الكنائس الحرة في السويد تمارس أنشطة قمعية ضد “المثليين” لكي يتخلصوا من ميولهم الجنسية
نشر التلفزيون السويدي تقريرًا عن قيام الكنائس الحرة في السويد، التي لا تنتمي إلى الكنيسة السويدية اللوثرية، بأنشطة سرية لمحاولة “علاج المثليين” وحثهم على تغيير توجههم الجنسي من المثلية إلى الهوية الجنسية التقليدية (رجل أو امرأة)، أو توجيههم ليكونوا “عزّابًا” وعدم الاستجابة لميولهم الجنسية. وتعتبر هذه الكنائس “المثلية” خطيئة يجب كبحها.
تفاصيل التقرير
رصد تقرير التلفزيون السويدي قيام هذه الكنائس، التي تنتمي أغلبها إلى كنائس “الشرق”، بمشاورات روحية وصلوات لمحاولة توجيه الأشخاص المثليين لنبذ ميولهم. تحدثت SVT مع عدة أشخاص يشهدون بأن محاولات التحول داخل التجمعات الدينية مستمرة حتى اليوم. وغالباً تبدأ بتحرك العائلة والأصدقاء لطلب المساعدة من الكنيسة لشخص قريب لديهم ميول “مثلية”، فتبدأ هذه الكنائس بممارسة وسائل توجيه قمعية.
وأشار التقرير إلى ثقافة الصمت المروعة. يقول يونس، الذي تعرض سابقًا لهذه الممارسات في الكنيسة الحرة، إنه تعرض لأوقات مروعة. وأضاف أن محاولات التوجيه تهدف إلى جعل الشخص المثلي يخفي أو يشك في ميوله الجنسية أو هويته الجندرية أو تعبيره الجندري. وأشار إلى أن هذه المحاولات قد تشمل العنف الجسدي والنفسي، أو العزل الاجتماعي والتهديد بالإقصاء من التجمع الديني المسيحي الذي ينتمي له.
مواقف الكنائس والشهادات
علقت جيني دوبرز، القائدة الإقليمية لكنيسة إيكومينيا، وقالت إن كنيستهم هي من الكنائس الحرة وتقوم يزوج الأزواج من نفس الجنس. لكن هناك كنائس لديها محاولات لتحويل الأشخاص بعيداً عن ثقافة مجتمع الميم. هذه الحالات حدثت ولا زالت تحدث في السويد اليوم، ويشهد على ذلك عدة أشخاص تعرضوا لهذه الممارسات سابقًا، وكذلك باحثون وخبراء تحدثت إليهم SVT.
كما تحدثت شارلوتا كارلستروم، أستاذة في العمل الاجتماعي بجامعة مالمو، بإنها أجرت دراسة بعنوان “مجتمع مشروط” وأجرت مقابلات معمقة مع أشخاص من مجتمع الميم كانوا أو ما زالوا ينتمون إلى تجمعات دينية حرة، إن الأغلبية ممن أجرت معهم مقابلات تعرضوا بطريقة ما لمحاولات التحول. هذه المحاولات خلقت صدمات عميقة والعديد منهم شعروا بسوء شديد. توضح كارلستروم أن الكنائس الحرة حاولت إجبارهم على إعادة النظر في إيمانهم بالكامل بسبب انتمائهم للمثلية.
وأضافت أن هذه التدخلات من رجال الدين تحدث في غرف مغلقة إلى حد كبير، وهو ليس شيئًا يتم الحديث عنه علنًا. تعتقد كارلستروم أن هناك ثقافة صمت واسعة الانتشار في هذه السياقات، حيث تؤيد العائلة والكنيسة والبيئة الدينية هذا الصمت.
تأثير محاولات التحول
عندما يتعلق الأمر بمحاولات إجبار المثليين من مجتمع الميم داخل التجمعات المسيحية الحرة في السويد، يتم تشجيع وتوجيه الشخص المثلي على العيش في عزلة جنسية واجتماعية. هناك عدد كبير من الحالات المخفية، ومعظمهم يخضعون لهذه الأوامر ويخافون على حياتهم. يخافون أنه إذا خرجوا بقصتهم الخاصة وطلبوا المساعدة، سيتعرضون لمختلف أنواع الانتهاكات من بيئتهم المسيحية الخاصة في العائلة والكنيسة والأقارب والأصدقاء.
أشار التقرير إلى أن الكثيرين لا يجرؤون على الإبلاغ عن والديهم أو كنائسهم خوفًا من أن ذلك لن يؤدي إلى شيء وسيزيد وضعهم سوءًا. هذا الوضع شبيه بما يحدث في مجتمعات الشرف.
رد الكنيسة الحرة
تواصلت SVT مع الكنيسة الحرة التي كان يونس عضوًا فيها سابقًا. يقولون إنهم لا يعرفون عن هذه القصص أي شيء، ولا عن قصة يونس الموصوفة، لكنهم يعارضون محاولات إجبار شخص على تغيير ميوله الجنسي.
توضيح مصطلح “التحول”
المقصود بمحاولات “التحول” هنا هو الجهود التي تبذلها بعض التجمعات الدينية المسيحية في السويد لجعل الأشخاص من مجتمع الميم (المثليين، مزدوجي الميول الجنسية، المتحولين جنسيًا، وغيرها) يغيرون ميولهم الجنسية أو هوياتهم الجندرية. يشمل ذلك استخدام وسائل نفسية أو جسدية أو اجتماعية لإجبار الشخص على إنكار أو قمع ميوله أو هويته.
موقف الكنائس الحرة
نعم، هناك بعض الكنائس الحرة التي تحاول “علاج” المثليين وجعلهم يتخلون عن مثليتهم من خلال وسائل مختلفة مثل المشاورات الروحية، الصلوات، والعزلة الاجتماعية. على الرغم من أن بعض هذه الكنائس تنفي معرفتها بهذه الممارسات، إلا أن هناك شهادات من أشخاص تعرضوا لها. هذه الكنائس لا زالت تتمسك بالتعاليم المسيحية القديمة في الكتاب المقدس الإنجيل دون مراجعات دينية جديدة تتلائم مع طبيعة المجتمع وتسامح المسيحية، حسب ما وصفه أحد كهنة الكنيسة السويدية.