سوريا في 2024 لن تكون كما كانت في الأعوام السابقة (مجاعة إفلاس نزوح جديد)
لا توجد مؤشرات ملموسة إلى أن هذا العام 2024 سيمر في سوريا مثل الأعوام السابقة، فرغم عودة سوريا من حافة التقسيم والتفت أثناء الحرب الأهلية فإن الوضع لم يستقر بعد ويتجه مرة أخرى للانهيار”. فتكلفة الحرب الأهلية في سوريا تجاوزت 1.2 تريليون دولار. وسيتطلب الأمر من دولة متواضعة الموارد مثل سوريا أن تنتظر ما لا يقل عن 25 عاما لتتمكن من العودة إلى اقتصاد ما قبل الحرب ولكن هل تستطيع سوريا والشعب السوري تحمل 25 عاماً من الانهيار ؟.
الحالة الاقتصادية في سوريا سوف تزداد سوءا خاصة في 2024 في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، لأن السبب الرئيسي للهجرة الداخلية لم يعد الحرب، بل لتدهور الاقتصاد والجوع والتشرد . ولا يقتصر تأثير المشكلة الاقتصادية على دمشق وما حولها، بل هناك صورة قاتمة للغاية في جميع أنحاء مدن سوريا التي تعيش حالة اقتصادية منهارة كاملاً من أجور منخفضة، وأسعار مرتفعة للغاية، كما لا يوجد استثمار أو توظيف وسعر دولار وصل 14 ألف ليرة مقابل دولار .
وأوضح تقرير لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه أحد أهم الجهات الفاعلة في منع حدوث مجاعة في سوريا وحدوث كارثة أكبر. وقال البرنامج أن عدد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الوصول إلى المواد الغذائية في سوريا يبلغ 12.9 مليون نسمة، وعدد السكان المعرضين لخطر المجاعة 2.6 مليون نسمة، وأكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الذي يقدم الغذاء والمساعداتفي 14 محافظة سورية، إنه سيوقف عن توزيع هذه المواد في عام 2024 بسبب نقص التمويل.
كما نقل عن بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن المتوقع أن يواجه السوريين مشكلة كبيرة في الغذاء اعتبارا من يناير/كانون الثاني الجاري 2024 ، وسيضطر مئات الآلاف من الأشخاص إلى الانتقال إلى أماكن أخرى، خاصة إلى تركيا، للبقاء على قيد الحياة. وإذا وضعنا النزوح الداخلي جانبا، فإن أحد أكثر الطرق المحتملة لحركة السكان هو تركيا بشكل حتمي.
كما إن إدلب قد تتأثر في عام 2024 ليس فقط بالضغط الذي تمارسه دمشق وإنما أيضا بالوضع الجديد الذي تواجهه “هيئة تحرير الشام” أثناء توطيد سلطتها، وإن الخطوات التي اتخذها زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني لتعزيز سلطته جعلته أقوى بكثير من قبل، لكنه لم يكتف بذلك ودخل في عمليات عسكرية متتالية للاستيلاء على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة مثل عفرين وجرابلس وأعزاز وكوباني.
وأضاف أركمان أن هيئة تحرير الشام وقعت في نفس الخطأ الذي ارتكبه تنظيم الدولة وحزب العمال الكردستاني وجبهة النصرة في الماضي وهو التوسع المفرط. وتابع أن المشكلات التي تواجهها هيئة تحرير الشام هي: القصف المدفعي من قبل دمشق على إدلب، وقطع إمدادات الغذاء إلى سوريا، والصراعات الداخلية في الهيئة، قائلا إن هذا الوضع يخلق فرصة للنظام السوري لقلب الموازين في إدلب بتكلفة أقل بكثير من شن عملية عسكرية بآلاف الجنود.
وعن العلاقات السورية- التركية – أن التهديدات التي ستشعر بها دمشق من الاتحاد الديمقراطي ستزداد في 2024. و أن النظام السوري سيدرك أنه لن يتلقى دعما من إيران بسبب مواجهتها لأميركا وإسرائيل في لبنان والعراق، وسيضطر إلى الاعتماد على الفاعل الوحيد القادر على التعاون معه في مواجهة التحديات المشتركة ألا وهو تركيا.