الطفل عادل توفي بسبب ضعف المدرسة وإهمال البلدية وسلبية الإسعاف في بلدية يوتبوري
نقل التلفزيون السويدي قصة وفاة الطفل عادل، الذي يبلغ من العمر ثماني سنوات. كان عادل مليئًا بالحيوية والمرح، محبًا للتسلق، سواء على الأشجار أو الأسطح. في يوم عادي خلال استراحة الغداء في مدرسته Sjumilaskolan بمنطقة بيسكوفسغوردن في مدينة يوتبوري غرب السويد، وبينما كان عادل يلعب في ساحة المدرسة، سقط من صخرة شاهقة الارتفاع وارتطم رأسه بقوة على الأسفلت الصلب. استغرقت سيارة الإسعاف ساعة للوصول، ولكن الأوان كان قد فات. نُقل إلى المستشفى، حيث لم يتمكن الأطباء من إنقاذ حياته، وتوفي عادل أمام عائلته.
تحقيق ومسؤوليات قانونية
في مايو 2024، فتح الادعاء العام السويدي تحقيقًا ورُفعت قضية ضد مديرة المدرسة بتهمة الإهمال في توفير بيئة آمنة للطلاب والتسبب في وفاة عادل. كما طالب الادعاء العام بتغريم بلدية يوتبوري، المسؤولة عن المدرسة.
الحكم صدر هذا الأسبوع، وأسفر عن تبرئة مديرة المدرسة من التهم الموجهة إليها،حيث تم أعتبار أن المدرسة ضعيفة في قدرتها على إحداث تغيير في بيئة المدرسة الطبيعية، ولكن البلدية هي المسؤولة ولذلك تم تغريم بلدية يوتبوري بمبلغ 1.2 مليون كرون سويدي.
بحسب الادعاء، كان هناك سجل طويل من المشاكل المرتبطة بتسلق الأطفال للصخرة دون اتخاذ تدابير كافية لمنع الحوادث. وقال المدعي العام مارتن إلوفسون : “وفقًا لقوانين بيئة العمل، فإن المسؤولية تقع على صاحب العمل، وهي البلدية التي تعلم بهذه الصخرة كبيئة تضاريس ولم تتخذ تدابير لمعالجة المشكلة وليست المدرسة والمديرة . التحقيقات أثبتت أن المديرة اتخذت الإجراءات اللازمة لمنع وقوع الحوادث أو الإصابات.”
وأضافت المحكمة: “لا يوجد دليل على أن المديرة كانت على علم بأن الأطفال كانوا يتسلقون الصخرة بشكل متكرر، على الرغم من وجود سياج وسلالم وحضور مراقبي الفسحة. لذا لا يمكن تحميلها المسؤولية عن الإهمال.”
نقد لتعامل الإسعاف
رغم ذلك، اعتبرت المحكمة أن البلدية تصرفت بإهمال في توفير بيئة آمنة للأطفال، مما أدى إلى فرض الغرامة. كما وُجهت انتقادات شديدة لخدمات الإسعاف بسبب تعاملها السلبي مع الحالة. حاولت نائبة المديرة شرح الموقف للممرضة على الهاتف، لكنها قوبلت برد ينصح الأم بنقل ابنها إلى مركز صحي بدلاً من إرسال سيارة إسعاف.
طرحت تساؤلات حول كيفية فشل المدرسة والإسعاف في توفير وسيلة لنقل الطفل لمدة ساعة كاملة بعد إصابته.
حالة العائلة بعد الحادث
وصف الجيران حالة والدة عادل، وفاء، بأنها “في حالة نفسية سيئة للغاية” . في لقاء مع التلفزيون السويدي، تحدثت الأم عن ابنها بعيون مليئة بالذكريات، قائلة:
“كان عادل طفلاً مرحًا وحالمًا. كان يحلم بأن يصبح يوتيوبر مشهورًا.”
تزور وفاء قبر ابنها كل يوم جمعة، مسترجعة ضحكته التي اعتادت سماعها في مقاطع الفيديو التي كان يصورها بنفسه.
“أحب أن أشاهد مقاطع الفيديو الخاصة به فقط لأسمع ضحكته. يقول لي الأصدقاء والعائلة إن هذا ليس صحيًا، لكن لا أستطيع أن أتوقف.”
رغم القرار القضائي، تبقى ذكرى عادل حية في قلوب عائلته وأحبائه، لتكون **تذكيرًا مؤلمًا بضرورة الاهتمام بسلامة الأطفال في كل مكان. الحادثة ألقت الضوء على أهمية المساءلة والشفافية لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي.