تحذير من السفر إلى جورجيا ضباط المطار يمنعون حملة الوثائق السويدية والأوروبية من الدخول ومصادرة مقتنياتهم
أن كنت في السويد أو أي بلد أوروبي وتحمل جواز سويدي أو أوروبي أو وثيقة سفر و تنوي زيارة جورجيا Georgia كمحطة ترانزيت ومرور أو لزيارة قريب أو للسياحة ، فعليك أن تعيد النظر في هذا الخيار، فدخولك لجورجيا التي تقع عند ملتقى أوروبا الشرقية بأسيا سيكون مرهوناً بتقييم موظف الجوازات لهيئتك وأسمك وعرقك وسبب وصولك لجورجيا، وإن كانت ثيابك مختلفة أو ترتدي زوجتك حجاب ، فسيكون مصيرك المنع من عبور بوابة الدخول، دون توضيح الأسباب، ولن يكون ذلك بطريقة مهذبة، بل بالإهانة والسب وسحب جواز سفرك وحجزك وربما تفقد مقتنياتك! .
وإذا حاولت الاعتراض ستجد البنادق مصوبة نحو رأسك وعائلتك، وستجر جراً نحو ذات الطائرة التي أوصلتك لمطار تبليسي الدولي، هذا لا يحدث للجميع ، ولكنه قد يحدث للعديد من المسافرين، وخصوصاً السوريون واليمنيون والفلسطينيون والعراقيون والإيرانيون والأفغان وأغلب من له أصول عربية أو أسيوية أو أفريقية وأيضاً من لديه مظهر إسلامي .. جميع هولاء سيكونوا معرضين للتحقيق والمنع من دخول جورجيا Tbilisi Airport . هذا هو ملخص تقرير طويل نشرته وسائل إعلامية عن منظمة العفو الدولية حول الأوضاع القمعية في جورجيا التي أصبحت تطال المسافرين من خلفيات شرقية حتى لو حملوا وثائق وجنسيات أوروبية ..ودون تعليق من السفارات الأوروبية المتواجدة بجورجيا!
لا تتفاجئ فجورجيا Georgia واحدة من أسوأ دول العالم في حقوق الإنسان وهي بلد فقير ذات مشاكل أقتصادية وسياسية ويعيش أكثر من نصف سكانها على خط الفقر ، ولا زال يعاني من أثار الفترة الشيوعية القمعية ، ولن تستغرب أن شاهدت في مواقع التواصل الاجتماعي الذي يمتلئ بقصص مهاجرين وعرب وغيرهم تم منعهم من دخول جورجيا بطريقة مهينة،
قبل نحو أيام رصدت صحف سويدية، تعرض 7 أشخاص من حاملين الجوزات السويدية، لموقف مذل بعد أن رفضت السلطات الجورجية دخولهم لأسباب غير معلومة، ولم تأبه سلطات المطار لوجود حجوزات فنادق مؤكدة لهم وحملهم لتلقيح كورونا وفحص pcr ، بل لم يسألوهم عن هذا الأمر، حيث تم سحب جوزات سفرهم ووضعهم في منطقة حجز لمدة 20 ساعة بدون طعام ولا ماء وفي ظروف غير إنسانية ، مع التهديد والصراخ ، ولم يكون هولا الــ7 فقط ما حدث لهم حيث كان الأمر يشمل العديد من المسافرين الراغبين بدخول جورجيا منهم مسافرين من هولندا وبولندا ولاجئين من إيران وسوريا يحملون إقامات أوروبية ووثائق سفر منها السويدية
لا يعرف ” خالد” وهو سوري مقيم في السويد ويحمل الجنسية السويدية السبب حتى اليوم في منعه من دخول جورجيا وإهانته ، تحدث لعدة صحف سويدية عما حدث له ولمجموعة من السويديين من أصول عربية ، كاشفاً عن أنهم فوجئوا بسوء الاستقبال، بعد أن قامت سلطات المطار بعزل الرجال عن العائلات في صالات سيئة وبلا دورات مياه، يضيف المالكي :”بعد فترة استدعونا للتحقيق وكان أسلوبهم فظاً، ثم أمرت الشرطة بإعادتنا للطائرة التي وصلنا على متنها بعد تفتيشنا، واحتجزونا في باص المطار 17 ساعة، ثم ركبنا الطائرة دون حقائبنا”.
لم تقتصر المعاملة السيئة على السويديين من أصول مهاجرة فقط، ففي التوقيت ذاته تعرضت عائلة سورية تحمل جنسيات هولندية لممارسة مماثلة، من موظفي الجوازات في مطار جورجيا Tbilisi Airport من دون سبب، وتم حجزهم لترحيلهم ، ودفعت هذه المعاملة السيئة وغير المبررة للاتصال بسفارة هولندا للتدخل ، لمعرفة سبب سوء معاملة المسافرين حاملي الوثائق الهولندية في مطار جورجيا، وإجبارهم على الرجوع إلى البلاد”.
ووفقاً لتقرير منظمة العفو الدولية “أمنستي” فأن ضباط مطار العاصمة الجورجية “تبليسي” يمارسون أعمال غير قانونية وقمعية في حق المسافرين الذين ينتمون لدول عديدة ، وكذلك للمهاجرين حاملين الوثائق الأوروبية ، تشمل الترهيب والشتم والسب والتهديد وسرقة أموال المسافرين ومقتنياتهم وحقائبهم وعزلهم في منطقة حجز لوقت طويل ثم ترحيلهم …
للأطلاع على التقرير من هنا:بالعربية
تقول ” خديجة” أنها ذهبت لجورجيا لمقابلة عائلتها التي تعيش في تركيا وجورجيا ، ولكن تم منعها من دخول جورجيا رغم استيفاء كل شروط الدخول ، وتم تفتيشها ذاتياً وتعرضت للإهانة بسبب حجابها وملابسها ذات الطبيعة العربية الإسلامية ، ” بالطو وحجاب” ، ويقول زوجها ” أبو خلدون” “سيعيدونك لو كانت لك لحية “. هكذا يلخص أبو خلدون ما حدث له ولزوجته في مطار تبليسي”
عائلة أخرى من فلسطني سوريا والعراق تعرضت للإبعاد القسري فور الوصول إلى Tbilisi Airport ، دون سبب واضح. وتم سرقة حقائبهم وفصل الرجال عن النساء في مطار تبليسي،
.
.
وفي اليومين الماضيين أغسطس 2021 تم إبعاد ثلاث عائلات من أصول عراقية وسوربة وفلسطين من القادمين من السويد لجورجيا عبر الترانزيت ، وقد نشر ” أحمد أبو صهيب” وهو ناشط فلسطيني سوري مقطعاً صوتياً على مواقع التواصل الاجتماعي ذكر فيه قصته بالكامل، موضحاً أنه تم حجزهم في زاوية للانتظار قبل إدخاله غرفة للاستجواب، وبعد لحظات أبلغهم موظف المطار أنه لن يُسمح لهم بالدخول، دون أن يسلموهم جوازاتهم، يقول ” أحمد أبو صهيب” :”عدنا أدراجنا بعد سيل من الإهانات والسرقة لمقتنيات عائلتي “.
أخرون تعرضوا لمعاملة مماثلة في منتصف يوليو، كانت الضحية عائلتان لبنانية وفلسطينية سافرتا معاً، وقد قالوا للتلفزيون السويدي أنهم تم إجبارهما على الخروج من المطار بعدما خضعتا للتفتيش الدقيق ومصادرة 1000 دولار، ويضيف :”اقتادونا بالبنادق، بعد عزلنا وتفتيشنا تفتيشًا دقيقًا حتى أصغر أطفالنا وهي طفلة لم تتجاوز العامين”، وكما هو حال العائلة ، لم يُسمح لهم باستعادة حقائبهم.
كثرة الحوادث التي تعرض لها مسافرون عرب مقيمون في السويد وأوروبا في مطار تبليسي أمر غير مفهوم رغم أن كل شروط الدخول لجورجيا مكتملة ، فالبعض يضظر لدفع الرشاوي كونه قادم من دول أوروبية غربية ذات قدرة مالية عاليه للقادمين منها ، ولكن هذا يحدث فقط أن كنت من اصول مهاجرة .
اعترف سفير جورجيا في تصريح صحفي سابق ، بوجود هذه الحالات ولا توجد أسباب واضحة لها، وقال في ملتقى إعلامي: “إرجاع المسافرين أو إدخالهم هو حق سيادي لكل دولة في المقام الأول وأن بلاده سوف تحقق في هذه المزاعم .
عنصرية وسوء معاملة
بيتر كادهامر وهو قانوني سويدي مختص بشئون دول شرق أوروبا وأسيا ، يقول : – ما يتعرض له عدد من المسافرين في مطار تبليسي هو تصرف ممنهج في دولة مثل جورجيا ينتشر فيها القمع والفساد والرشوة وعدم أحترام حقوق الإنسان ولا سلطة للقانون ..حيث يقرر ضابط في المطار من يدخل ومن لا يدخل وفقاً لرأيه الشخصي دون أي أحترام للقوانين والقواعد المعمول بها ،
العديد من دول أوروبا تحذر رعاياه من السفر لدول القمعية /، معتبراً أن المشكلة تكمن في منح سلطات غير قانونية لموظف الجوازات الجورجي ليكون له صلاحية منع أي شخص من الدخول للدولة لو لم يعجبه شكله أو وفقاً لاسمه أو عرقه أو انتماءه أو توجيهات أمنية غير قانونية ، وقد يكون الفساد والرشوة سبب أخر لمنع المسافرين لابتزازهم مادياً
ويضيف :”يعتمد الأمر على تقييم المسافر، وهيئته، البعض يكون مرتبكاً، أو ملتحياً أو يحمل أسماء محددة أو من خلفية ثقافية محددة ، هذا الأمر يجعل موظف الجوازات يمارس سلطات قمعية ضده وقد يكون المسافر ضحية للسرقة أيضا من ضباط مطار تبليسي ، حيث ينتشر الفساد والرشوة بالمطار .
بيتر كادهامر : يقول / – لدينا تقارير تفيد أن هناك بعض العائلات يتم إدخال بعض أفرادها دون البقية، فهم يهتمون بالأسماء والخلفية الثقافية وجنسية المسافر الأصلية حتى لو كان يحمل وثائق سويدية أو أوروبية ، وهناك عائلات تم إرجاعها بلا سبب واضح”. و يستغرب بيتر كادهامر من غياب أية توضيحات لما يحدث في مطار تبليسي، ويضيف :”يفترض في أي دولة في العالم أن يكون لديها أسس واضحة لدخول المسافرين والتعامل باحترام ولا يكون الأمر متروكاً لسلطة ضابط أو تقييم ضابط جوازات كما يجب على السلطات السويدية والأوروبية التواصل مع نظيرتها في جورجيا لتوضيح ما يحدث وأسباب استهداف فئة معينة من المواطنين الأوروبيون ذو الأصول المهاجرة أو الشرقية .؟.