بوتين: سنضيف إمكانية توجيه الضربة النووية الأولى لعقيدتنا العسكرية
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، إن بلاده تفكر بشكل رسمي في إضافة إمكانية توجيه الضربة النووية الوقائية الأولى لعقيدتها العسكرية، وذلك بعد أيام فقط من تحذيره من أن نشوب حرب نووية آخذ في التزايد ملقيا باللوم على الغرب الولايات المتحدة وأوروبا .
ونقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية عن الرئيس بوتين قوله للصحفيين بعد قمة في قرغيزستان “نحن نفكر في هذا… توجيه ضربة نووية للغرب إذا كنا نتحدث عن ضربة لنزع السلاح، ربما يتعين علينا التفكير في استخدام نهج شركائنا الأميركيين”، مستشهدا بما وصفها بأنها استراتيجيات الولايات المتحدة التي تخدد لضربة نووية وقائية.
وأضاف بوتين أن بلاده لا تعتمد مبدأ شن ضربة نووية وقائية على عكس الولايات المتحدة، لكن الأسلحة الروسية المتقدمة – التي تفوق سرعة الصوت ستضمن لروسيا الرد بقوة إذا تعرضت للهجوم التقليدي أو النووي .
وتعليق الرئيس الروسي بشأن استخدام السلاح النووي هو الثاني خلال 3 أيام، إذ قال بوتين إن خطر الحرب النووية آخذ في الازدياد، ووصف الترسانة الروسية بأنها “عامل ردع” في الصراعات.
وتوعد بوتين في تصريحاته اليوم “بمحو أي دولة تتجرأ على مهاجمة العمق الروسي بأسلحة تقليدية أو بأسلحة نووية من على وجه الأرض”.
التأهب النووي
وكان الرئيس بوتين قد أمر في 27 فبراير/شباط الماضي، بعد أيام من اندلاع حرب أوكرانيا، وزارة الدفاع بوضع قوات الردع النووي في حالة تأهب، في ظل تصاعد التوتر مع الغرب بسبب حرب أوكرانيا.
وأوضح بوتين أن قراره يأتي ردا على مسؤولي الغرب الذين “لم يكتفوا باتخاذ خطوات عدائية اقتصادية وحسب، بل أدلى مسؤولوهم بحلف الناتو بتصريحات عدوانية ضد روسيا”.
وتمتلك روسيا واحدة من كبرى ترسانات الأسلحة النووية في العالم، وتعتمد عليها وسيلة لضمان أمنها، وفي الوقت ذاته تدعو باستمرار إلى نزع السلاح النووي ومنع ظهور دول جديدة تمتلك هذا النوع من الأسلحة.
ومن هنا تسترشد بـ”العقيدة النووية” التي أقرّها الرئيس بوتين في الثاني من يونيو/حزيران 2020، وسميت بـ”أسس سياسة الدولة في مجال الردع النووي”، والتي تحدد -بين جملة أمور- قائمة شروط استخدام الأسلحة النووية.
سيناريوهات الردّ
ولم تتغير معايير استخدام الأسلحة النووية من قبل روسيا وفق العقيدة الجديدة ، ونصت على أن موسكو ستقوم -ردا على هجوم عليها أو على حلفائها- باستخدام الأسلحة النووية أو أسلحة الدمار الشامل الأخرى، أو في حال “حصول عدوان بأسلحة تقليدية ولكن يجعل وجود الدولة ذاته مهددا”.
لكن نسخة عام 2020 من العقيدة النووية تضمنت عبارة جديدة تؤكد أن سياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي تهدف إلى إنهاء الحرب بشروط مقبولة لديها. وبحسب الوثيقة، تعتبر روسيا استخدام الأسلحة النووية الملاذ الأخير. وفي الوقت نفسه، تم توسيع الشروط التي يمكن بناء عليها استخدام الأسلحة النووية.