فتيات من أصول سورية وإيرانية وعراقية يطمحن إلى أداء الخدمة العسكرية الإلزامية
بعد فرض أداء الخدمة العسكرية الإلزامية على كلا الجنسين في الصائفة الماضية، قد نرى لأول مرة فتيات من أصول شرق أوسطية مجندات في الجيش السويدي. وهن من أصول سورية وإيرانية وعراقية يشتركن، علاوة على دراستهن بثانوية يارفالا شمال ستوكهولم، في تلقّيهن استمارات التسجيل لأداء الفحص الاختباري للخدمة العسكرية الإلزامية.
فكيف كان شعورهن لدى تعبئة استمارات الفحص العسكري؟
تقول احدي الفتيات:
شعرت بالفرح والتوتر في آن واحد.
أما زميلاتها الأخري فتقول:
– كنت خائفة بعض الشيء، لكنني شعرت بالفرح كذلك، باستطاعتنا نحن الفتيات أن نقوم بعمل كبير، أن نتقدّم.
شعور يتأرجح بين التطلع والتخوف، أمر طبيعي بالنسبة لفتيات يقتربن من سن الرشد أي الثامنة عشرة وهو السن المحدد لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية. وهو ما تؤكده اخد الفتيات أيضا إذ تقول:
ولم يكن قرار السويد السنة الماضية إعادة العمل بالخدمة العسكرية الإلزامية بالحدث الجديد بعدما كانت الحكومة قد ألغتها عام 2010، لكن الجديد تمثّل في إجبارية أدائها على الرجال والنساء على حدّ سواء، انطلاقا من فكرة أن التجنيد المعاصر يساوي بين الجنسين. فهل تقترب إدارة التجنيد من تحقيق هذا الهدف؟ صوفي إنغستروم المكلفة بالإعلام بإدارة التجنيد العسكري تجيب:
– لدينا لغاية الآن إحصائيات من تم استدعاؤهم لأداء الفحص العسكري من المولودين سنة 2001 – حيث تشكل النساء نسبة خمسة وعشرين بالمئة والرجال نسبة خمسة وسبعين بالمئة. والسبب يعود إلى الاعتماد في عملية الانتقاء على عاملي اللياقة البدنية ومدى الاهتمام بالتجنيد ومن المعروف أن الرجال، بخلاف النساء، عادة ما يبالغون في تقدير قدراتهم البدنية ودوافعهم.
الكفة تميل إذن لصالح الرجال. رفع نسبة تمثيل النساء المجندات في الجيش السويدي هي مهمة ربما لن تقع، على الأقل في المدى القصير، على عاتق الفتيات من أصول شرق أوسطية، فرغم كونهن سويديات المولد والجنسية إلاّ أن قرارتهن، كما توضّح إيزابيلا، ليست بعيدة عن تأثير المحيط العائلي:
لا يمكن التغاضي عن كون الأولياء والأهل، بحكم نشأتهم في سوريا، ليسوا معتادين على هكذا أمر. فهم لا يرغبون في أن نترك الدراسة والأهل من أجل آداء الخدمة العسكرية وهذا طبعا يؤثر علينا لأننا لا نرغب في القيام بعمل يتعارض مع رغبتهم. لكننا نعيش في السويد ولايمكن أن نكون في معزل عمّا يجري في البلاد من تطور ولذلك فقد أصبحنا ننظر إلى هذا الأمر بشيء من الإيجابية.
ورغم التردد، ترى العديد من الفتيات أن أداء الخدمة العسكرية الإلزامية في حال استدعائها لذلك لن يخلو من إيجابيات عديدة، كالتنظيم والإنضباط وهو ما سيوفر فرصة لتغيير حياتها نحو الأفضل.
– رغم أنني مترددة لكنني أحب فكرة التجنيد الإلزامي، وفي حالة استدعاءي سأقوم بذلك. فأنا بحاجة إلى التدريب والانضباط و آمل أن تتغيّر حياتي إلى الأفضل.
وإذا كان التطلع والتخوف هما ميزة واقع بعض الفتيات الشرقيات وصديقاتهن من أصول شرق أوسطية، فإن المنافسة الشديدة هي في الواقع ميزة واقع من يرغبون في أداء الخدمة العسكرية الإلزامية إذ سيتم سنويا اختيار أربعة آلاف فقط.