
تعليق محاكمة قتلة الطفلين محمد وليث لاتهام القاضي بالتحيز ضد عائلاتهم لعدم إجادة السويدية
في موقف قانوني غير مألوف، تم تعليق سير محاكمة قتلة الطفلين محمد سليمان من الصومال وليث من العراق، اللذين قتلا في غابة على يد جناة ينتمون لشبكة “الثعلب الكردي”. وجاء التعليق بعد أن طالب والد الضحية محمد بتنحية رئيس المحكمة، بسبب ما اعتبره شبهة تمييز من القاضي تجاهه وتجاه والدة الطفل الضحية.
بدأت الأزمة بعد تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها يوران نيلسون، رئيس المحكمة، حيث اعتبر أن حضور والدي الضحية محمد لجلسات المحاكمة ليس ضروريًا، وذلك لأنهما لا يجيدان اللغة السويدية ويحتاجان إلى مترجم، وهو ما اعتبره القاضي “تكلفة مرتفعة”. كما تساءل القاضي بسخرية عن سبب إقامة محامي العائلة في فندق بمدينة إكخو، بدلاً من العودة إلى منزله في ستوكهولم، نظرًا لأن المحاكمة تمتد لعدة أيام.
قضية الطفلين محمد وليث
يبلغ محمد وليث من العمر 14 عامًا، وكانا تحت رعاية السوسيال قبل أن ينحرفا في علاقة مع شبكة “الثعلب الكردي”، مما أدى إلى مقتلهما في النهاية. يشار إلى أن الطفل ليث، وهو عراقي الجنسية، كان قد تم ترحيل والده إلى العراق، ليبقى بمفرده في السويد قبل أن يلقى مصرعه مع زميله محمد.
ردود فعل غاضبة على تصريحات القاضي
أثارت تصريحات القاضي ردود فعل غاضبة، حيث وصف محامي العائلة أنور عثمان كلماته بأنها “غير مفهومة وغير مقبولة وتجاوزت كل الحدود”، متهمًا إياه بالتمييز ضد موكليه بسبب عدم إتقانهم اللغة السويدية. كما اعتبر عثمان أن القاضي تعامل بسخرية مع حق والدي الضحية في حضور محاكمة قاتل ابنهما، وركز فقط على خفض التكاليف على الدولة، متجاهلًا احترام مشاعر العائلة.
وطالب عثمان بتنحية القاضي يوران نيلسون، مشيرًا إلى أنه “افتقر إلى الحياد والتصرف بمهنية في قضية حساسة بهذا الحجم”. لكن القاضي رفض التراجع عن تصريحاته، قائلًا: “أنا متمسك بما قلته، ولا أرى حاجة لإضافة أي شيء آخر”.
استمرار تعليق المحاكمة بانتظار قرار محكمة الاستئناف
بعد تقديم طلب التنحية، تم تعليق جلسات المحاكمة مؤقتًا حتى يتم النظر في القضية. وقد رفضت المحكمة الابتدائية طلب استبعاد القاضي، وهو قرار يعتزم المحامي عثمان استئنافه أمام محكمة الاستئناف.
ومن المنتظر أن تصدر محكمة الاستئناف قرارها قبل استئناف المحاكمة، التي كان من المقرر أن تستمر حتى مايو المقبل.