بعد شهرين من بدء المدارس.. عشرات الطالبات لم يعودوا لمدارسهم سافروا ولم يعودوا للسويد؟
“مع نهاية كل عطلة صيفية، تلاحظ المدارس في السويد فراغ بعض المقاعد الدراسية، وفي هذا العام وبعد شهرين من بدء المدارس السويدية هناك مئات من الطلاب لم يعودوا لصفوفهم المدرسية بل انهم لم يعودوا للسويد بعد سفرهم في العطلة الصيفية.
في ستوكهولم تم الكشف عن غياب 41 طالبًا بشكل غير مبرر. يعجز المسؤولون حتى الآن عن فهم أسباب هذا الغياب المستمر أو تحديد وجهة الطلاب المختفين والقلق يتزايد عندما يكون المتغيبين ‘إناث’. من بين هؤلاء الغائبين، هناك طالبان من طلاب المرحلة الثانوية، بينما ينتمي الباقون إلى المدارس الابتدائية، وهذه المدارس يكون طلابها حتى الصف التاسع بعمر 15 عامًا.
توضح رئيسة لجنة التعليم في ستوكهولم، إميليا بيوغرين، أن غياب بعض الطلاب عادة ما يرتبط بمشاكل اجتماعية أو مشاكل خاصة وأن بعض الطلاب لم يتمكنوا من العودة لأسباب تتعلق بمشاكل خاصة واجتماعية، ورغم محاولات المدرسة للتواصل مع هؤلاء الطلاب، لم تتمكن من الوصول إلى 13 منهم، الأمر الذي دفع السلطات إلى إحالة الأمر إلى السوسيال والشرطة للتحقيق لمعرفة أين اختفوا؟.
حزب المحافظين في مجلس بلدية ستوكهولم، بقيادة المستشارة أندريا هيدين، يتحدث عن مخاوفهم من أن تأخير إحصاء الطلاب الغائبين، حيث اضطرت البلدية إلى جمع البيانات من كل مدرسة على حدة. وأشارت هيدين إلى أن الوقت يعتبر عاملاً حاسمًا في مثل هذه القضايا، خصوصًا إذا كان هناك خطر من احتمال خروج الأطفال من السويد قسرًا من أجل تزويجهم قسرًا.
مطالب بتفعيل نظام مركزي لمتابعة الغياب
تطالب أحزبا الحكومة السويدية وكذلك المعارضة بإنشاء نظام مركزي يسمح للمدارس بالإبلاغ الفوري عن غياب الطلاب، بحيث يمكن اتخاذ إجراءات سريعة عند غياب أي طالب بشكل غير مبرر. وترى إميليا بيوغرين أن الأهم هو العمل الوقائي، عبر رصد الإشارات المبكرة التي تدل على مشكلات محتملة، كأن يُمنع الطالب من المشاركة في الأنشطة المدرسية أو يُراقب من قِبل أشقاء له.
خطط المدارس لمواجهة غياب الطلاب
ويؤكد توبياس هانسون، مدير مدرسة “غريمساتس”، أن للمدارس خططًا واضحة لمتابعة حالات الغياب غير المبرر، وأن الموظفين مدربون على رصد الإشارات التحذيرية. ويوضح: “لدينا خطة واضحة ونعمل مع موظفينا لضمان أن يُبلغوا عن أي حالة غياب غير مبررة”.
بدورها، تشير آنا هوفستن، مديرة مدرسة “بريدينغ”، إلى أن تأخر بعض الطلاب في العودة بعد العطلة أمر شائع، لكنها لم تلحظ أي دلائل على مشاكل خطيرة مثل الزواج القسري أو الضغط الديني. وتقول: “عندما تكون هناك شكوك حول مشاكل أقل حدة تتعلق بالشرف، نقوم بإبلاغ الرعاية الاجتماعية”.
توجيهات للأهالي والمجتمع
إذا كانت هناك مخاوف بأن طفلًا في خطر وقد يُجبر على مغادرة السويد، ينصح المسؤولون الأفراد بالاتصال بالشرطة على الفور عبر الرقم 112، أو تقديم بلاغ إلى الرعاية الاجتماعية سوسيال. وينصح بعدم التواصل مباشرة مع أولياء الأمور عند الاشتباه بوجود عنف أو ضغوط متعلقة بالشرف، حفاظًا على سلامة الطفل.