مجتمع

جمعة التسوق في السويد BLACK FRIDAY بطعم الإفلاس وركود الشراء وضعف العروض والإعلانات

كل عام ومن منتصف شهر نوفمبر حتى أخر هذا الشهر تكون أجواء التسوق الجنوني BLACK FRIDAY  على اشدها في السويد وأغلب دول أوروبا ، حيث تمتلئ العروض التي لا حصر لها هنا وهناك ، وتحاصر إعلانات العروض والتسوق جميع المستخدمين في صفحات وسائل التواصل وفي البريد الإلكتروني  والمواقع الإلكترونية – على أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وحتى في إعلانات الشارع والمتاجر .. ولكن هذا العام  كان BLACK FRIDAY الذي سينتهي خلال 24 ساعة من الآن مختلف ، فظاهرة التسوق والدعاية والرغبة بالشراء منخفضة للغاية مقارنتاً بالسنوات السابقة .



الأمر يعود لحركة الركود التي تشهدها السويد وضعف القوة الشرائية للمواطنين ، والتضخم الذي رفع الأسعار بشكل كبير  ، وأخيرا القوانين الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ هذا العام والتي تجرم كل شركة أو متجر يقوم بالتلاعب بالأسعار في العروض التجارية ،  بمعنى أن ترفع السعر وهمياً – ثم تخفضه  كعرض كبير مذهل لخداع الزبائن  ..هذا سوف يعني أنك مخادع محتال وتقع تحت طائلة القانون .



هذه الأسباب السابق ذكرها جعلت من موسم  BLACK FRIDAY ضعيف جدا ـ فالمتاجر تعاني من ضعف الأرباح وخفضت ميزانية الدعاية والإعلان بنسبة 70% وفقا لإحصائيات شركات جوجل وفيسبوك وتويتر وانستغرام (القسم الأوروبي) ..وهي منصات يستخدمها المعلنين في السويد للترويج  لبضائعهم وعروضهم ، كما أن  المواطنين أصبحوا ابعد ما يكون عن تتبع العروض كما كان في السابق بسبب ضعف القوة الشرائية وارتفاع الأسعار ، وبات المستهلكين يفضلون  الاحتفاظ بما لديهم من أجهزة وملابس وأحذية وأدوات  شخصية بدلاً من شراء الجديد .



وسائل إعلام سويدية سألت العديد من الأشخاص حول خططه في التسوق في  BLACK FRIDAY فجاءت الإجابات بين : غير مهتم ” وبين ” لا يوجد ميزانية تسوق هذا العام” وبين ” اخطط لمتابعة عروض الجبن واللحم ” ، بينما قال البعض “نحن غارقين بالقروض وفوائده” – واشتكى البعض من ارتفاع الأسعار وضعف الدخل والقوة الشرائية مما جعلهم غير متحمسين للتسوق 





الوضع بالفعل قاتم وأصبحت مواسم التسوق الكبير مثل الهلوين وبلاك فراي داي ، وأعياد الميلاد القادمة غير ذات فاعلية في تنشيط سوق البيع والشراء كما كان في السابق،  حيث خيمت حالة الإفلاس على الشركات وضعف الحال والقوة الشرائية الضعيفة على المواطنين ،مع  غياب الحماس والرغبة للتسوق ، وأصبح المجتمع يبحث عن التوازن وتسوق الغذاء وتدبير معيشته وهي صورة لم تكن حاضرة من قبل في المجتمع السويدي !




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى