيشون بمفردهم، لكن في الجالية الصومالية والعربية “يمكن أن يعيش أفراد من أجيال عدة في شقة واحدة”.
لكن حميد ظفر المدير السابق لمدرسة في غوتيبرغ والمولود في أفغانستان، يرى أن نقص المعلومات ليس السبب الرئيسي للمشكلة، بل عدم تفهم السلطات لهؤلاء السكان الذين يتبعون أساليب حياة اجتماعية مختلفة في بعض الأحيان.
بجانب التكدس بسكن وشقق صغيرة ومجتمعات المهاجرين المهمشة وغير المدعومة ، وأضاف الحكومة تهتم بمنع زيارات دور المسنين لحمايتهم ، ولكن لا تهتم بالتكدس في الشقق والمنازل في المناطق المهمشة .