قضايا العائلة والطفل

طبيب سويدي لقح مئات النساء بحيواناته المنوية دون معرفتهم لمساعدة على الإنجاب

عرض تقرير جديد للتلفزيون السويدي  نتائج تحقيق أجرته مقاطعة نوربوتن شمال السويد، كشف التقرير أن أحد الأطباء قام قبل 40  عامًا باستخدام حيواناته المنوية في عمليات تلقيح للنساء اللاتي لجأن إلى المستشفى لطلب علاج من العقم، وهو إجراء وصفته المنطقة بأنه كان صادم وغير ملائم وغير أخلاقي. ولم يستطع التحقيق تحديد عدد الحالات التي استخدم فيها الطبيب حيواناته المنوية، مما يعني أن الحجم الفعلي للقضية غير معروف وقد يصل للمئات .



وقالت بيا نيسفال، مديرة الصحة في  مقاطعة نوربوتن: “لم نتمكن من العثور على بيانات دقيقة سواء من الأرشيفات أو من المقابلات مع الموظفين تكشف عدد الحالات التي استخدم فيها الطبيب نفسه كمتبرع. هذا الأمر يثير قلق المتضررين الذين يرغبون في معرفة عدد الأشقاء  المحتملين، وأنا أتأسف لعدم قدرة التحقيق على تقديم إجابة واضحة، ولكن لدينا حالة لا أخلاقية .. آباء ليسوا لآباء لأطفالهم ، وأطفال أصبحوا بالغين ولديهم مئات من الأخوة والأب واحد هو “الطبيب”.



 وأضافت، في الثمانينات والتسعينيات ، لم تكن هناك قوانين تنظم عمليات التلقيح، وكانت المستشفيات تتبع ممارسات عامة تقتضي عدم معرفة الزوجين أو المتبرع بهوية بعضهما. لكن الطبيب، حينما استخدم الحيوانات المنوية لم يخبر الزوجين بما فعل !   لم تكن النساء على علم بأن الطبيب استخدم حيواناته المنوية.

صورة للطبيب وأحد الأمهات التي تم تلقيحهم




وقررت منطقة نوربوتن تقديم بلاغ إلى هيئة الرقابة الصحية السويدية (IVO) ضد الطبيب، معتبرةً أن تصرفه يُظهر عدم ملاءمته للعمل كطبيب معالج، خاصةً باستخدام خلاياه الشخصية في عمليات التلقيح. ولكن الطبيب الآن مسن وطاعن في السن ولم يمارس المهنة منذ سنوات، وسحب ترخيصه يعتبر إجراءً رمزيًا لا قيمة له، لكنه مهم من الناحية الإجرائية والأخلاقية.



ورغم تباين ردود الأفعال من العائلات المتضررة، إلا أن الآباء الذين تم مقابلتهم عبروا عن امتنانهم لأطفالهم، وحبهم لهم حتى لو اكتشفوا انهم ليسوا الآباء البيلوجيين لهم ، وقالوا انهم  كان لديهم رغبة قوية في الإنجاب واستمروا في المحاولات لسنوات. البعض يرون في هذا التصرف خديعة وغير أخلاقي وصدمة لهم ، بينما قل تأثير الأمر على آخرين الذين قالوا انه صدمة ولكن حصلوا على حساة أفضل. أما الأطفال، فقد واجه بعضهم صدمة هوية بعد اكتشافهم كيفية ولادتهم، وعبّروا عن قلقهم من احتمالية وقوع علاقات غير متوقعة بين الأشقاء غير الأشقاء في المستقبل.




تؤكد منطقة نوربوتن أنه لا توجد مخاطر لتكرار مثل هذه الحوادث اليوم، حيث باتت الرعاية الصحية مُنظَّمة بقوانين صارمة وبشكل رقمي متقدم ومتطور . ووفقًا للقانون الحالي، يحصل الأطفال المولودون بعمليات التلقيح على حق معرفة هوية المتبرع.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى