
تقرير يؤكد أن نظام الرعاية الصحية في السويد ترك المسنين المصابين بكورونا يموتون بهدوء بمفردهم
قد يكون فيروس كورونا اقترن بأسماء عدد من الدول مثل الصين وإيطاليا وأسبانيا ..ولا يمكن إهمال السويد عندما يتم تداول التقارير العالمية حول فيروس كورونا ، وذلك لتجربة السويد التي أثارت الجدل والنقاش من شرق الأرض لغربها ، ولكن من جانب أخر ما زالت مشكلة وفاة المسنين بالسويد هي الأكثر خطر وأهمية من تجربة السويد لمواجهة فيروس كورونا .
وفي تقرير لـــ بي بي البريطانية ، قالت فيه بلغت نسبة المسنين نزلاء دور الرعاية الذين ماتوا جراء فيروس كورونا في السويد حوالي نصف حالات الوفاة في البلاد.بينما النصف الأخر كان اغلبه من المسنين الذين ماتوا في بيوتهم أو بالمستشفى بهدوء نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا ، ويعتقد بعض العاملين في مجال الرعاية الصحية أن الإحجام عن قبول المرضى في المستشفى تسبب بموت العديد من كبار السن.
ووفقا لصحيفة افتون بلاديت ،،، فان الطبيب تجاهل زيارة رضا صدقي، سويدي مسن مصاب بفيروس كورونا في اليوم الذي توفي فيه بمرض كورونا في دار رعايته في شمال ستوكهولم.
وتقول ليلي ابنته ،، إن الممرضة أخبرتها أن والدها تناول جرعة من المورفين قبل ساعات من وفاته، لتسكين الألم ..ربما (ليموت بهدوء) كما تقول ، و لكن لم يقدم له الأوكسجين، ولم يتصل الموظفون بالإسعاف ولم يكن بجانبه أحد ومات وحيداً، وهذا لا يجوز إطلاقاً.
وكان معظم الأشخاص الذين ماتوا بالفيروس في السويد، 3750 شخصاً تقريبا ، تجاوزوا سن السبعين، رغم أن الحكومة السويدية أكدت إن حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر هو على رأس أولوياتها.؟

وقالت هيئة الصحة في السويد لـ بي بي سي أن أكثر من 48 في المئة من وفيات كورونا هم من نزلاء دور الرعاية. و90 بالمائة هم من المسنين
واعترف رئيس الوزراء ستيفان لوفين الأسبوع الماضي: “لم ننجح في حماية الأشخاص المعرضين للخطر أكثر من غيرهم والمسنين رغم نوايانا الحسنة”.
والآن، تنتقد أعداد متزايدة من العاملين في دور الرعاية سوء إدارة سلطات الرعاية الصحية المحلية للأزمة، ويقولون إنها لا تشجع عاملات دور الرعاية على إرسال النزلاء إلى المستشفى، وتمنع دور الرعاية والعاملين في التمريض من استخدام الأوكسجين للمرضى إلا بموافقة الطبيب عند الضرورة أو في المراحل الأخيرة من حياة المرضى عندما يشارفون على الموت.
“قيل لنا ألا نرسلهم إلى المستشفى”
وتقول لطيفة لوفينبيرغ، وهي ممرضة عملت في العديد من دور الرعاية في يافلة بشمالي ستوكهولم: “في بدايات ظهور الوباء، طلبوا منا ألا نرسل أي شخص إلى المستشفى، حتى لو كان المريض في عمر 65 عاماً، وأمامه سنوات عديدة ليعيشها”.
وتضيف: “كان من الممكن أن يعيش البعض سنوات عديدة مع أسرهم وأحبائهم لكن ضاعت عليهم الفرصة لأنهم لم يصلوا إلى المستشفى أساساً”. “إنهم كانوا يتركون ليموتوا اختناقاً، كانت تسود حالة ذعر شديد ومن الصعب جداً أن تكون هناك طوال الوقت وتشاهد ذلك”.
وتعمل لطيفة الآن في جناح كوفيد 19 في مستشفى رئيسي بالعاصمة السويدية ستوكهولم، وتقول أن أعمار المرضى الذين تعالجهم، دليل إضافي على حرمان المسنين من العلاج.
وقالت بشكل عام “ليس لدينا كبار سن كثيرون، الغالبية العظمى اصغر سنا، هم من جيل التسعينات والثمانينات والسبعينات”.
وقالت موظفة إسعاف في ستوكهولم، لم ترغب في الكشف عن هويتها لبي بي سي، إنها لم تتلقَ أي مكالمة من دار رعاية للمسنين حول مرضى كوفيد 19، رغم الطلب منها العمل لوقت إضافي خلال الأزمة.
ويقول مايكل فياليد، استشاري تخدير وعناية فائقة، إنه يعتقد أنه كان بالإمكان إنقاذ الكثير من الأرواح، لو تمكن المزيد من المرضى من الحصول على العلاج في المستشفى، أو مُنح عمال دور الرعاية الأذن باعطاء الاوكسجين للمرضى، بدلاً من انتظار فرق استجابة كوفيد-19 المختصة او المسعفين الطبيين.
ويضيف: “إذا كنت مثلاً بحاجة إلى رعاية ويمكنك الاستفادة منها يجب أن تحصل عليها و إذا كنت بحاجة للأوكسجين لفترة قصيرة، فيجب أن تحصل عليه مثل أي فئة عمرية أخرى من السكان”.
“إذا استطاع أكثر من 20 في المئة من البقاء على قيد الحياة دون الحاجة لأي مساعدة، فبإمكانك تخمين أن نسبة مماثلة أيضاً من المرضى لكانوا تجاوزا المرض لو تم مدهم بالأوكسجين”.
ويطلب من العاملين في مجال الرعاية الصحية عدم التمييز على أساس العمر وحده، على الرغم من أن العمر عندما يقترن بضغط الموارد فسوف يتم تجاهل المسنين .
وفيما يتعلق بالرعاية الخاصة قبل الوفاة، ليس إلزامياً إعطاء المرضى الأوكسجين، ويعترف الدكتور ليندن بأن “الآراء حول قيمة الأكسجين متباينة بين التخصصات والمناطق”. كيف يتخذ الأطباء قرار الإبقاء على حياة مريض وترك آخر؟
ولا ينصح بقيام العاملين في دار الرعاية بإعطاء الأوكسجين في المراحل الاخيرة من حياة الشخص المشارف على الموت لأن ذلك يتطلب تدريباً. و قد تكون هناك بالفعل “معضلة أخلاقية” فيما يتعلق بتقديم الأوكسجين للمرضى أو نقلهم إلى المستشفى في السويد .
أما منتقدو أداء الحكومة مثل ميكائيل فيليد، فيرون أن هذا المستشفى الميداني هو دليل على أن المسؤولين في العاصمة حذرون في إدخال المسنين إلى المستشفى لأنهم يخشون من استهلاك الموارد، والتي ستكون ضرورية للتعامل مع حالات الذروة في المستقبل.