
عائلة فلسطينية ..فقدنا أبناءنا الاثنين .. غرقوا في البحر في رحلة الوصول لأوروبا وعادوا لنا نعوش
كانت نهاية الحلم الأوروبي لعائلة فلسطينية ، حيث ودّع طلال الشاعر ابناءه الاثنين وتمنى لهما رحلة آمنة، حيث سوف تبدأ رحلتهم إلى الفردوس الأوروبي انطلاقاً من قطاع غزة عبر طريق طويل أملا أن يصل بهما هذا الطريقة إلى نهاية حياة جديدة في أوروبا، بعيداً عن الفقر والحرب.
ولكن الرحلة للفردوس الأوروبي لم تكتمل ، حيث كان البحر بالمرصاد للقارب الذي حمل الأخوين ومن معهم من راغبي الهجرة لأوروبا ، وبدلاً من الاحتفاء بنجاح هجرتهما، وقف الأب المسن طلال الشاعر اليوم الأحد ليتلقى التعازي في ابناءه الاثنين الذين عاد احدهم إليه في نعش بينما غرق جثمان الأخر لأعماق البحر !
ووفقاً للمعلومات التي وصلت للأب انتقل ابناءه من غزة إلى ليبيا في رحلة تهريب كبيرة ومكلفة وطويلة ، ، وكان القارب الذي عليه ابناءه تحرك عبر المتوسط من ليبيا غرق بعد وقت قصير من الإبحار. وغرق أحد الابنين، وانتُشل جثمانه فيما فُقد الآخر وضاع جثمان في أعماق البحر مع ثلاثة آخرون بينهم ابنه ماهر .
وقال الاب لوكالة “رويترز” قبل تشييع جنازة ابنه محمد، الذي أعيد جثمانه مع سبعة فلسطينيين آخرين: “جيل كامل ضاع لا معيل لي غير أبنائي الأثنين … الضيق والمعاناة والحصار وفرص العمل المحدودة والمشاكل النفسية من الأسباب التي تدفعهم إلى الهجرة”. واستذكر الأب ما قاله لابنه محمد وهو يودعه: “قلت له توكل على الله، لربما تلاقي حياة أفضل”.
ولكن بين الآلاف الذين حضروا جنازات المهاجرين، سادت حالة من الغضب واليأس المتزايد إزاء غرق المركب –
وقال أحمد الديك، المستشار السياسي لوزير الخارجية والمغتربين: “عصابات الإتجار بالبشر تقف خلف رحلات الهجرة غير الشرعية وهم يستغلون هؤلاء الشباب ويجعلونهم يدفعون أحياناً ما قد يصل إلى عشرة آلاف دولار للشخص الواحد. هذه رحلات موت”.