تقرير سويدي : إربيل العراق مدينة تخلصت من فوضى عرب العراق إلى الحداثة والمدنية
مدينة إربيل تنطلق نحو الحداثة في قلب كردستان”، نشرت صحيفة SE24 السويدية تقرير عن مدينة إربيل العراقية والتي تقع في إقليم كردستان العراق ، وقالت الصحيفة إنها مدينة تحاول الخروج من عباءة الفوضى والدمار التي يعيشها العراق العربي وفرضها عليها طيلة 50 عاماً ، ورغم تقدم المدينة بخطوات جيدة نحو الحداثة والتوسع المعماري الحديث وترويج نفسها كمنطقة جذب سياحية وتجارية إلا إنها ترزخ تحت منظومة الفساد وضعف القوانين ومراكز القوى الكردية من الحرس القديم للإقليم . أربيل أو إربل (بالعربية الفصحى) أو هولير (بالكردية: Hewlêr ههولێر، بالسريانية: ܐܪܒܝܠ) هي مدينة عراقية ومركز محافظة أربيل وعاصمة إقليم كردستان العراق.
ووفقاً لتقرير الصحيفة السويدية ، تتألق مدينة أربيل، كواحدة من أروع المدن في إقليم كردستان العراق، الذي يضم 3 مدن كردية عراقية بتناغم رائع بين التراث الغني والتطور المعماري المميز ، مما يجعلها واحدة من أكثر مدن العراق حداثة ومدنية بعد بغداد رغم صغر حجم المدينة .
شاهد فيديو مدينة إربيل
تُعرف أربيل بالتاريخ العريق الذي يمتد لآلاف السنين، وهي مدينة كردية ثقافياً وحضارياً وسكانها من خلفية كردية، والقليل من التركمان والعرب والكلدان ، ويشتهر سكان إربيل بالمسالمة والترحيب بالأخر ، وعدم التدخل في شئون الأخرين ، والمدينة لها تاريخ من الفوضى والعنف والصراع المسلح مع حكومة بغداد طيلة 50 عاماً حيث كانت المدينة بمثابة قرية كبيرة مهملة طيلة السنوات الخمسين قبل سقوط نظام صدام حسين .
وتشهد مدينة إربيل حاليًا تحولًا نحو الحداثة والتقدم المعماري، مما يخلق تجربة مدهشة تلامس مستقبلًا مشرقًا ولكنها تتعرقل بين منظومة فساد وبين مراكز قوى قديمة لا تهتم كثيراً بالحداثة والتطوير الاقتصادي.
أربيل تمتاز بخليط مدهش من المعالم التاريخية والمباني الحديثة الفريدة في منطقة المربع الذهبي الذي يضم أبراج شاهقة تعكس صورة مصغرة لمشهد من مدينة دبي في منتصف التسعينيات من القرن الماضي . يمكن للزائرين أن يستمتعوا بجولة ثقافية تأخذهم إلى عالم الحضارات القديمة من خلال زيارة قلعة أربيل، التي تُعتبر واحدة من أقدم القلاع المأهولة في العالم . تجمع هذه القلعة بين أصالة العمارة التاريخية والإطلالات الساحرة على المدينة وكذلك قمم الجبال الثلجية حول المدينة والمعالم المميزة الأخرى .
– المعمار الحديث البارز
مع مرور الزمن وازدياد التطلع نحو المستقبل، بدأت أربيل تشهد تحولًا رائعًا في المعمار الحديث. يبرز ذلك في تصميم المباني الفريدة مثل “مركز كوردستان للفنون والثقافة”، وأبراج منطقة الذهب حول بارك سامي عبدالرحمن الذي يجمع بين الجمال الجذاب والحداثة المتقدمة.
– مركز الأعمال والتجارة
لم تقتصر الحداثة في أربيل على المجال المعماري فقط، رغم إنها السمة البارزة بل امتدت أيضًا إلى قطاع الأعمال والتجارة. حيث تعتبر مدينة أربيل مركزًا ماليًا وتجاريًا مهمًا في بين العراق وتركيا وإيران وسوريا ، تتميز إربيل بإنها مركز مهم للمؤسسات والمنظمات الدولية ومعبر مهم لتجارة السلع والمشتقات النفطية بين العراق وتركيا وإيران وسوريا ، ويظهر في إربيل بداية لتنشيط المناخ الاستثماري . هذا يعزز من دور المدينة كوجهة تجارية حديثة ومزدهرة في المنطقة.
- عراقيل كثيرة تجعل من إربيل مدينة تحبو نحو التقدم
تقدم أربيل تجربة فريدة في العراق من حيث بيئة الأمان والسلم والحداثة ، ولكنها غير قادرة على مواصلة تطوير بنيتها التحتية والتحول من مدينة ريعية تعيش على إرادات النفط وميزانية بغداد إلى مدينة تجارية سياحية ، وذلك يعود لضغوطات من منظومة الفساد القادمة من حكومة بغداد التي تحرم إقليم كردستان من الكثير من المزايا ـ وبين منظومة الفساد الإداري داخل حكومة إربيل نفسها .
لا زالت المدينة تفتقر لبنية تحتية حقيقة فمنظومة المياه والكهرباء ضعيفة لا تستوعب التقدم المعماري والزيادة السكانية ، ومنظومة الصرف الصحي متهالكة وقديمة ، وقطاع الصحة سيئ للغاية ويعتمد على خدمات الرعاية الصحية التجارية .
بجانب ضعف هيكل التعليم الحكومي ورعاية الأمومة وغياب لقوانين الاستثمار والرقابة الفعالة فمسئولي المدينة لا يسمحون بالتملك للأجنبي في المدينة إلا في استثناءات وبتصاريح أمنية ولا يروجون للسياحة الخارجية بجانب عدم توفر أي برنامج جاد لجذب الاستثمارات الاجنبية والعربية ، حيث يكتفي الإقليم بجذب شركات النفط والبنوك التجارية والسياحة الداخلية الضعيفة .
و لا يوجد استثمارات حقيقية في البنية التحتية لمدينة إربيل وذلك يرجع لضخامة المبالغ المالية اللازمة لهذه المشاريع ـ في الوقت الذي لا تدعم حكومة بغداد هذه الاستثمارات لخلافتها المالية مع اربيل والمشاكل المتعلقة بتصدير النفط بدون اتفاق ، وفي نفس الوقت عدم جدية المسؤولين في إربيل في إنفاق ميزانيات ضخمة على استثمارات البنية التحتية التي لا تعود بربح مالي وفير وسريع .
في كل الأحوال فإن إربيل استطاعت أن تخرج من سرب الفوضى العراقي العربي بمشهد حداثة متنوع بين السياحة والمعمار الحديث وبناء الطرق الجديدة الواسعة والمنظمة ، وبين عبق التاريخ العريق والسلم العام وأمن المواطنين. هذا الاندماج الرائع يجعلها واحدة من أبرز المدن في العراق ويجعلها مؤهلة لتكون مدينة مميزة في الشرق الأوسط إذا توفرت رغبة من حكومة إربيل وحكومة بغداد في بناء المدينة ولو على الطريقة الإمارتية! . .