تقارير

راديو السويد : هجرة المهاجرين من السويد لبلد أخر تتزايد بعد الفشل في الاستقرار الاقتصادي الاجتماعي

السويد واحدة من البلدان التي يطمح أن يستقر فيها الكثير من الناس، وفي الوقت نفسه يوجد الكثير ممن وصلوا إلى السويد مؤخراً وأقاموا فيها لعقودٍ، ثم قرروا الهجرة مجدداً نحو وجهةٍ جديدة. فما أسباب اتخاذ العديد من المهاجرين قرار  الهجرة من السويد،.




هاني يونس أحد الذين درسوا واستقروا في السويد، لحوالي أحد عشر عاماً، تحدث حول قراره الهجرة من السويد لأسبابٍ عدة، منها صعوبة الحصول على عمل والبيروقراطية التي عانى منها، لكن القشة التي قسمت ظهر البعير كما وصفها، جاءت من دائرة الهجرة.




تزوجت حديثاً، وأحاول أن الحصول على جمع شملٍ، ولدي عقد عمل مع جامعة لمدة أربع سنوات، ولدي منزل وفرش وأحقق كل متطلبات دائرة الهجرة. وبعد ستة أشهر تقول لي الهجرة، قد تنتظر لمدة سنة أخرى حتى يبدؤوا بفتح القضية الخاصة بك. فشعرت بأنه غير مرحب بي في السويد، كما يوجد تعقيدات في حياتي في أي شيء أعمله، وأيضاً عدم تقبل المجتمع السويدي لنا، حتى لو أردنا الاندماج في المجتمع السويدي.




لكن هناك يا هاني أيضاً الكثير من المهاجرين في السويد وهم مندمجون، لماذا تشكل هذه مشكلة بالنسبة لك؟

في مواقع كثيرة، لم يكن مرحب بي في الاندماج أو حتى بالعمل، حيث بقيت لمدة طويلة بدون عمل.
لكن هناك الكثير من المهاجرين الجدد يعملون في مدن مختلفة، أليس كذلك؟ يعملون في قطاعات يوجد فيها نقص، ولا يوجد سويدي يغطي هذا المسمى الوظيفي.




أين تقيم حالياً، وما لذي وفره لك الوطن الجديد؟
أنا حالياً أقيم في مصر، استطعت أن أجهز أوراق زوجتي خلال 15 يوماً وأحضرها، بالإضافة إلى أن الطقس فيها جميل.
هل تنوي العودة والاستقرار مجدداً في السويد.
لا أدري، ربما.





في مدينة أوسبي، التي يعيش فيها حوالي 8000 شخصاً، تجولت في شارعها الرئيسي، الذي بدا خالياً من المارة، وكانت أغلب محلاته مغلقة، عند حوالي الساعة الرابعة مساءً. التقيت هناك بتوفيق المخلافي، الذي يعيش في السويد منذ حوالي تسعة عشر عاماً، وينوي هو أيضاً الهجرة مع أفراد أسرته التسعة، وهو ما جعله ينقل أطفاله إلى مدرسة هيسلاهوم الدولية، للتعلم باللغة الإنكليزية، حتى يكونوا على استعدادٍ لقرار الهجرة.




بالنسبة للهجرة، أنا أنوي الهجرة من السويد منذ ثلاث إلى أربع سنوات، الحياة معدومة.
ماذا تقصد؟
لا يوجد الحياة التي تعودنا عليها، فمثلاً هنا الدوام حتى الساعة الرابعة، لا يوجد شيء يمكن تعليمه للأولاد بعد الساعة الرابعة، أو أخذهم إلى الملاهي والألعاب، لا يوجد حياة هنا.



ما الحياة التي تتحدث عنها؟
لا يوجد للأب هنا وظيفة تعيل الأسرة، وإذا أرد الخروج مع أطفاله لا يوجد مال يكفي وإلي اين يذهب ولا يحاة اجتماعية وطقس بارد لا يمكن التأقلم معه ، الحياة غالية، ولا يمكن إيجاد عمل بسهولة.

أنت تفكر بالهجرة منذ أربع سنوات، إلى أين الوجهة التي تفكر بها؟
يوجد عدة وجهات، لكن حتى الآن لم أعتمد وجهة محددة، لأنني لا أريد الانتقال من السويد إلا إلى مكان مضمون، أستطيع العيش فيه.




بحسب مركز الإحصاء السويدي، هاجر من السويد العام الماضي  2021، حوالي خمسون ألف شخص، ولا يتم احتساب أي شخصٍ كمهاجر من السويد، إلا في حال القيام بإخطار مصلحة الضرائب السويدية. ولكن هناك بعض الحالات التي لا تعلن عن اقامتها خارج السويد لأكثر من اثني عشر شهراً، وهذا بدوره يصعب معرفة الأرقام الحقيقية للمهاجرين.




دول الشمال الجارة، هي أهم المستقطبين للمهاجرين من السويد، ففي عام 2021، كانت الدنمارك هي الدولة الأكثر شعبية للهجرة، تلتها المملكة المتحدة . حتى عام 1930 هاجر من السويد عدد أكبر ممن قدموا إليها، حيث هاجر حوالي مليون وأربعمئة ألف، بعد عام 1860، معظمهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مما سبب في تأخر نمو السكان وسوق العمل السويدي. ولكن غالبا المهاجرين يسافرون لبلدان شرقية تركيا مصر ولبنان والعراق والأردن والمغرب العربي أو دول مثل بريطانيا أو كند وأمريكا 

 





من الأسباب التي تجعل من الشخص يفكر بالهجرة من السويد بعد أن كان يفكر بالإقامة فيها، هي قلة فرص العمل المستدامة والدخل الضعيف ثم الشعور بالعزلة  ، وأغلب هؤلاء هم من الأشخاص الذين عملوا لجوء واستقروا في السويد.

ورغم محاولة الناس تعلم اللغة والاندماج في المجتمع، لكن هناك مشكلة في فرص العمل. والهجرة ستكون لبلدان أخرى في الاتحاد الأوروبي، ومجموعات أخرى تنوي الرجوع إلى بلادها، بعد تحسن وضع بلدانهم، وحصولهم على الجنسية السويدية. 





ماهي تأثيرات هجرة المهاجرين على المجتمع السويدي أو على المهاجرين أنفسهم؟
أي هجرة مرة أو مرتين تحتاج صبراً ووقتاً، حتى يستقر الشخص من جديد، ويبدأ النهوض مجدداً والشعور بالاستقرار. يود المهاجرين أن يكونوا منتجين في المجتمع السويدي، ففي حال عدم شعورهم بالإنتاج في المجتمع السويدي يقومون بالمغادرة، لأنهم يريدوا أن يكونوا مفيدين للمجتمع السويدي.




على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لاحظت طرح العديد من القادمين الجدد أسئلةً تتعلق بموقف القانون السويدي من هجرة المهاجرين، وهنا نحاول الإجابة عليها.
 

لدي سؤال، هل يمكن أن أترك عنواني في السويد، وأن أخبر دائرة الهجرة بأنني انتقلت من السويد. أريد الحفاظ على عنواني في السويد، حتى أستطيع استلام بريدي عليه؟




بشكلٍ عام، عندما يترك شخصٌ ما السويد، فإن بإمكانه ترك عنوانه، بحيث يمكن أن يصل البريد إليه، على أن يكون قد وضح بشكل تام أن هذا العنوان هو فقط عنوان الحصول على بريد وليس مسجلاً كساكن في هذا العنوان. إذا أعطى الشخص معلومات خاطئة، بأنه ساكن في عنوان محدد، ولكنه في الواقع غير ساكن فيه، فذلك يعتبر جريمةً.




ما هو موقف القانون السويدي ممن تركوا السويد نهائياً أو مؤقتاً؟

في الحقيقة، لا يوجد للقانون أي خطر على الجنسية السويدية، إذ لا يمكن سحب الجنسية السويدية حالياً لأي سبب من الأسباب. هناك استثناء واحد فقط لخسارة الجنسية في السويد، وهو عندما

يحصل أحد على الجنسية السويدية خارج السويد، إذ يكون مولوداً لأب أو أم سويديين، ولم يزور السويد حتى عمر 22 عاماً، فهذا تسقط عنه الجنسية بسبب عدم ارتباطه بالسويد.





ماذا عن الحقوق،  ؟ هل هناك أي حقوقٍ يخسرها السويديون من المهاجرين عند ترك السويد؟

لا يوجد أي حقوق، سوى إعادة التسجيل، فمثلاً لدى زيارته لأي مركز صحي يتطلب إعادة تسجيله مرة أخرى، لأنه أصبح ساكناً في السويد، ويمكنه أن ينال العناية الصحية، المتوافرة لجميع المواطنين، وأيضاً  هناك قواعد مختلفة لمن يتقاعد وينتقل لخارج السويد .





في حال الهجرة بغية العمل، هل ينبغي على المهاجرين الاستمرار مثلاً في دفع الضريبة؟
بالنسبة للضرائب، فإن الأمر يتعلق دائماً بالاتفاقيات مع الدول الأخرى، فحسب الاتفاقية بين السويد والبلد المحدد. يتم التعامل مع البلد بشكل عام على أساس اتفاقات دولية. ويعتبر المكان الأساسي للشخص هو المكان الذي يدفع فيه الضريبة، إذ لا يدفع الشخص الضريبة في مكانين.





أنصح أي شخص يغيب عن السويد لفترة طويلة، أن يكون متابعاً لأخبار السويد، لأن الأحزاب السياسية من وقتٍ لآخر تشير إلى ضرورة تغيير القانون السويدي، وأن يكون هناك إمكانية لسحب الجنسية، ولكن حتى الآن لا يوجد هذا الشيء ولكن بحسب الانتخابات قد يحدث أي تغييرات في فترة سريعة.





إلى هنا تنتهي حلقة بودكاست أسبوعنا هذا، قدمتها لكم أنا عبد الجبار السهيلي، كما يمكنكم مشاركتنا آراءكم وتعليقاتكم، حول موضوع هجرة المهاجرين. عبر حساباتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو الايميل، على أمل اللقاء بكم الأسبوع المقبل، في بودكاست وموضوع جديد. إجازة أسبوعٍ سعيدةٍ.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى