ثقافة وتاريخ

نساء جميلات برائحة مقززة ورجال قذرون.. شعوب الفايكنغ “الإسكندنافية” في مخطوطات العرب القدماء

 الفايكنغ سكان السويد والنرويج والدنمارك ، هم شعوب جرمانية نوردية عملوا -إلى جانب الحروب والغارات- في الملاحة البحرية والتجارة، ورغم عدم وجود علاقة حضارية تاريخية مسجلة  بين العرب والفايكنغ ، كون الفايكنغ لم يكون يوماً ما دولة حضارية تتواصل مع دول الشرق الغنية والمتقدمة والقوية آنذاك ،  إلا إن علاقات عديدة وحوادث متفرقة تمت بالفعل  بين  العرب في الشرق وسكان السويد الفايكنغ . وتم تسجيلها في مخطوطات العرب في أدب الرحلات العربي     



 

وتقدم الأعمال الجغرافية وأدب الرحلات العربي صورة أكثر وضوحاً عن سكان  اسكندنافيا   ولكن حصل ارتباك عندما وصف العرب القدماء  سكان اسكندنافيا، بوصف “روس” في الأدب الجغرافي والتاريخي العربي في العصور الوسطى  – بسبب تشابه اسم “روس”  مع اسم الدولة السلافية التي ظهرت في كييف الأوكرانية بالقرن العاشر وأصبحت دول أوكرانيا وبيلاروسيا وروسيا. ..لاحظ أن روسيا الحالية والروس الحاليين لم يكونوا موجودين في فترة العصور الوسطى الأولى فهي ظهرت لاحقاً مع عصر الفايكنج  




المثبت أن  التجار العرب والفايكنغ تبادلوا البضائع بالمقايضة فباع العرب العسل والجلود والعاج والسلاح والعطور والبهار و الحرير والأواني والنحاس مقابل الفرو والمعاطف والعبيد والنساء الجاريات الاسكندفيات الذي كان يرتفع الطلب عليهم في بلاد الشرق آنذاك .



ووصف العرب سكان اسكندنافيا في عدد من  مخطوطات أهمها ما سجله الرحالة العربي أحمد بن فضلان  بأن الاسكندافيين لهم أجساد طويلة كالنخيل وعظام بارزة في الوجه مع شعر أشقر وجلد وردي اللون والكثير من الوشوم في الرقبة والجسم.




ووصف أسلحتهم (الفأس والسكين) وأنهم أقوياء البنية يحملون سلاحهم طوال الوقت وقال أنهم شديدي القذارة في حياتهم ولا يغتسلون ويستخدمون مياه الاستحمام بينهم لأكثر من مرة . ووصف ابن فضلان نساء الفايكنغ بأنهن رائعات الجمال بقوام ممشوط وشعر أشقر وأحمر  ولكنهم غير نظيفات برائحة مقززة ،  وممارسات للزنا بكثرة ، ويرتدين الزينة من قلائد الفضة فوق صدورهن في مربعات تشير لثروة أزواجهن مع انتشار الزنا بينهم والممارسة العلنية في مكان واحد .



وتناولت مخطوطة ابن فضلان طقوس الأكل والشرب والحياة اليومية واعتبرهم قذرين المعيشة في بيوتهم وعادتهم ، كما إنهم وثنيون ليسوا على دين المسيح ، مثل الفرنجة ، و الجنازة لدى الفايكنغ  تتم بإحراق الرجل وقتل الجواري مع سيدهن في ممارسة وحشية مرعبة، كما تناول عاداتهم “المقززة” في النظافة التي اعتبر أنها تناقض جمالهم الجسدي الظاهر ، كما تتناقض مع الثقافة الإسلامية التي عرفت بالحرص على الطهارة والنظافة في العصور الوسطى.



 الغرب الإسلامي
بخلاف لقاء  عرب الشرق العراق والشام مع الفايكنغ ، عرف  عرب  أوروبا الأندلسي أيضاً المقاتلين الفايكنغ عبر رحلاتهم للسواحل الشمالية والغربية لأوروبا ، وكان عرب الأندلس في قمة الثراء والتقدم العلمي والرقي الاجتماعي مقارنتاً بسكان أوروبا ، ووصفوا شعوب الفاينكج بإنها مختلفين عن شعوب أوروبا الوسطى ، فهم بدون علوم أو حضارة ولا دين لهم ، قذرين المعيشة ووحوش ولصوص ، ممارسين للرذيلة وشرب الخمر بشراه .




وذكر عرب الاندلس أن غارات الفاينكج على سواحل مدن الاندلس كانت  للنهب والسرقة وقطع الطرق – واستهدف المحاربين الفايكنغ سواحل الأندلس والأراضي الإسلامية في فترة طويلة ، وذكروا في كتابات العرب كوثنيين يحرقون موتاهم، واعتقد الأندلسيون أنهم يعيشون في الكهوف والغابات بلا منازل وتشبهون بالحيوانات الضخمة الشرسة في ملابسهم وما يضعونه على رؤسهم.  



وبعيداً عن القتال ووصفهم ، عرف الفاكينغ في المصادر العربية بتجارتهم الواسعة مع التجار المسلمين وخاصة  كما يتضح من الكمية الكبيرة من الدراهم العربية المكتشفة في كنوز بأكثر من ألف موقع في جزر البلطيق بشرق السويد ، وكان التجار المسلمون يدفعون الدرهم العربي الفضي لا الدينار العربي الذهبي  مقابل سلع الجرمانيين و”النورثمان الإسكندنافيين” مثل الفراء والجلود والنساء من الجواري الحمر – حيث كان الطلب مرتفع على الجواري الحمر وهم نساء شمال أوروبا .



وروى المؤرخ الأندلسي ابن حيان القرطبي المتوفي 1067م أن سكان إشبيلية لم يتمكنوا من مواجهة الفايكنغ بسبب ضراوتهم وشدتهم في القتال، وذكر المؤرخ ابن سعد الأندلسي أن سكان سواحل الأندلس اعتادوا الفرار عند سماع أنباء وصول الفايكنغ الوشيك، ورويت المصادر التاريخية الأندلسية أنهم احتلوا لشبونة وإشبيلية قرابة ستة أسابيع وعاثوا فيهما فساداً قبل أن يطردهم منها عبد الرحمن الثاني الأموي حاكم قرطبة، ويعقد صلحاً معهم.




وربما خلاصة ما جاء من مخطوطات العرب القدماء في وصف الفاينكج “بأنها شعوب جميلة المظهر والقوام – قذرة المعيشة لا دين لهم ولا حضارة  ، مقاتلين أشداء ، لصوص وقطاع طرق ، وممارسين للتجارة .”




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى