سياسة السويد لرفض و ترحيل اللاجئين السوريين القادمين من (دمشق والسويداء والحسكة وطرطوس والقامشلي)
كونك قادم من سوريا للسويدطلباً للجوء فيجب أن يكون لديك معرفة بالوضع الجديد لتقديم اللجوء في السويد للاجئين من كل الجنسيات بشكل عام وللسوريين بشكل خاص ، الأمر قد بتعلق بطالبي اللجوء الجدد في السويد. والقادمين تحديداً من مدن سورية تم تصنيفها على أنها مدن آمنة لا يمكن للسوريين (وفلسطيني سوريا) القادمين منها الحصول على حق اللجوء في السويد!
هذا التصنيف أو الوضع الجديد للاجئين السوريين (الجدد) في السويد أصبح توجيهات قانونية في 2021 وما بعدها حتى إشعار أخر ، ووفقاً لتوجيهات مصلحة الهجرة السويدية في 2022 ـ فأن اللاجئين السوريين يمكنهم أيضاً النزوح الداخلي إلى العاصمة دمشق فربما تأتي من مدينة سورية غير أمنة ولكنك قادر على النزوح لدمشق فيتم رفض طلب لجوءك، هذا ما جاء في تقييم الوضع الأمني الذي نشرته مصلحة الهجرة مؤخرا والذي ينص على تغييرات جديدة فيما يتعلق بالتعامل مع طالبي اللجوء السوريين.
التغيير الأهم الذي ينتج عن هذا التقرير، هو أن دائرة الهجرة ستبدأ، عند دراسة ملف كل طالب لجوء سوري ،
1- الأخذ في الاعتبار المدينة التي أتى منها هل هي أمينة (دمشق والسويداء والحسكة وطرطوس القامشلي -مدن أخرى)
2- من هو الشخص (مهنته نشاطه) والأسباب التي دفعته للقدوم إلى السويد،
3- هل لديه مكان أخر للذهاب إليه داخل سوريا أو خارج سوريا (إقامة بدولة أخرى)
وبالتالي، لن يكون قبول طلب اللجوء أو الحماية على أساس الوضع العام في سوريا كما كان الحال في السابق 2012 – 2020 ، أي أن قرار اللجوء أو الحماية المؤقتة في 2021 -2022 وما بعدها وحتى إشعار أخر أصبح يعتمد على الأسباب الفردية لكل شخص والخطر الذي من المحتمل أن يهدد حياته.
خريطة الوضع الآمن في سوريا
ولاحظ أن إثبات أسباب فردية لخطر فردي تتعرض له في بلدك سوري هو أمر معقد من الصعب إقناع مصلحة الهجرة بأنك مهدد شخصيا ، حيث أن هذا التصنيف هو ما يطلق عليه اللجوء السياسي .
ووفقا لتقييم الوضع الأمني الأخير، تم تصنيف محافظة طرطوس على أنها “الأكثر أمانا”، لتليها مدن أخرى كدمشق والسويداء والحسكة والقامشلي تمّ اعتبارها أيضا كمدن آمنة وأقل خطرا مما كانت عليه قبل أعوام.
فمثلا، إذا كان طالب اللجوء من سكّان حلب لكن لديه عائلة في دمشق أو لديه القدرة المادية، من الممكن أن تعتبر دائرة الهجرة أن بإمكانه الانتقال إلى دمشق “الآمنة”، وبالتالي لن يتم قبول طلب لجوئه إلى السويد طالما يستطيع الانتقال إلى مكان آمن داخل بلده.
وبالنسبة للأشخاص القادمين من طرطوس، قد ترفض طلباتهم في الحصول على الحماية أو اللجوء، لأن السويد لا تصنف مستوى العنف الموجود فيها على أنه خطير وعشوائي. أما في حلب وإدلب والرقة وحماه وحمص ودير الزور فقد اعتبرت الدائرة أن مستوى الصراع في تلك المناطق لا يزال خطيرا، ومن الممكن إعطاء الأشخاص القادمين منها حق الحماية.
كما أن الكثير من الشباب السوريين قرروا الهرب من سوريا لعدم رغبتهم بالانخراط في القتال المسلح والانضمام إلى صفوف قوات جيش النظام، فكل شاب سوري عمره بين 18 و42 عاما ملزم على تأدية خدمة التجنيد الإلزامي لمدة عامين التي قد تطول لخمسة أو ستة أعوام نظرا للوضع الأمني في البلد وحالة “الحرب”.
إلا أنه في تفاصيل التقرير الكامل المنشور باللغة السويدية، أوضحت دائرة الهجرة، أن يكون الشاب مطلوبا للخدمة العسكرية ليس سببا كافيا لإعطائه الحماية المؤقتة أو اللجوء.
لكن بموجب القانون الدولي واتفاقية جنيف التي صادقت عليها السويد وتوجيهات المحكمة الأوروبية، يحظر إعادة أي شخص بأي شكل من الأشكال إلى مكان يواجه فيه خطرًا حقيقيًا بالاضطهاد أو التعذيب أو سوء المعاملة أو تهديد الحياة. فما هو الضامن لعدم حصول تلك الانتهاكات بحق العائدين؟
تعليمات التقرير الجديد تخص بشكل أساسي طالبي اللجوء الجدد في السويد وجميع الأشخاص الذين لم يحصلوا على قرار إقامة ، ومن غير المعروف هل ستتحول مصلحة الهجرة لتغير موقفها من حاملي الإقامة المؤقتة القادمين من مدن سورية آمنة وتوقف عن تجديد الإقامة لهم وتعيدهم لسوريا كما فعلت الدنمارك … هذا الأمر غير وارد ، ولكن قد يتغير الوضع في حالة وصول أحزاب اليمين المتشدد في السويد لتشكيل حكومة سويدية في حالة فوزهم بالانتخابات القادمة سبتمبر 2022 ،
التعليمات تخص بشكل أساسي طالبي اللجوء السوريين الجدد في السويد ، ووفقاً لإحصائيات مصلحة الهجرة السويدية فيوجد المئات من طالبي اللجوء السوريين الذين تم رفض طلبات لجوئهم ويتم إجبارهم على العودة إلى “سوريا الآمنة” . وتقول مصلحة الهجرة “بإمكان السوريين المرفوضة طلبات لجوئهم العودة إلى بلادهم” ولكن دون توضيح كيف يتم ترحيلهم دون وجود علاقات بين سوريا والسويد لتنسيق ترحيل اللاجئين السوريين !
من الصحيح أن التقييم الجديد يخص طالبي اللجوء الجدد، أي أن ذلك لن يؤثر على اللاجئين الحاصلين على إقامة في السويد ، لكن يجب التنويه أن ما ورد في التقرير الجديد هو عدم سحب أو وقف تجديد الإقامات . في انتظار أي تغييرات جديدة خلال العام الجديد