تقرير يحذر من تحوّل أوروبا لمتحف بعد تراجعها اقتصاديًا وتكنولوجيًا أمام أمريكا وآسيا
السويد واشقائها الأوروبيون قد يتحولون لمتحف ! حيث يشهد الاتحاد الأوروبي تحولات دراماتيكية تهدد موقعه كقوة اقتصادية عالمية. تقارير إعلامية، بما في ذلك تقرير تلفزيوني سويدي، تحذر من تحول القارة إلى “متحف” لحضارة أوروبية كانت رائدة، وذلك بسبب التراجع المتسارع في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية مقارنة بآسيا والولايات المتحدة.
جاء ذلك في تقرير عرضه التلفزيون السويدي، مؤكداً أن أوروبا تعاني من تراجع اقتصادي وتكنولوجي مقارنة بالولايات المتحدة وآسيا، خاصة الصين ودول شرق آسيا مثل كوريا الجنوبية، ماليزيا، سنغافورة، اليابان، وتايوان. التقرير أشار إلى أن الصين تتفوق على العديد من دول الاتحاد الأوروبي بفارق يتراوح بين 10 إلى 15 عامًا في المجالات الصناعية والتكنولوجية، مما يجعلها في صدارة الابتكار والإنتاجية. بينما تعد ألمانيا الدولة الأوروبية الوحيدة التي تسعى جاهدة للحاق بالصين، إلا أنها ما زالت متأخرة بنحو خمس سنوات على الأقل.
هذا التفوق الصيني يشمل:
1. التكنولوجيا الصناعية وإحلال الطاقة الكهربائية صناعياً : الصين تقود العالم في تطوير التقنيات الذكية والروبوتات المتقدمة، بالإضافة إلى هيمنتها على تصنيع الشرائح الإلكترونية وانتاج البطاريات و السيارات الكهربائية .
2. الذكاء الاصطناعي : أصبحت الصين رائدة عالميًا في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي واستخدامه في مجالات متعددة، مثل الطب، الطاقة، والتعليم.
3. الاقتصاد الرقمي : تنمو منصات التجارة الإلكترونية والتكنولوجيا المالية الصينية بوتيرة غير مسبوقة.
4. الطاقة النظيفة : الصين تتصدر السباق في تطوير مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، وتعمل على تحسين كفاءتها الصناعية لتحقيق الحياد الكربوني.
وذعلق رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترشون، بأن أوروبا أصبحت متأخرة بشكل ملحوظ، مشددًا على ضرورة تنفيذ إصلاحات جذرية لزيادة التنافسية في مواجهة القوى الاقتصادية الكبرى. وأضاف أن الاعتماد على القروض الأوروبية وحده ليس حلاً كافيًا، بل يتطلب الأمر استراتيجيات متكاملة لتطوير التكنولوجيا وتعزيز الابتكار.
من جانبه، حذر الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، من أن الاتحاد الأوروبي قد يصبح “مجرد متحف” إذا استمرت دوله في التراجع. ودعا إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لتعزيز التنافسية الأوروبية في ظل التغيرات المحتملة بالسياسة الأمريكية وتزايد الحروب الاقتصادية العالمية.
تأثير السياسات الأمريكية وخروج بريطانيا
التقرير أشار أيضًا إلى أن انتخاب دونالد ترامب سابقًا وتسريع سياساته الاقتصادية قد يعجل بتحول أوروبا إلى الخاسر الأكبر في الحروب الاقتصادية. كما أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي زاد من عزلة أوروبا وأضعف وحدتها الاقتصادية، مما يعمق أزماتها التنافسية.
يبدو أن مستقبل أوروبا يعتمد بشكل كبير على قدرتها على اللحاق بركب التطور التكنولوجي والاقتصادي الذي تقوده الصين والولايات المتحدة. وإذا لم تتخذ خطوات سريعة لتعزيز الابتكار والاندماج في الاقتصاد الرقمي العالمي، فقد تصبح أوروبا مجرد شاهد تاريخي على حضارة كانت متقدمة في يوم من الأيام.