
تقرير .. هل يرغب اللاجئين في السويد بالعودة لوطنهم ؟
اللاجئين في السويد .. فئات مختلفة تتركز في الجنسيات السورية والعراقية والقليل من الجنسيات الأخرى أبرزها الفلسطينية واللبنانية والصومالية .. ولكن يتم التركيز على اللاجئين السوريين إعلامياً كونهم المجموعة الجديدة من المهاجرين في السويد والأكثر عدداً ..هذا ملخص لتقرير نُشر على يورو نيوز الأوروبية..
اللاجئين السوريين في السويد يحاولون الاستقرار والاندماج في السويد وعينهم على وطنهم سوريا .. يتذكروا مشاهد الخراب والتدمير فيشعرون بالخوف من بلادهم ، ولا زال بذاكرتهم لقطات سعيدة عاشوها قبل أن تدوس الحرب على كل ما هو جميل ببلاد الشام فتجعلهم يحنون للعودة لبلادهم . ..
في حال أن اللاجئين العراقيين في السويد وأوروبا لديهم جرح كبير من بلد دمرته الحروب ورغم ثراءه فشعبه يعاني من البطالة والفقر والفساد .. لا يتذكرون إلا المحن ولديهم يأس من صلاح الحال للعراق .. سقط نظام وجاء غيره وتتغير الحكومات العراقية وتتبدل الوزارات ويضخ العراق الملايين من براميل النفط .. ولا عائد أو فائدة يراها العراقيين ..
وباختلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون من فقدان الأرض (المحتلة) فأن الكثير من اللاجئين العرب من الجنسيات الأخرى يمكن أن يكون لجوءهم يعود لأسباب اقتصادية إنسانية ورغبة بالهجرة أكثر من اللجوء ,.. الأمر لا يختلف كثير بين السويد ودول اللجوء الأوروبية مثل الدنمارك وألمانيا ..
فعندما حاول ( التلفزيون الألماني) الحديث مع سوريين استقروا في ألمانيا، أدلوا برأيهم في إمكانية العودة إلى بلدهم، وتطلعاتهم لفرصة الحياة الجديدة في الوطن الجديد. كان ردهم “لا أفكر في العودة إلى سوريا إلا لزيارة عائلتي عندما تتغير الأوضاع، أما أن أستقر هناك فهذا مستحيل”.
بهذا تستهل آية ، لاجئة سورية يافعة تبلغ من العمر 17 سنة وتتابع دراستها في ألمانيا حيث استقرت هي وأسرتها منذ 2014 بعد رحلة لجوء شاقة. وتتمنى آية في المقابل أن تتحسن الأوضاع في بلدها ولكنها وعائلتها اعتبروا أن ألمانيا هي الوطن للمستقبل وتظل سوريا وطن الجذور ولكن بلا عودة .
ولا يختلف رأي ” رائد” إذ يقول “لا أفكر في العودة أبدا إلى سوريا بل أود البقاء هنا إلى الأبد”. وعند سؤاله عن السبب كان الجواب باختصار شديد ” أن الحياة في ألمانيا أفضل بكثير مما هو عليه الوضع في سوريا “.
وتقول الفتاة “راما” بصوت حزين “سوريا انتمائي وجنسيتي وبلدي، أفكر في زيارتها بعدما تتغير الأوضاع لكني لا أفكر مطلقا في العيش والاستقرار هناك”، ولا تخالفها إيمان الرأي، وهي شابة حاصلة على شهادة الثانوية العامة في ألمانيا ومقبلة على ولوج الجامعة
كذلك تقول إيمان التي تمكنت برفقة أسرتها من الاستقرار بألمانيا وهي شابة يافعة الآن ، وتقول عن حبها لبلدها واعتزازها بالانتماء إليه، لكن “عندما أفكر في المستقبل لا أضع أبدا العودة إلى سوريا من ضمن الخطط”.
وفي تعليق له عن آراء الشباب اللاجئين في السويد في العودة للوطن، فأن أغلب جيل الشباب يرفض فكرة العودة إلى سوريا وهو أمر “منطقي للغاية”، لأنهم الأكثر تعود على نمط الحياة المنفتح والمتحرر والأكثر اندماج ونشاط في المجتمع السويدي و لا يرون آفاقاً للوضع في بلدهم مستقبلا.
وإن كانت العودة إلى الوطن للاستقرار فيه مستحيلة بالنسبة للشباب السوريين، فإنهم أعربوا عن رغبة شديدة في المساهمة في إعادة إعمار وطنهم الذي تعرض للتخريب والتدمير على مدى عشر سنوات. ولكن هذا الأمر غير ملحوظ لدى الشباب بالعراقيين حيث يميل أغلبهم لتحقيق النجاح في السويد أو الدول الأوروبية دون التفكير في مدة إمكانية دعم بلدهم وذلك لآن خروج العراقيين من بلدهم جاء تحت اليأس من صلاح الحال لبلدهم
وتحدث استطلاع قامت به منظمة “أنقذوا الأطفال” الإغاثية بعنوان “أي مكان ما عدا سوريا”، أن اللاجئين السوريين تحديداً وجدوا تمييز في الكثير من بلدان اللجوء التي ذهبوا إليها ولكن في بلدان مثل ألمانيا والسويد قد يجد الأطفال والشباب أنفسهم في وطن جديد، منحهم ما سلب منهم في سوريا بسبب النظام القائم والحرب والتدمير، تعلموا لغته واندمجوا مع مواطنيه ورسموا طريقاً واضحاً فيه لمستقبلهم.