
سويديات يتحدثن عن معاناتهن مع الغلاء وارتفاع تكاليف المعيشة والبحث عن الطعام المجاني
في مشهد يختصر أزمة المعيشة المتفاقمة في السويد، عرضت صحيفة افتنوبلاديت تقريراً عن الوضع المعيشيء للعوائل في السويد في ظل ارتفاع الأسعار وصعوبة المعيشة ، السويدية كارولين هاردين (38 عامًا)، وهي أم لثلاثة أطفال، راتبها 16 ألف كرون صافي بعد الضريبة حيث تعمل موظفة إدراية ، وبعد دفع الضرائب وإيجار السكن والكهرباء والإنترنيت والتنقلات والفواتير الخرى يتبقى لها 400 كرون سويدي ، و تعيش بأقل من 400 كرونة ولذلك لجأت لتلقى بعض المساعدات الحكومية!
كارولين التي شاركت في احتجاج رمزي في ستوكهولم إلى جانب منظمة “الآباء المذهلين” (Makalösa föräldrar)، أظهرت كيف أصبحت تكلفة المعيشة في السويد لا تُطاق، خاصة بعد قرار الحكومة إلغاء الدعم السكني المؤقت الذي كانت تتلقاه آلاف العائلات السويدية. و تقول إنها لا تأكل سوى وجبة واحدة في اليوم، وتكتفي أحيانًا بـ4 قطع من الخبز الجاف وبيضة كوجبة “برنش” خفيفة، وتتناول العشاء مع أطفالها لتوفير المال ..الأطفال يأكلون الفطور والغذاء بالمدرسة والعشاء في المنزل معها .. فالعشاء الوجبة الأساسية لها ولكل العائلة في المنزل.

- راتبها بعد الضرائب: حوالي 16,000 كرونة شهريًا
- ما يتبقى بعد دفع الفواتير والإيجار: 400 كرونة فقط
- لا قدرة لديها على دفع تكاليف نشاطات الأطفال، ولا حتى شراء الآيس كريم في الصيف.
تقول بحزن: “أطفالي يدركون الوضع. ابني البالغ 12 عامًا يشعر بالحرج لأنه لا يستطيع الخروج مع أصدقائه.” وتوقل إنها تترك لهم نقديم الطفل لتلبية الملابس والمصاريف الشخصية ولكنها لاتكفيهم …
الدعم السكني المؤقت في طريقه للاختفاء
في يونيو المقبل، سينتهي العمل بالدعم السكني المؤقت الذي كان يساعد الأمهات العازبات بشكل خاص على مواجهة تكاليف الإيجار. هذا القرار أثار موجة غضب وانتقادات من منظمات المجتمع المدني. وتقول كريستينا أولسون، الأمينة العامة للمنظمة:
“لا يمكن قطع الدعم الآن! نحن نعيش في مجتمع مبني على دخل مزدوج، لكن يطلبون من المرأة أن تنفصل عن الشريك المسيء وتتحمل كل شيء وحدها!”
وأضافت: “النتيجة؟ اقتراض، مديونية، تسوق على أقساط من Klarna، وزيادة في عدد العائلات التي تُطرد من منازلها.”

أما أنيا فورس (48 عامًا)، وهي أم لطفلة رضيعة، فقد وجدت نفسها فجأة وسط الأزمة بعد دخولها إجازة الأمومة. رغم أن لديها وظيفة بدخل متوسط، فإنها تعاني من صعوبة تغطية تكاليف المعيشة. وأضطرت لإلغاء كل اشتراكات الترفيه والنادي الرياضي واشتراك الهاتف والتلفزيون ، وتتناول طعامًا بسيطًا جدًا كما إنها لا تستطيع استخدام المواصلات العامة بانتظام لأن تذكرة الحافلة بـ80 كرونة

وتقول: “أتمنى لو رفعوا الدعم السكني بدل إلغائه. ربما كان بإمكاننا زيارة العائلة أو القيام برحلة صغيرة… حتى القهوة أصبحت باهظة، وهذا يحزنني.” نحن في بلد يُعتبر من بين الأغنى في العالم، وتعاني آلاف الأسر السويدية – خاصة الأمهات العازبات – من ضغوط مالية لا تُحتمل، وسط قرارات حكومية متتالية تقلص من قدرتهم على البقاء بكرامة. هل من حلول قريبة؟ أم أن الأوضاع مرشحة لمزيد من التدهور؟
