أخبار السويدقضايا اللجوء

صحيفة سويدية : المهاجر الوحيد الناجي من رحلة ” الموت ” 11 يوما وسط البحر وشاهد موت الجميع

نقلت صحيفة اكسبريسن قصة لاجئ حاول الوصول إلى أوروبا على أمل الوصول لهدفه الأخير الســـويد ….القصة تبدأ في نفس الوقت الحالي من العام الماضي – صيف 2019 .




…أيام طويلة أمضاها الشاب محمد وسط البحر المتوسط تحت أشعة الشمس الحارقة دون طعام وماء. وصل أخيرا إلى مالطا ..وليس السويد كما كان يخطط …

وهو الناجي الوحيد من رحلة مأساوية ، توفي فيها جميع الأشخاص الذين كانوا معه على متن القارب المطاطي، الذي انطلق من الشواطئ الليبية باتجاه سواحل القارة الأوروبية.




بعد أن أمضى 11 يوما على متن قارب مطاطي وسط البحر المتوسط، كان هو الناجي الوحيد بين 14 مهاجرا آخرين اغلبهم نساء حوامل وأطفال ، من سوريا وفلسطين وأثيوبيا والسودان،  انطلقوا من السواحل الليبية أملا بإيجاد حياة أفضل في القارة الأوروبية.




تحت أشعة الشمس الحارقة، مع نفاذ المياه  و الطعام  والوقود  والشمس الحارقة ، عاين الشاب محمد   الموت عن قرب، فبعد مرور خمسة أيام على انطلاق رحلتهم نفذ الطعام والوقود .




كان الاتفاق أن بعد يومين سوف تجدهم سفن وطائرات أوروبية وتنقذهم أو يصلوا للسواحل الأوروبية ..ولكن لم يحدث ، كان هناك ضحية واحدة من ركاب القارب على الأقل بمعدل يومي بين الأشخاص الذين كانوا معه على نفس القارب ، كانوا يموتون تدريجيا .ويضطر ركاب القارب لرمى ألأموت بالبحر …!!!.




يروي الشاب محمد  من غرفته في المستشفى ما حصل معه خلال الأيام التي أمضاها بعيدا عن اليابسة خلال مقابلة مع الصحافية ديانا كاتشيوتولو في “تايمز أوف مالتا”.

“كنا 15 شخصا على القارب، وأنا الناجي الوحيد”، يقول الشاب  الحزين ، الذي يعتبر أنه على قيد الحياة بفضل معجزة ما.




في بداية الأسبوع، نشرت وكالة حماية الحدود الأوروبية “فرونتكس” فيديو حول عملية الإنقاذ، حيث ظهر فيها هذا الشاب ممددا فوق جثة. كانت حالته الصحية سيئة جدا وتم نقله عبر طائرة مروحية إلى مستشفى على الجزيرة المالطية. الشاب البالغ من العمر 38 عاما يعاني حاليا من جفاف حاد وحتى اللحظة لا يزال في المستشفى ولم يتمكّن بعد من النهوض والمشي.




فيديو رصد و إنقاذ محمد الناجي الوحيد بالقارب ..كم تم تصويره وبثه

“بدأنا نشرب من مياه البحر”

محمد كغيره من مئات المهاجرين، حاول عبور المتوسط الذي ابتلع حياة أكثر من 500 شخص منذ بداية العام، بينما تحاول دول الاتحاد الأوروبي التعامل مع ملف الهجرة في ظل تشديد إيطاليا ومالطا سياستهما تجاه استقبال اللاجئين.







  التقى محمد وهو فلسطيني مقيم في ليبيا منذ سنوات   بمهرب ودفع 700 دولار لقاء خوض هذه الرحلة المميتة، ويقول “المهرب أعطانا جهاز تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية (جي بي إس)، وقال لنا اذهبوا إلى أوروبا وهذا الوقود يكفيكم  وتركنا ! … كان معنا أيضا امرأة حامل  ، وامرأة وطفل  …وفتاة وصبي  والآخرون شباب … جميعهم ماتوا في نهاية المطاف”.




يؤكد محمد أنه خلال رحلتهم، حاولوا مرارا طلب النجدة من السفن العابرة لكن دون جدوى، “رأينا قوارب عدة، ورأينا أيضا طائرة مروحية، صرخنا لطلب النجدة لكنهم لم يعيرونا أي انتباه”. وبعد نفاذ كل شيء “بدأنا نشرب مياه البحر”.




يغلق محمد  …  في كل مرة يسترجع بها ذكرى وفاة من كان معه على القارب يشعر بالحزن والاكتئاب ورائحة الموت ج، ويصف بعدها مشهد الجثث المريع، إذ تحت أشعة الشمس تبدأ الجثث بالتفكك وتنبعث منها رائحة كريهة. “أنا وإسماعيل (أحد المهاجرين الآخرين) بدأنا برمي الجثث في البحر… وبدأ إسماعيل يتساءل : لماذا نحن على قيد الحياة ؟ الكل فقد حياته ، لماذا لا نموت مثلهم !”.




إلا أن محمد لم يستسلم وكان لديه إصرارا على إكمال حياته، بحسب قوله، ولم يكن يعلم أن زميله الأخير إسماعيل كان قد فقد حياته أيضا، فهو كان فاقد الوعي حين أنقذته مروحية القوات المسلحة المالطية يوم الاثنين، بعد أن رصدت طائرة تابعة لوكالة الحدود الأوروبية ” فرونتكس” موقع الزورق، وفقا للرواية الرسمية.




رغم كلّ ما حصل معه لا يبدي الشاب ندمه على اتخاذ هذا القرار، ويقول لا بديل إلا مواصلة الرحلة  فكل الأحوال حياتي منتهية . فالموت هو اقل الأضرار في حياتي المحطمة ..







 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى