صحف بريطانية وأمريكية : العرب خذلوا الغرب ويدعمون روسيا رغم أنهم حلفاء تقليديين لأوروبا وأمريكا
لماذا تتجه مواقف شركاء الغرب في الشرق الأوسط نحو بوتين وروسيا خلال حرب أوكرانيا؟”.
هذا ما تناولته تغطية الصحف الأمريكية و البريطانية مثل الإندبندنت التي نشرت مقال اعتبرت أن دول الخليج ومصر ودول عربية أخرى لم تساند حلفاءها الغربيين بعد هجوم روسيا على أوكرانيا…وكان لهم موقف أما داعم لروسيا كما فعلت الإمارات وتركيا .. أو موقف صامت محايد كما فعلت جميع الدول العربية باستثناء “ليبيا”
وقال الكاتب بورزو دراغاهي: أن العرب مثل روسيا استبداديون طغاة يشبهون بعضهم !
وأضاف الكاتب “لم يتمكن الغرب من الاعتماد على تصويت الإمارات في الأمم المتحدة لإدانة الغزو. وخلال التصويت يوم الخميس على تعليق عضوية موسكو في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بعد جرائم الحرب المزعومة في أوكرانيا، امتنعت جميع دول الخليج والدول العربية عن التصويت”.
وأضاف أن الغرب “لم يتمكن من حمل دول الخليج على زيادة إنتاج النفط والغاز لتجنب آثار إبعاد النفط الروسي عن الأسواق. ولم يتمكن من إقناعها بالالتزام بالعقوبات – وفشلت مساعي وزيارات زعماء أوروبا لقطر لإقناعها بتحويل تدفق الغاز القطري لأوروبا ، كما تجاهلت السعودية مطالب أمريكا واوروبا في ضخ المزيد من النفط بالأسواق ووقف التبادل التجاري مع روسيا”.
وأشار إلى أنه “وفقا لتقارير إخبارية، لم يتمكن الرئيس الأمريكي جو بايدن حتى من الوصول عبر الهاتف إلى قيادة المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة لبحث كيف سترد السعودية والإمارات على روسيا ويدعموا الغرب”.
ورأى ابورزو دراغاهي أن “ازدواجية موقفها (دول الخليج) تجاه الموقف المتشدد الذي اتخذه الغرب بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا يؤكد أيضاً على نجاح الكرملين في بناء طرق الشرق الأوسط على مدى العقد الماضي – حيث تدرس السعودية وروسيا إتمام تبادلهم التجاري بالروبل الروسي والريال السعودي
وأوضح بورزو دراغاهي وجهة نظره بالقول ” أولا أصبحت روسيا معياراً مهم للدولة الحليفة التي يُعتمد عليها ، فموقفها مع سوريا وإيران اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً جعل دول الخليج تتذكر موقف الغرب وأمريكا المتخاذل في دعم التحالف السعودي ضد الحوثيين وإيران وهجماتهم العسكرية رغم أن الخليج يدفع مئات المليارات للغرب ..بينما إيران وسوريا لا يدفعون دولار لروسيا !،
كما أن الخليج طلب دعم الغرب وأمريكا لوقف حكومة طرابلس “الإخوانية” .. ولم يجد أي رد فعل غربي ..بينما طلبت السعودية والإمارات من روسيا دعماً في ليبيا .. فلبت روسيا الطلب وتدخلت بعمليات قتالية لدعم القائد العسكري خليفة حفتر في ليبيا حتى تم محاصرة “طرابلس” الليبية ..وكادت أن تسقط لولا تدخل تركيا بدعم غربي .
كما أضاف الكاتب أن موسكو أصبح لديها علاقة وثيقة بشكل خاص مع الإمارات العربية المتحدة، و إن “العلاقات بين روسيا والخليج أعمق مما يتخيله الكثيرون في واشنطن”. كما أن روسيا وجهت “أمير الحرب الشيشاني الروسي رمضان قديروف الذي يحتفظ بفيلا بقيمة 7 ملايين دولار في دبي، ووفر التدريب العسكري للقوات المسلحة الإماراتية وعمل كمبعوث “مسلم” من موسكو لدى أنظمة استبدادية في العالم الإسلامي … فــ الزعيم الشيشاني أكثر من يستطيع أن يقنع الخليج أن الحليف الروسي قد يدمر العالم من أجل دعم حلفائه .. وهذا ما قاله بشار الأسد للإماراتيين عند زيارته لأبوظبي”.
وأضاف أن الإمارات قررت أن تخطو باتجاه كسب روسيا كحليف جديد و استثمرت المليارات في مشاريع تنموية في الشيشان، بما في ذلك مول غروزني الضخم وبرج أخمات الفاخر المكون من مئة طابق”. فالامارات كما السعودية ترغب بإن تكون دول على التراث الغربي المتطور والمتمدن ولكن بدون مفهوم الديمقراطية الغربي الذي يشعرهم بالقلق والخوف والقرف معاً !
وتابع مقال الإندبندنت أن وزارة الخارجية الأمريكية حثت الدبلوماسيين، في برقية دبلوماسية مسربة ألغيت لاحقاً، على اعتبار الإمارات إلى جانب الهند “في معسكر روسيا” في ما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، بعد امتناع البلدين عن التصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإدانة حرب الكرملين.
وقالت البرقية “إن الاستمرار في الدعوة إلى الحوار، كما فعلتم في مجلس الأمن، ليس موقفاً محايداً” بل متخاذل ومناصر لروسيا ؛ كما أضافت المذكرة التي حصل عليها الموقع الإخباري أكسيوس أن الإمارات والسعودية في معسكر روسيا المعتدي في هذا الصراع .
ودافعت الإمارات عن تصويتها في مجلس الأمن من خلال الإصرار على أن “الانحياز لأي طرف لن يؤدي إلا إلى مزيد من العنف”.
ورأى كاتب المقال أن “قيادة أبو ظبي تشعر على الأرجح أنها تستطيع الإفلات بدرجة كبيرة من الانحراف عن الخط الأمريكي بعد التوقيع على اتفاقيات أبراهام التي ترعاها الولايات المتحدة، والتي أدت إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل وحصلت على استحسان المشرعين المؤيدين لإسرائيل في واشنطن”.
وبحسب المقال، “ظلت العلاقات بين السعودية وواشنطن فاترة منذ بداية رئاسة بايدن. وأثناء ترشحه لمنصب الرئيس، وصف بايدن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنه ديكتاتور وحشي. كما تعارض الرياض جهود واشنطن لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، العدو اللدود للسعودية”.
وأخيرا قال مقال الكاتب الإنجليزي ، أن هناك خندق واحد يجمع الخليج + مصر + تركيا للتقرب والتحالف مع روسيا ومناصرتها : ” فجميعهما العرب والروس والأتراك يشعرون بالريبة والقرف تجاه الديمقراطية الغربية ا …
وتابع أن “هناك تصورا أيضاً بأن روسيا تقف إلى جانب حلفائها على مدى عقود، كما دعمت بشار الأسد في سوريا، وقديروف في الشياشان وملالي طهران في إيران وحلفاءها في كزخزستان ، .. بينما الولايات المتحدة متقلبة وغير موثوقة، تركت حلفائها يواجهون إيران بمفردهم ، كما غدرت بمصر عندما سمحت لحسني مبارك بالسقوط في عام 2011 . وغدرت بالعراق عندما اسقطت نظام صدام وتركت العراق فريسة لإيران وللإرهاب ومواقفها المتخاذلة في اليمن وليبيا وسوريا .