دراسة: الآباء المهاجرين هم الأقل اهتماماً في التواصل مع مدارس أبنائهم والأكثر رفضاً للمناهج السويدية
في دراسة بحثية أجريت في جامعة ستوكهولم خاصة بالدراسة داخل المدارس و مدى تأثر النظام التعليمي بمستوى أولياء الأمور العلمي و الاجتماعي تم إكشاف أن أكثر من يواجه صعوبة في فهم نظام التعليم السويدي، و صعوبة في كيفية التواصل مع المدارس الخاصة بأبنائهم هم أولياء الأمور المهاجرين المولودين في الخارج ذوي مستويات التعليم المنخفضة.
و كان ذلك من خلال دراسة بحثية أجرتها الباحثة في جامعة ستوكهولم ‘ ماريا بناناكي ‘ اعتمدت فيها على عدة لقاءات مع عدد من المعلمين و أولياء الأمور من مختلف المدارس و الطبقات الاجتماعية والاقتصادية داخل السويد للوقوف على أسباب نجاح و فشل العلاقة بين المدرسة و المنزل و تأثيرها على مستوى التعليم في السويد.
و كانت هناك عدد من النتائج التي خلُصت إليها الدراسة منها:
1 – هناك جهد مبذول من المعلمين تجاه أولياء الأمور خاصة هؤلاء المولودين في الخارج و الذين لم ينعموا بمستوى تعليم عالي- و ذلك من أجل مساعدتهم لفهم نظام الدراسة في السويد و كيفية التعامل مع المدرسة و معرفة القواعد الخاصة بها، و لكن على الرغم من هذه الجهود إلا أنها لا تحدث تغييرات مهمة أو أساسية و ذلك لأن هذا الأمر يتطلب جهود إضافية من جهات و وسائل أخرى بالإضافة للمعلمين تقوم على توعية أولياء الأمور المولودين في الخارج.
2 – أوضحت الدراسة مواصفات ولي الأمر المثالي التي يفضل أن تتوفر في جميع أولياء الأمور و هي أن يعرف ولي الأمر قواعد المدرسة الخاصة بأبنائه و أن يتفهمها و يقبل بها، أن يواظب على حضور اجتماعات أولياء الأمور بشكل مناسب و المشاركة في النقاش المطروح ، أيضاً متابعة حالة أبنائه الدراسية من خلال التواصل مع المدرسة.
3 -كما رأت الباحثة أن إختلاف المستوى التعليمي و الإقتصادي والثقافي و الإجتماعي لأولياء الأمور يؤثر بشكل أساسي على مستوى التعاون و التفاهم بين المدرسة و المنزل، كما أن الاحترام و الثقة و الوضوح المتبادل بين المنزل و المدرسة هو أساس نجاح هذا التعاون و دائماً ما يعطي نتائج إيجابية على مستوى التعليم بوجه عام.
حيث أطلقت الباحثة على كل هذه العوامل التي تمكن ولي الأمر من التعامل بشكل أكثر فاعلية وإيجابية مع المدرسة ‘ رأس مال الوالدين أمام المدرسة ‘
و أنه كلما ارتقى المستوى التعليمي و الثقافي و الاجتماعي لولي الأمر بالإضافة لوضع الأسرة و مستوى المدرسة الخاصة للأبناء، كلما زادت إمكانية تعامل ولي الأمر مع المدرسة و زاد التعاون و التفاهم بينهم وكل هذا يصب في مصلحة الجميع بما فيها المجتمع السويدي،
و من خلال مقابلات الباحثة ‘ بناناكي ‘ مع بعض من أولياء الأمور و المعلمين أوضحت الباحثة أن معظم المعلمين قالوا أن العلاقة مع أولياء الأمور جيدة و ثمار التعاون إيجابية على الرغم أن الوصول لتلك النتائج لم بكن سهل.
كما وجه المعلمون عدد من الانتقادات لبعض أولياء الأمور الذين يتدخلون في النظام التعليمي داخل المدرسة لفرض آرائهم بشكل يؤثر على مسار العمل داخل المدرسة، و على العكس من ذلك هناك من لا يهتم بالتواصل مع المدرسة من أولياء الأمور ولا يتابعون مستوى أبنائهم التعليمي وكلاهما يؤثر بشكل سلبي على مستوى التعليم.
وأنه يجب ألا يكون هناك إفراط و لا تفريط بشأن التواصل مع المدرسة من قبل أولياء الأمور، وأن يكون التدخل في النظام التعليمي داخل المدرسة بشكل مقبول و معتدل فهذا يعطي مساحة من الحرية اكبر للمعلم من أجل الحصول على نتيجة جيدة و مرضية للطرفين.
أيضاً على أولياء الأمور إحترام قواعد المدرسة بشأن عدم التدخل في سياسات المدرسة الداخلية مما يضر بمصلحة الجميع على سبيل المثال:
عند إلحاح ولي أمر أحد الأطفال في المدرسة على معرفة تفاصيل واقعة تنمر حدثت مع طفله بشكل يتعارض مع قوانين المدرسة”.
أما بالنسبة لأولياء الأمور فهم لا يرون أنفسهم مخطئين، في حين يرى بعض المعلمين و أولياء الأمور أن المشكلة في النظام التعليمي السويدي بشكل عام..
و في نهاية الدراسة استنتجت الباحثة أنه من الضروري تفهم كل من أولياء الأمور و المعلمين وجهة نظر بعضهم البعض من أجل الوصول لمستوى أعلى من التعاون لمصلحة تعليم الأبناء.