رفض تجديد الإقامة المؤقتة لعائلة مهاجرة في السويد .. بعد خمس سنوات من الاستقرار في السويد
تستمر التغطية الإعلامية للعديد من الصحف السويدية الكبرى حول صدى النشاط المستمر من نشطاء سويديين وشخصيات عامة ، بجانب تصاعد أصوات اللاجئين الذين يعانون من مشكلة الرفض أو الإقامة المؤقتة ، حيث اصبح هناك صدى غير مسبوق لمشكلة اللاجئين في السويد..
وننقل أهم القصص التي تناقلتها وسائل إعلام سويدية حول مشكلة اللاجئين في السويد ومطالبها بتحسين سياسة الهجرة واللجوء .
-” ظروف جد سيئة نعيشها و ظروف أسوء منها هي التي أجبرتنا على الابتعاد عن وطننا و أهلنا و كل شيء عهدناه على أمل عيش حياة هنيئة، فقد كنت طوال حياتي ضد فكرة الهجرة، و قد عانينا الأمرين قبل إتخاذ قرار الهجرة.
هذه القصة هي قصة طالبة للجوء من المهاجرات إلى السويد منذ عام 2015:” اسمي شرين و أسكن في هسلهولوم ‘، عمري 42 سنة، و أم لأربعة أولاد أحدهم قاصر، و أنا من سكان ‘غزة’ فلسطين، و لدي تقريبا 5 سنوات بالسويد”
على الرغم من العدد الكبير لتصاريح الإقامة التي منحت منذ 5 أعوام، لم يكن لشرين أي نصيب منها، وذلك رغم محاولاتها الجاهدة في بلوغ ذلك .
لكن بعد عدة شهور من وصولها إلى السويد استطاعت الحصول على تصريح بالإقامة ولكن محدود المدة الزمنية، أي بدون حقوق تخولها البدء ببرنامج الترسيخ،:
“ذهبت من اجل المقابلة، و قد كان كل شيء جديد بالنسبة إلي، حيث طالت المقابلة لمدة 5 ساعات و نصف، حيث أتذكر أخذنا لإستراحة بعد حوالي ساعتين أو ساعتين و نصف، و أتذكر بعد خروجي من غرفة التحقيق أغمي علي، و بعد إنتظاري لمدة 8 أشهر حصلت للأسف على إقامة سنة واحدة، بدون حقوق وهي إقامة عوائق تنفيذ “
– ماذا تتضمن إقامة سنة؟ماذا الذي تم إنجازه خلالها؟
– ” لا شيء إطلاقا، سنة واحدة لا أستطيع عمل لم الشمل، و لا عقد ترسيخ، لا شيء على الإطلاق”.
لعل أكثر ما يختلف بين الناس هي الأحلام و الآمال، و بالنسبة لشرين لم يكن الهدف من القدوم إلى السويد هو الحصول على إقامة لعام واحد لا تشرع لها أيا من الحقوق الأخرى، من دراسة للغة و الحصول على عمل و بالتالي تحقيق شروط لم الشمل و إنما كان أملها أكبر من ذلك بكثير.
“ظللت لمدة خمس سنوات وأنا أحاول الإبتعاد عن الناس الذين قاموا بأذيتنا، و أبحث عن اللجوء ببلد ثاني يوفر لنا الأمان، الظلم الذي نتعرض له هو ما يدفعنا للخروج من أوطاننا، و هذا الحال ليس استثناء فكل عائلتي و أيضا الكثيرون يعانون نفس الظروف، “
رغم الإفتقاد لشعور الإستقرار و الذي قطعت شرين أميالا للحصول عليه، إلا أن أملا بشيء جديد قادم ظل مرافقا لها طيلة السنوات الماضية، أملا في أن تعيش ببلد يضمن لها أقل الحقوق المشروعة، لكن في منتصف أيار/مايو الماضي 2020 حصل ما لم يكن في الحسبان .
“في شهر أغسطس كنت بصدد تجديد الإقامة و كنت على أمل الحصول على سنتين على الأقل لكني تفاجأت برفضهم لتجديدها، و عند أستفساري عن السبب قالو لي أن كلامي ليس مطابقا للأوراق المقدمة لهم، “
5 سنوات مرت منذ وصول شرين إلى السويد طلبا للجوء و الإستقرار لكنها حتى اليوم لم تحصل عليه، بل كانت واحد من 11070 طالب للجوء من الذين لم يحصلوا على الإقامة الدائمة في السويد من أصل 163000 من الوافدين الجدد إلى السويد عام 2015.
مصير مجهول و عدم إستقرار و قلق طيلة الوقت على مدى 5 سنوات رافقت شرين حياتها في السويد، لكن رغم ذلك فلم يكون للرفض الأخير أي دور يثنيها على السعي وراء تحقيق حلمها: ” لقد ضحيت بكل شيء من أجل الحصول على الأمان، و لم أندم أبدا على مهاجرتي للوطن بسب الظروف التي كنا نعانيها، و رجوعي للوطن أصبح شيء مستحيل ، كنت أتمني أن يتعاملو معي بإنسانية أكثر من هذا”
كانت هذه قصة شرين التي وصلت إلى السويد عام 2015 و التي لا تزال تنتظر الحصول على حق الإقامة لكن هناك آلاف القصص الأخرى التي سيحاول راديو السويد نقل البعض منها خلال الأسابيع و الأشهر القادمة.