تراجع سرعة وصول سيارات الإسعاف في المدن السويدية. لماذا تصل أسرع لبعض المرضى؟
تُعد خدمة سيارات الإسعاف في السويد واحدة من أكثر الخدمات تنظيمًا واستجابةً للحالات الطارئة، حيث تتمتع بفرق مدربة ومؤهلة للتعامل مع الأوضاع الحرجة. ومع ذلك، شهدت الخدمة تراجعًا ملحوظًا في عام 2024. وتُظهر بيانات حديثة انخفاضًا في سرعة استجابة سيارات الإسعاف في العديد من البلديات السويدية، حيث أصبحت الفرق تصل بشكل أسرع في حالات الطوارئ ذات الأولوية القصوى، بينما تتأخر في الاستجابة للحالات الطارئة العادية.
الجدل حول تصنيف الحالات الطارئة
لا تزال مسألة تصنيف الحالات الطارئة والعاجلة مثار جدل ونقاش واسع، إذ يختلف تصنيف الحالات بين طارئة عادية وطارئة قصوى بناءً على معايير معينة.
- الحالات الطارئة العادية: تشمل الأعراض المفاجئة مثل ألم حاد أو مشاكل صحية غير معروفة المصدر والتي تحتاج إلى تقييم طبي، لكنها لا تُصنف على أنها مهددة للحياة بشكل فوري. وفي مثل هذه الحالات، قد تكون الاستجابة أبطأ نسبيًا.
- الحالات الطارئة القصوى: تتضمن الحوادث الخطيرة مثل النوبات القلبية، السكتات الدماغية المتوقعة، أو الأزمات الصحية الشديدة، خاصة إذا كان لدى المريض سجل طبي معروف يشير إلى حالته الحرجة. وهنا، يتم تقييم الوضع بسرعة عبر خدمة الطوارئ 112، التي تستطيع الوصول إلى سجل المريض الصحي وتحديد مدى خطورة الحالة بشكل فوري.
التفاوت في سرعة الاستجابة بين البلديات
رغم أن الفرق بين الاستجابة للحالات الطارئة والقصوى ليس هو المشكلة الأساسية، فإن التفاوت الزمني بين البلديات المختلفة يُعد محل قلق كبير. ويشير تحليل أجرته وكالة الأنباء Newsworthy، استنادًا إلى بيانات SOS Alarm، إلى فجوات زمنية كبيرة في سرعة الاستجابة بين البلديات.
على سبيل المثال:
- في بلدية فاكسهولم (Vaxholm)، يبلغ متوسط زمن الاستجابة حوالي 23 دقيقة و51 ثانية.
- أما في بلدية سيغتونا (Sigtuna)، فتنخفض مدة الاستجابة إلى 15 دقيقة و42 ثانية.
ومع ثبات المسافة بين نقطة انطلاق سيارات الإسعاف والمريض، أظهرت البيانات تباينًا ملحوظًا في الاستجابة:
- في بلدية بايالا (Pajala) شمال السويد، قد تستغرق سيارة الإسعاف حوالي 40 دقيقة للوصول إلى الموقع.
- بينما في بلدية فاغرستا (Fagersta)، تُعتبر الأسرع حيث تصل الخدمة في غضون 10 دقائق فقط.
تراجع الأداء على مدى السنوات الأخيرة
بشكل عام، تُظهر البيانات أن أوقات الاستجابة أصبحت أطول في السنوات القليلة الماضية مقارنة ببداية الألفية. وتشير الإحصائيات إلى وجود فجوات كبيرة بين المناطق المختلفة في السويد، مما يعكس تحديات لوجستية وتنظيمية تحتاج إلى معالجة لتحسين الخدمة وضمان العدالة في تقديم الرعاية الطارئة للجميع.