تقرير : ما هي الشعوب العربية الأكثر ارتباطاً بالدين والقومية وقبول الآخر !
مقايس الانتماء في منطقة الشرق العربي، تشير إلى أن شعوب المنطقة العربية تحمل قيم وانتماءات غير مرنة ، هذا ما قاله لويس برنيدر الكاتب الأمريكي الذي اعتبر أن الانتماء في دول الشرق العربي متعدد ولكنه لا يقبل التعدد!! ، بمعنى أن الانتماء يكون للوطن “الدولة الوطنية” – والقومية “العربية” – والدين “الإسلامي ” ، ولكن هذا التعدد غير مرن ، عندما يتم الحديث عن “الدولة لغير العرب” أو القومية “لغير العرب ” أو الدين” لغير المسلم” !
المقال ما هو إلا مقدمة في مقال طويل للكاتب ، ولن يتم الخوض في تفاصيل المقال وإنما الانتقال لدراسة أخرى نشرتها واشنطن بوست ، تشير لنتائج قد يراه البعض غريبة وقد يراه البعض منطقية ، وهي نتيجة تقارير من إدارة مجلس الاستخبارات الوطني الأميركي، وتتعلق من هي الشعوب العربية الأكثر ارتباطاً “بالقومية العربية” ، والأكثر ارتباطاً “بالدول الوطنية ” والأكثر ارتباطاً بوحدة “العقيدة الإسلامية”؟
وبدون الخوض في تفاصيل الدراسة وما قامت عليه سوف نستعرض النتائج لأربعة دولة هي الدول العربية الكبرى ، وإكمال الدول الأخرى بعد ترجمتها ..!
1- مصر
كانت مصر الدولة الأكبر عدداً للسكان في منطقة الشرق العربي الأكثر ارتباطا “بالدولة الوطنية” والأكثر بعداً عن “القومية العربية ” بينما كانت في مرحلة وسط فيما يتعلق بالانتماء “للعقيدة الإسلامية ” ، بمعنى أن المصريين يفتخرون بكونهم مصريين أكثر من كونهم عرباً حالياً ، بينما يأتي الارتباط بالدين في المرحلة الثانية ، وأخيرا تأتي القومية العربية في المرحلة الأخيرة ، بينما لا يميل المصريين لرفض العقائد والقوميات الأخرى إلا في حالات استثنائية . وأشار التقرير أن المصريين يتأثرون بشكل كبير بالتوجيه السياسي للمجتمع ، واعتبر التقرير أن المصريين بشكل عام أكثر مسالمة وهدوء في التعامل مع الأخر المختلف معهم في الدين والقومية والمذهب . ولا يوجد في مشاكل طائفية باستثناء التجاذب القبطي مع تيارات إسلامية متشددة لا تعكس حالة مجتمعية
2- العراق
كان العراق وهو الأكثر خوضاً للحروب بين الدول العربية خلال الــ50 عام الأخيرة و كشعب كان أكثر ارتباطا بالدولة الوطنية و المذهبية ، دون الارتباط بالعقيدة الإسلامية ككل، بينما كانت القومية في مرحلة أخيرة لدى العراقيين ، فالعراقيين لا يهتمون كثيراً إنهم عرباً وإنما يهتمون كونهم عراقيين وطنيين – بينما تهتم الأقليات العراقية بقومتيهم وانتمائهم الديني أكثر من عراقيتهم مثل الأكراد والسوريان والتركمان واليزيدين .. ،
كما أظهرت الدراسة أن العراقيين الأكثر رفضاً للقوميات والمذاهب الأخرى على المستوى الداخلي والخارجي . ولكنهم لا يهتمون بالعقائد الدينية للأخرين .
وأشار التقرير أن العراقيين لا يتأثرون بالتوجيه السياسي للمجتمع ، ولكن لديهم عمق في التأثر بمرجعيات مذهبية منذ 2003 ، وهم أكثر تطرف في التعامل مع الأخر على المستوى المذهبي والوطني
3- سوريا
أشارت الدراسة أن سوريا ومع نتائج الحرب الأهلية التي استمرت ما يقارب 8 سنوات عانت من شرخ كبير في إيدلوجية الشعب والدولة ، ولكن السوريين كانوا الأكثر ارتباطاً بالدولة الوطنية سوريا وبالعقيدة الدينة الإسلامية والمذهبية ، وكانت القومية العربية في مرحلة متأخرة وأخيرة من أهتمامتهم ، ولكن يكن للسوريين مشكلة مع العقائد والمذاهب الأخرى ، ولكن الحرب الأهلية الأخيرة رسمت تشويه للمجتمع من الناحية المذهبية والقومية فيما يتعلق بالأكراد والعلوية الشيعية .
واعتبرت الدراسة أن السوريين لا يتأثرون بالتوجيه السياسي ولا الخطاب الديني ولديهم توازن اجتماعي ويتأثرون بمنظومة التقاليد المجتمعية ذات الطابع الديني السني التقليدي ، وهم لديهم توازن في التعامل مع الأخر – كما أشارت الدراسة أن السوريين لديهم مشكلة أقليات تتزايد وتتسع وأهمها المشكلة الكردية حيث لا ينظر أكراد سوريا بأنهم سوريين وطنيين بل ينظرون لقوميتهم الكردية كأساس للانتماء
4- السعودية
كانت السعودية في التصنيف الرابع وجاء الشعب السعودي بالارتباط العقائدي الإسلامي كرابطة هي الأهم للشعب وللانتماء ثم الارتباط ” القومي العشائري ” وأخيرا الارتباط الوطني بالدولة الوطنية السعودية ، مع غياب لمصطلح القومية العربية لدى الشعب السعودي ، ووفقا للدراسة فإن الشعب السعودي لديه مشكلة مع المذاهب الأخرى في العقود المعاصرة ، ولكن غير معادي للقوميات الأخرى ولا الأديان الأخرى . ويتأثر بمنظمة التقاليد العشارية ثم السلطة الدينية للدولة .
واعتبرت الدراسة أن التكوين والانتماء العشائري والمذهبي في السعودية هو الأهم ، وأن قضية المذاهب موجودة ولكن يمكن احتوائها أيضا في الانتماء العشائري العربي