دراسة لجامعة لوند: معظم مرتكبي جرائم الاغتصاب في السويد “أصول مهاجرة” وهذا السبب!
كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة لوند، التي تُعد واحدة من أكبر وأعرق الجامعات في السويد وأوروبا، عن نتائج صادمة تشير إلى أن الغالبية العظمى من المدانين بجرائم في السويد خلال العشرين عامًا الأخيرة (منذ مطلع الألفية حتى عام 2023) هم من ذوي الأصول والخلفيات المهاجرة. وفي الحياة اليومية في السويد، قد تشعر الفتاة بقلق أكبر عند اقتراب شاب من خلفية مهاجرة ونظراته نحوها، مقارنةً بشاب من أصول سويدية. والسبب؟
-63% من المدانين بجرائم هم من أصول مهاجرة، بمعنى أنهم إما وُلدوا خارج السويد أو أن أحد والديهم على الأقل وُلد في الخارج.
-23% من هذه النسبة هم مهاجرون أجانب.
الدراسة أوضحت أيضًا أن الأشخاص الذين وُلدوا في الخارج وقدموا إلى السويد بعد سن الخامسة عشرة، كانوا أكثر عرضة لخطر الإدانة بجرائم مقارنةً بالسكان السويديين. وكلما طالت مدة إقامة الشخص في السويد، انخفضت احتمالية ارتكابه لهذه الجرائم، بحسب الباحثين.
عوامل وراء التمثيل الزائد:
وفقًا للدراسة، فإن التمثيل الزائد للمهاجرين في جرائم لا يمكن تفسيره بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية فقط، مثل ضعف الوضع المادي أو الاجتماعي. بدلاً من ذلك، تُرجع الدراسة ذلك إلى اختلاف القيم والثقافة ومستوى التكامل في المجتمع السويدي.
الباحث أردافان خوشنود، أحد المشاركين في الدراسة، يرى أن الثقافة الشخصية والميول الإجرامية المرتفعة بين بعض المهاجرين تلعب دورًا أساسيًا. وأوضح أن الاختلافات الثقافية هي عامل رئيسي، وليس قبول كجريمة في الثقافات الأصلية.
اللقاء مع الغرب: ثقافة مغايرة ومواقف محفوفة بالمخاطر
الدراسة أشارت إلى أن المهاجرين من دول شرق أوسطية أو نامية يواجهون صدمة ثقافية كبيرة عند انتقالهم إلى السويد، وهي معروفة بمستوى عالٍ من الحريات الشخصية، خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة والجسد. فعلى سبيل المثال: في بعض الدول مثل أفغانستان، من غير المألوف أن تخرج النساء إلى الأماكن العامة مثل الحانات أو أن ترقص مع الغرباء.
في السويد، يُعد ارتداء الملابس المكشوفة أو الرقص أمرًا طبيعيًا ولا يُعبّر عن رغبة في إقامة علاقة جنسية، بينما قد يُساء تفسير هذا السلوك من قبل البعض كإشارة إلى الانفتاح . وفي السويد، من المقبول الرقص وارتداء الملابس بالطريقة التي تريدها دون أن يفرض أي شخص نفسه عليك.
قد تبتسم الفتيات السويديات ويرقصن معك وهن بملابس عارية تظهر مفاتنهن دون أن يرغبن في أي شيء أكثر من ذلك، فهذه ثقافة. فهن فقط لطيفات، وارتداء الملابس العارية طبيعي هنا، ولكن يمكن تفسير ما تفعله الفتاة السويدية على أنها قذارة وأنها عاهرة في بلدان أخرى مثل أفغانستان ودول الشرق والدول النامية. وبالتالي القادم من دولة متحفظة، مثل أفغانستان مثلًا أو دول شرقية، قد يجد أن الفتاة السويدية “رخيصة” أو “” ويمكن أن تُمارس معها بأي طريقة حتى إن وصل الأمر إلى .
هذه الصدمة الثقافية قد تقود بعض المهاجرين إلى تفسير السلوك السويدي كدليل على “سهولة الوصول” أو “الانحلال الأخلاقي”، مما يزيد من احتمالية وقوع جرائم .
ضرورة التدابير الوقائية
أردافان خوشنود شدد على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات النوعية حول تأثير الاختلافات الثقافية على ارتكاب الجرائم . كما أكد أهمية اتخاذ إجراءات عملية لمواجهة هذه الظاهرة، من بينها:
- برامج تدريب ثقافي للمهاجرين: يجب أن تشمل هذه البرامج تعاليم عن حقوق المرأة والحريات الشخصية في السويد، بالإضافة إلى شرح القوانين والتشريعات المتعلقة ب بالاعتداء .
- تعزيز التكامل الثقافي: التركيز على دمج المهاجرين في المجتمع السويدي لتقليل الفجوة الثقافية.
خلاصة الدراسة
بحسب الدراسة، التمثيل الزائد للمهاجرين في جرائم يشير إلى مشكلة أكبر تتعلق بالتكامل الثقافي والقيم الشخصية. لذلك، يدعو الباحثون إلى وضع خطة وطنية شاملة للتعامل مع هذه الظاهرة، مع التركيز على التعليم الثقافي والتشريعي بدلاً من الاكتفاء بالتركيز على العوامل الاجتماعية والاقتصادية.