
نساء مهاجرات لأوروبا .. الطلاق هو الحل لبداية جديدة صحيحة بعيداً عن سلطوية وقمع الزوج!
في أوساط اللاجئين الشرقيين والعرب منهم على الخصوص لم يعد تطليق المرأة لزوجها أمراً نادر الحدوث أو مستهجناً. .. ولكن عند الوصول لدول المهجر مثل السويد ـ و ألمانيا أو دول أوروبية أخرى .. يكون هناك احتمالات حول مدى قبول الزوج والزوجة للمجتمع الجديد .. و غالباً ما يؤدى اختلاف القبول والاندماج بين الزوج والزوجة للانفصال والطلاق الذي تطالب به الزوجة عندما تشعر أنها أصبحت قادرة على اتخاذ القرار .
امرأة تصل لدولة أوروبية … تجد لديها طاقة للتعليم والعمل والانطلاق في الأنشطة والمجتمعة المنفتح ،حيث المجتمع ممتلئ بالفرص لمن يرغب … في المقابل الرجل الزوج الشرقي يريد أن تستمر زوجته على انغلاقها أو التعامل مع المجتمع الأوروبي الجديد وفقاً لتوجيهاته .. يبدأ الاختلاف .. وهنا قد تجد الزوجة أن المجتمع الأوروبي الجديد يدعمها في اتخاذ القرار فتقرر الطلاق !
صحيفة “فرانكفورتر ألغماينة تسايتونغ” الألمانية أضاءت على الظاهرة وأسبابها وظروفها من خلال قصة سيدتين منحدرتين من مدينة حلب السورية.
“لأني شجاعة”. كان جواب السورية ناديا ن. على سؤال صحيفة “فرانكفورتر ألغماينة تسايتونغ” الألمانية عن سبب إقدامها على ترك زوجها. تعيش ناديا (40 عاماً) اليوم مع ابنتها وقطة صغيرة في مدينة دوسلدورف بعد طلاقها.
سارة سواس (اسم مستعار) حزمت حقائبها وغادرت بدون زوجها مع ابنها وأولاد أختها الخمسة. رفض الزوج ترك حلب في البداية. بيد أنه التحق بالعائلة بعد زمن ورأى طفل آخر الحياة بعد التأم شمل العائلة في ألمانيا. بيد أن الأمور لم تسر على ما يرام وتطلقت سوسن (35 عاماً).
الطلاق “مخرج”
قصة السيدتين المنحدرتين من حلب أوردتها الصحيفة الألمانية على موقعها الإلكتروني بتاريخ السادس من نيسان/أبريل الجاري في تحقيق مطول يلقي الضوء على قرار السيدتين، مثل الكثير من النساء، المخاطرة بركوب قوارب مطاطية للوصول إلى أوروبا والتغيرات التي طرأت على حياة الكثيرات منهن بعد الوصول إلى بر الأمان ووصولاً إلى الطلاق وما بعده.
المحامية البرلينية المختصة بقانون الأسرة، نجاة أبو قول، تؤكد أنها بحكم مهنتها على إطلاع على عدد كبير من حالات الطلاق بين اللاجئين في ألمانيا: “مباشرة بعد موجة اللجوء الكبرى كان هناك الكثير من الحالات. بالنسبة للكثير من النساء كان ذلك مخرجاً من العنف المنزلي وبداية حياة تقرير المصير”. وترى المحامية أن البعد قبل لم الشمل أثر على قرار الانفصال: “سواء كانت المرأة في سوريا أو تركيا أو اليونان أو في ألمانيا تعلمت أن تتغلب على الصعب بمفردها دون الرجل”.
بين الشرق والغرب
أتقنت سارة مستوى متقدم من اللغة الألمانية، بينما بقي مقدرات زوجها اللغوية متواضعة. وأنهت تدريباً في مأوى للاجئين وتعمل اليوم في الخدمة الاجتماعية وفي الترجمة للاجئين. وتقول إن زوجها كان “يجلس طوال الوقت في البيت يشاهد المسلسلات العربية”.
المختصة بعلم النفس الاجتماعي، بيتا بهرفان، ترى أن المرأة في المجتمعات الشرقية غالباً ما ينظر إليها على أنها “تابعة للرجل”. وتعتقد بيتا، المولودة في إيران والتي تطلقت من زوجها هناك في عمر العشرين، أن “اندماج المرأة في الغرب يسير بشكل مختلف عن اندماج الرجل، حيث تنظر المرأة للقيم والأعراف في أوروبا على أنها فرصة لها. وفي ألمانيا ليس الرجل هو المعيل الوحيد للعائلة، حيث تعمل المرأة إلى جانب الرجل”.
ذات “جديدة”
السيدتان عمليتان وذكيتان ومتعاطفتان، الأمر الذي مكنهما من النجاح في بناء حياة في ألمانيا من جديد. خلعت ناديا، التي درست التربية وعلم الاجتماع في سوريا وعملت بعد ذلك مديرة للعلاقات العامة، الحجاب بعد فترة من وصولها ألمانيا. تعمل ناديا اليوم محاسبة: “كان صعباً على طليقي بعد قدومه إلى ألمانيا تقبل أن يكون لي رأي”. وجد زوجها عملاً في آب/أغسطس الماضي وبعد أسبوع ترك البيت: “في البداية كان ذلك صدمة، غير أنه أفضل لنا جميعاً”.
“عندما تبنى العلاقة على الثقة ويكون الزواج صحياً يعيش فيه الزوجان بسعادة يكون هناك فرصة لهذا الزواج أن يصمد ويستمر”، حسب رؤية الخبيرة بيتا بهرفان.
هل غيرك الفراق واللجوء والحياة الجديدة؟ “ربما يكون ذلك قد شد من أزري. هنا أستطيع كامرأة أن أكون مستقلة بذاتي. من حيث المبدأ كان الطلاق في سوريا ممكناً، بيد أنه كان سيكون غير مقبول اجتماعياً” تجيب سارة على سؤال صحيفة “فرانكفورتر ألغماينة تسايتونغ” الألمانية.
“من عايش ما عايشناه لا يمكن أن يبقى كما كنا في سوريا أو تركيا. قد يكون جسدي قد وصل إلى ألمانيا منذ سنين، بيد أني أحتاج وقتاً للوصول إلى ذاتي الجديدة” تختم الصحيفة الألمانية تحقيقها المطول بهذه الجملة لناديا.