تقارير

دراسة: مسلمين السويد يشعرون أن المجتمع والحكومة يعاملونهم بريبة وحذر وبأنهم خطر

أصبح الكثير من المسلمين في السويد يشعرون بأنهميتم معاملتهم بشكل متزايد كـ”تهديد أمني”، وذلك بحسب دراسة أكاديمية حديثة سلّطت الضوء على ظاهرة “أمننة الإسلام” في المجتمع السويدي، أي أن التعامل مع المسلمين كعنصر غير موثوق فيهم أمنيًا.
تُبيّن الدراسة كيف أصبح الإسلام والمسلمون محورًا لخطابات سياسية وأمنية متزايدة في دولة مثل السويد تُعرّف نفسها كمجتمع متعدد الثقافات.



 سؤال الدراسة المركزي:

“ماذا يريد المجتمع والسياسيون السويديون من المسلمين في السويد؟
وإلى أي مدى يُتوقَّع من المسلمين في السويد أن يُغيّروا أو يُصلحوا معتقداتهم وممارساتهم الدينية لكي يتم قبولهم والرضا عنهم في المجتمع السويدي والدولة؟”



 شعور بالذنب الجماعي

تشير الدراسة إلى أن المسلمين في السويد، كما في سائر دول الغرب، يتحملون ما يُعرف بـ”الذنب الجماعي” (Kollektiv skuld) نتيجة أفعال إرهابية أو مظاهر تطرف حدثت في بلدان إسلامية، أو ارتكبها أفراد مسلمون في أوروبا، حتى وإن لم يكن لهم بها أي علاقة مباشرة.




وتوضح الدراسة أن وسائل الإعلام وبعض الخطابات السياسية في السويد والغرب تصور المسلمين كجماعة واحدة متجانسة، ذات فكر موحد وسلوكيات مرتبطة بالتطرف والعنف والقمع ، وهو تصور خاطئ تمامًا. فالمسلم في أفغانستان يختلف في ثقافته وممارساته عن المسلم في المغرب أو العراق أو إندونيسيا. كذلك تختلف الممارسات الدينية من حيث اللباس، نمط الحياة، والتوجهات المذهبية والفكرية حتى في البلد الإسلامي الواحد يختلف المسلمين في معتقداتهم المذهبية وأسلوب حياتهم اليومي وأفكارهم الدينية .



 مراقبة غير معلنة ومعاملة مزدوجة

كا أشارت الدراسة أن كثير من المسلمين في السويد يشعرون بأنهم خاضعون لرقابة غير معلنة، ويتعرضون لمعاملة حذرة من قبل بعض المؤسسات، وأن أي عمل عنيف أو متطرف ينفّذه مسلم سيُحمَّل للمجتمع الإسلامي بأكمله.

وتُشير الدراسة إلى ازدواجية المعايير في التعامل مع الأحداث؛ فعلى سبيل المثال، في هجوم مدرسة “أوريبرو” وسط السويد، حين أقدم شاب سويدي على قتل عشرة أشخاص من أصول مهاجرة مسلمة ومسيحية، لم يُحمَّل المجتمع السويدي المسؤولية عن الجريمة، ولم يُربط العمل بديانته أو خلفيته. في المقابل، لو كان المنفذ مسلمًا، لتعرض الإسلام والمسلمون في السويد لحملة اتهامات جماعية.



 ملاحقة دينية في الحياة اليومية

ترى الدراسة أن الانتماء الديني للمسلمين يجعلهم عرضة لنظرات الشك والريبة، مما ينعكس سلبًا على حياتهم اليومية في المدارس، أماكن العمل،  والحياة العامة ،فهم متهمون دائما بكل أنواع المخالفات القانونية ، كما يشعر العديد منهم بأن هناك ضغوطًا رسمية واجتماعية تدفعهم للتخلي عن ممارساتهم الدينية، مثل الحجاب أو الصلاة، أو لتعديل رؤيتهم للإسلام بما يتوافق مع ما يُصنَّف على أنه “قيم سويدية”، بما في ذلك بعض السلوكيات المرتبطة بالحرية الفردية التي قد تتعارض مع معتقداتهم.



 محاولات “إصلاح الإسلام”

ترى الدراسة أن هذه الضغوط تشبه إلى حد كبير الممارسات الاستعمارية القديمة، حيث يُراد “إصلاح الإسلام” ليتماشى مع النسق الليبرالي الغربي، تمامًا كما حدث سابقًا مع الكنيسة المسيحية في أوروبا، وخاصة في السويد.

 توصيات الدراسة:

تدعو الدراسة إلى:

  1. مراجعة السياسات العامة وخطاب الإعلام فيما يخص المسلمين.
  2. وقف عملية “أمننة” المواطنين السويديين من خلفيات إسلامية.
  3. تجنب عزل المسلمين عن المجتمع.
  4. تفعيل القوانين بشكل عادل يضمن حرية العقيدة والمساواة، بحيث يكون القانون هو الفيصل الوحيد في التعامل مع من يتجاوز القيم المجتمعية.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى