تقرير: مهاجري العراق ولبنان أكثر رغبة للاستقرار في السويد بينما السوريين الأكثر رغبة للمغادرة
تعتبر الهجرة لبلداً مثل السويد حلماً كبير للكثير من المهاجرين من المنطقة العربية ، ومن بين هؤلاء المهاجرين يتجه معظم المهاجرون من العراق وسوريا إلى بلدان مثل السويد وألمانيا بسبب تميز الدولتين برفاهية الحياة والترحيب بالمهاجرين.. ولكن قد يبدأ العديد من المهاجرين الواصلين للسويد بتغيير رغبتهم بالبقاء والاستقرار إلى محاولة مغادرة السويد في رحلة هجرة عكسية جديدة ، قد تكون لبلادهم الأصلية أو بلد أخر شرق أوسطي .
وتشير التقارير إلى أن المهاجرين العراقيين واللبنانيين يظهرون نسبة عالية من البقاء والاستقرار في السويد ولا يفكرون بمغادرة السويد بعد حصولهم على الجنسية السويدية وهم الأكثر قبولاً للمجتمع السويد واستخدام اللغة السويدية بين المهاجرين من الجنسيات العربية . يعزى ذلك إلى عدة عوامل.
بما في ذلك الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي الذي وجدوه عند دخول السويد حيث إنهم دخلوا السويد في قبل الأزمة الاقتصادية وقبل سعود اليمين المتطرف وعندما كان الكرون السويدي يساوي 5 كرونات مقابل الدولار ، بالإضافة إلى تكاملهم في المجتمع السويدي في وقت كان السكن في المدن الكبرى ميسر وفرص العمل متاحة لهم.
على الجانب الآخر، يبدي العديد من المهاجرين خصوصاً السوريين رغبة في مغادرة السويد بمجرد الحصول على الجنسية السويدية. ترجع هذه الرغبة في العودة إلى عدة عوامل، بما في ذلك الروابط العائلية والثقافية التي تجمعهم ببلادهم الأصلية.
وبدول مثل تركيا ومصر والخليج يتواجد فيها أقاربهم ، فضلاً عن العوامل الدينية والاجتماعية التي تؤثر في قراراتهم فالسوريين من الجاليات العربية الأكثر تمسكاً بالانتماء الديني مقارنتاً بالعراقيين واللبنانيين على سبيل المثال، بجانب أن السوريين وصلوا السويد في وقت بدأت فيه الأزمة الاقتصادية وصعوبة المعيشة وصعوبة السكن بالمدن الكبرى وقلة الوظائف .
وبشكل عام أصبح المهاجرين في السويد خلال السنوات الأخير يواجهون تحديات وفرص صعبة للاستقرار في السويد. ففي حين يسعى البعض منهم إلى بناء حياة اقتصادية مميزة وجديدة ومستقرة في السويد الوطن الجديد دون الاهتمام بالعوامل الأخرى وهذا يظهر جلياً في الجاليات العراقية واللبنانية ، يبحث البعض الآخر عن الهوية والانتماء والحياة الاجتماعية النشطة فلا يجدها في السويد ، مما قد يؤدي إلى رغبة في العودة إلى الوطن أو وطن بديل وهذا ما يحدث مع المهاجرين من أصول سورية على سبيل المثال.
التقارير التي تصدرها العديد من الصحف السويدية والمواقع المتخصصة تحاول رصد الفرق في التجارب والتحديات التي تواجهها المهاجرين في السويد خصواً المهارجين من أصول إسلامية عربية حيث يشكل العراقيين والسوريين النسبة الأكبر من تعداد المهاجرين في السويد ، حيث وصل عددهم أكثر من نصف مليون نسمة ، ومن الواضح أن هذه الاختلافات باتت تستدعي مزيدًا من البحث والتحليل لفهم أسبابها وتأثيراتها على المجتمع السويدي والمهاجرين أنفسهم.