![](https://www.centersweden.com/wp-content/uploads/2025/02/12345-1.jpg)
بسام..مهاجر سوري وأب لطفلين أحد ضحايا هجوم مدرسة أوريبروا بوسط السويد
في صباح يوم الثلاثاء 4 فبراير 2025، بدأ السوري بسام الشلح، البالغ من العمر 48 عامًا، يومه كأي يوم عادي، متوجهًا إلى مدرسة ريسبيشكا في مدينة أوربرو بوسط السويد لحضور دروس اللغة السويدية. لم يكن يعلم أن هذا اليوم سيشهد مأساة ستدخل التاريخ كأحد أكثر الحوادث دموية في السويد. فمع حلول الظهيرة، كان بسام واحدًا من بين عشرة أشخاص فقدوا حياتهم في الهجوم الذي استهدف المدرسة.
من سوريا إلى السويد: حلم تحول إلى كابوس
وصل بسام إلى السويد هاربًا من الحرب في بلده الأم، على أمل أن يجد الأمان ويبني مستقبلًا أفضل لأسرته. كان أباً لطفلين، ومعروفًا في مجتمعه الجديد بشخصيته الطيبة وعمله الدؤوب. لم يكن مجرد لاجئ يبحث عن مأوى، بل كان رجلاً يسعى لتأسيس حياة جديدة، يجمع بين عمله في خبز المخبوزات ودراسته لتعلم اللغة السويدية.
استيقظ بسام يوم الحادثة كعادته مبكرًا، حيث كان يعمل في أحد المتاجر المحلية لخبز وتحضير الأطعمة. وبعد ساعات طويلة من العمل، كان يتوجه مباشرة إلى صفوف تعليم اللغة السويدية، ملتزمًا بخطته للاندماج في المجتمع السويدي وتحقيق أحلامه.
![](https://www.centersweden.com/wp-content/uploads/2025/02/غغا-1.jpg)
يقول زميله بيير الحاج:
“كان بسام يبدأ يومه في الرابعة أو الخامسة صباحًا ليعمل، ثم يذهب لحضور دروس اللغة، وبعدها يعود إلى العمل مرة أخرى. كان حقًا مثالًا للإصرار والاجتهاد. لم يكن فقط يسعى لتحسين حياته، بل كان ينشر الفرح أينما ذهب.”
لم يقتصر نشاط بسام على العمل والدراسة فقط، بل كان أيضًا ناشطًا على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة على تيك توك، حيث كان يشارك مقاطع فيديو يومية تظهر شغفه بالحياة وحبه لمهنته في إعداد الخبز. يقول أحد أصدقائه:
“قبل 15 دقيقة فقط من الحادث، نشر بسام مقطع فيديو يتمنى فيه يومًا سعيدًا للجميع. كان دائمًا يشارك تفاصيل يومه بابتسامة وروح مرحة.”
![](https://www.centersweden.com/wp-content/uploads/2025/02/443.jpg)
الحلم الذي توقف فجأة
صباح يوم الحادثة، وبينما كان بسام في طريقه إلى المدرسة، سجل آخر فيديو له وهو يغني أغنية عن الثلج المتساقط، ثم أرسل تحية دافئة إلى أصدقائه على تيك توك. لم يكن أحد يتوقع أن هذا سيكون آخر تواصل له مع العالم.
يقول أحد أصدقائه المقربين:
“عندما سمعت عن الهجوم، فكرت فيه مباشرة. كنت أعلم أنه كان في طريقه إلى المدرسة، ولم يخطر ببالي أبدًا أن يكون بين الضحايا.”
![](https://www.centersweden.com/wp-content/uploads/2025/02/4443.webp)
صمت العائلة: وجع لا يُحتمل
لم تتمكن وسائل الإعلام من الوصول إلى عائلة بسام للتعليق على الحادثة. زوجته وأطفاله في حالة صدمة وانهيار تام، غير قادرين على استيعاب فقدان رب الأسرة الذي جاء إلى السويد حالمًا بحياة أفضل لهم. قصة بسام الشلح لم تكن مجرد رحلة لجوء، بل كانت حكاية إنسان كافح من أجل بداية جديدة، لكن مأساة غير متوقعة أنهت حلمه في لحظة.