ثقافة وتاريخ

من هم علويون سوريا .. وما موقف المذهب السني والشيعي من الطائفة العلوية بعد سقوط بشار

العلويون أو العلوية هي طائفة من الديانة الإسلامية والتسمية نسبة للأمام على أبن أبي طالب  ، ورغم ضائلة عدد اتباعها ولكنها انتشرت  بوجود أبناء من الطائفة يحكمون إقليم ودول مثل سوريا حيث يحكمها نظام ينتمي للطائفة العلوية ، والعلوية في الأساس هي نسبة إلى الأمام علي بن أبي طالب وتأييد العلويون لتولّيه  إمامًا بعد وفاة الرسول محمد ﷺ؛





وحول موقف الديانة الإسلامية من العلوية ، فكون العلوية من المفترض جزء من الإسلام إلا إنه ينظر إليها كطائفة تختلف عن المذاهب الإسلامية الأساسية  ، وبشكل عام فمذهب السنة 1.5 مليار  والشيعة 250 مليون نسمة  هم أكبر المذاهب الإسلامية ، وهم ينظرون للطائف العلوية كطائفة وليس مذهب ، 





العلوية تاريخيا هي منشقة من  طائفة مسلمة من الشيعة الجعفرية الاثني عشرية، ولكن تختلف عن بقية الفرق الإثني عشرية بإيمانهم بالأدلة العقلية. ويقدر عدد العلوية في العالم بحوالي 9 إلى 14 مليونًا وفي تقدير أخر غير رسمي يصل عددهم 20 مليون ، يسكن أغلبهم في سوريا وفي الأقاليم السورية الشمالية ولواء الإسكندرون الواقع الآن في تركيا، وبعض الجيوب العراقية وفي لبنان والأردن. وبعض المناطق في وسط اسيا ..وجاليات صغيرة في أوروبا وكندا وأمريكا




العلوية ليس مذهب كون لا فقه واضح لهم مثل السنة والشيعة ، ويضاف إلى ذلك عدم اعتمادهم على نظام المرجعيات الدينية (الذي يعد أساسيا عند من سواهم)، وكذلك وجود القليل جدا من الكتب في الفقه والحديث وعدم وجود كتب في التفسير والعلوم الشرعية لهذه الطائفة. وهي تعتمد بشكل أساسي على الكتب الشيعية.. والقليل من الفقه السني 




  وبسبب  صغر اتباع هذه الطائفة وسريتها فقد توجه إليها زخم كبير من الاتهامات تاريخيا؛ فوصفها بعض الشيعة بالغلو ومن أهل السنة توصف بأنها فرقة تستر عقائد باطنية كفرية. والعلوية اليوم يتواجدون في الجبال الساحلية السورية ويختلفون عن علويي المغرب أو الزيديين في اليمن أو تركيا.




اسم علوي كانت له دلالات كثيرة في التاريخ. فكان يطلق على كل من ناصر علي بن أبي طالب بالتحزب  ووافقهُ وسارَ في نهجه ونهج ذريته  بالخروج عن الولاة  . ثم صار يطلق على ذريته فقط، وأحيانا على من يؤيد حكم ذريته.  





يتجمع معظم العلويين في سلسلة الجبال الممتدة من عكار جنوبًا إلى جبال طوروس شمالًا، ويتوزع بعضهم في ريف حماة وحمص واللاذقية وطرطوس والإسكندرونة وقيليقية في تركيا، إضافة إلى تواجدهم في جبل محسن بطرابلس في لبنان وفي مدينة عانة في العراق.




عرف العلويون بعدة أسماء منها:

العلويون :- وهي التسمية الرسمية المنتشرة للطائفة

النصيريون: نسبة إلى محمد بن نصير، وهي التسمية التي يطلقا السلفيين من أهل السنة ونجدها في كل الكتب التي تحدثت عنهم قبل القرن العشرين.

الفلّاحون: تسمية أخرى لهم في القرن 19، قال بطرس البستاني “النصيرية: جيل من الناس في شماليّ سورية، لهم اعتقاد يخصّهم، يُخفونه عن الناس، ويُسمَوْن بالفلّاحين.




العلويون حاليا في الزمن المعاصر
تعد فكرة فصل الدين عن المجتمع أساسية عند العلويين حيث أنه لا توجد مرجعية دينية عند العلويين وهناك رفض عام لتدخل رجال الدين في المجتمع ويعد العلويين من أكثر الطوائف انفتاحا للمدنية والتحرر من قيود الفكر الديني ، مع انتشار الفكر العلماني واليساري.  




الاختلاف مع   الشيعة
في الأساس لا يعترف المذهب الشيعي بالعلوية كمذهب شيعي فقهي ( إلا بالتقارب السياسي كما خو الحال بين نظام إيران الشيعي وبين نظام الأسد في سوريا العلوي الذي سقط في 8 ديسمبر 2024)، ولكن المذهب العلوي يعتبره امتداد تاريخي للمذهب الشيعي وحليف للمذهب في الصراعات السياسية ، ولكن  تختلف العلوية عن الشيعة في فكرة الأمام المنتظر وسفراءه ولا تؤمن العلوية بفكرة المرجعيات الفقهية التي تعتبر أساس للمذهب الشيعي.





كما  لا تعترف العلوية بمفهوم التقليد وهو الأساس في الفقه الشيعي وتعتبر العلوية أن العقلانية والاختيار بالعقل هو الأساس في الدين  ، بينما يصف العلويون أنفسهم بأنهم امتداد للشيعة  ،ويتفق العلويون مع الشيعة عامة بالرواية التاريخية لمرحلة الرسول وما بعد الرسول ولكنهم يختلفون بالنظريات الدينية والتفاسير القرآنية  .. بجانب أن المذهب الشيعي مفتوح للتعليم والنشر والاجتهاد للجميع ويتم التبشير به فإن العلوية مغلقة على نفسها ولا تسعى لنشر التعاليم وتعمل في سرية بين اتباعها




الاختلاف مع السنة
الخلاف بين  المذهب السني والطائفة العلوية يعتبر كبير وصادم  عقائدياً وفقهياً ، بينما تاريخيا هو نفس الخلاف بين السنة والشيعة حول الولاية والخلافة بعد وفاة الرسول ﷺ … وحول الفقه فلا يوجد أي ترابط بين المذاهب السنية الأربعة والطائفة العلوية . .. ولكن يتم النظر للطائفة العلوية بمنظور تكفيري من قبل العديد من رجال الدين من المذهب السني ومن السلفية في المذهب السني ، بينما يتم النظر إليها كــ امتداد للمذهب الشيعي من خلال المؤسسات الدينية الرسمية للمذهب السني.




وبشكل رسمي  قد صدرت فتاوٍ من الأزهر الشريف “السُنة” –  ومرجعيات قم والنجف الشيعية بكون العلويين طائفة إسلامية يحرم تكفيرها ويتم التعامل معهم على ظاهر ما هو معلن من الطائفة العلوية بكونهم يؤمنون بالله الواحد ومحمد رسول الله ، بينما تميل السلفية “السُنية” لاعتبار العلوين خارجين عن العقيدة الإسلامية وتصل لحد التكفير لدى السلفيين الجهاديين .





يتصف المذهب العلوي  عموما بالغموض ،  لذا لا توجد جهة أو رجال دين يعملون على شرح أو نشر المذهب والتبشير به والاجتهاد في الأحكام  الشرعية  ، وليس لديهم كتب رصينة في الفقه والتفسير  .وإنما يقوم مجموعة من الرجال على حفظ الأدبيات العلوية وممارسة طقوس دينية خاصة متوارثة .. مع مشاركة المسلمين في المناسبات الدينية الأساسية   



العلويين في سوريا:

بشكل عام لم تعرف العلوية إلا بفضل وصول حافظ الأسد ومن بعد ابنه بشار الأسد ، وغير ذلك فهي موجودة ولكن لا صدى لها في المجتمع العربي أو الإسلامي بشكل عام ، وحاليا وبعد سقوط بشار الأسد،   يثار التساؤل حول مصير الطائفة العلوية في مرحلة ما بعد الأسد. هناك مخاوف من أعمال انتقامية أو تهميش سياسي، مما يجعل مستقبل العلويين في سوريا موضوعًا حساسًا ومعقدًا.





فالعلويين يمثلون مايقارب 10 بالمائة من تعداد شعب سوريا وعائلة الأسد تنحدر من عشيرة الكلبية، إحدى العشائر الرئيسية الأربع في الطائفة العلوية. والده، حافظ الأسد، الذي حكم سوريا من عام 1971 حتى وفاته في عام 2000، استغل انتماءه العلوي لتعزيز سلطته، حيث اعتمد على أبناء طائفته لتولي مناصب قيادية في الجيش والأجهزة الأمنية، مما ساهم في تعزيز نفوذه وسيطرته على البلاد.




 وعلى الرغم من أصوله العلوية، لا توجد معلومات موثوقة تشير إلى مدى التزام بشار الأسد أو والده حافظ بالطقوس الدينية العلوية. كقادة سياسيين، ركزوا بشكل أكبر على القضايا الوطنية والسياسية، مع الحفاظ على هوية علمانية للدولة السورية، مما أدى إلى تقليل التركيز على الممارسات الدينية الشخصية في المجال العام.




من المهم الإشارة إلى أن استخدام الطائفة العلوية كقاعدة دعم سياسي لا يعني بالضرورة التزامًا دينيًا صارمًا بالطقوس العلوية من قبل عائلة الأسد. بل كان الانتماء الطائفي وسيلة لتعزيز التحالفات وضمان الولاء داخل هيكل السلطة في سوريا. وبعد سقوط عائلة الأسد العلوية في سوريا من المتوقع أن تعود طائفة العلويين للانغلاق على نفسها والخروج نهائيا من المشهد الديني والسياسي في سوريا ، حيث ان سوريا تعتبر بلداً عربيا سنياً ملتزم بالمذهب السني .



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى