الصخب السياسي حول الهجرة والمهاجرين.. يزيد العنف والكراهية ضد المهاجرين في السويد
أعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة مالمو، أندش هيلستروماد ، أن المجتمع السويدي يشهد صخب متزايد حول الهجرة والمهاجرين باعتبارهم “مشكلة” لكل مشاكل المجتمع والاقتصاد والأمن في السويد . وظهر ذلك في المناظرات والخطابات السياسية والأخبار والتقارير الإعلامية وانتقل الآن للمدارس والمنازل وأماكن العمل .
وأضاف أستاذ العلوم السياسية في جامعة مالمو، أندش هيلستروماد أن السياسيون السويديين أصبحوا على اختلاف توجهاتهم السياسية يعتبرون المهاجرين “أزمة حقيقية” في السويد. مما سيؤدي لزيادة الكراهية والعنف ضد المهاجرين خصوصاً مع تولي حكومة يمينية قيادة السويد؟
تصريحات أندش هيلستروماد جاءت من خلال تصريحات نقلتها صحيفة ” سيد سفينسكان ” ،حول مقترحات الحكومة بشأن سياسات ترحيل المهاجرين، إذ رأى “أندش هيلستروماد ” أن مسئولية الاعتداءات والكراهية والتمييز التي تحدث ضد المهاجرين في السويد ، على سبيل المثال في سوق العمل أو السكن أو بالمتاجر .. هي نتيجة تأثير الخطاب السياسي والإعلامي ضد المهاجرين و لا يمكن إغفال هذا .
وأوضح أندش هيلستروماد على أهمية ما يقوله السياسي وتأثير ما يقوله على المواطنين والمجتمع ككل … فالسياسي مدعوم من ملايين الناخبين، وهو لا يمثل نفسه فقط . وبالتالي هو مؤثر في المجتمع ، وعندما يتحدث أغلب السياسيين في السويد بشكل سلبي على المهاجرين فهم يقولون لمؤيديهم .. وللمجتمع … أنظروا هؤلاء المهاجرين سلبيين وسبب مشاكلكم !.
وقال أندش هيلستروماد إن اقتراحات الحكومة الحالية المدعومة من حزب سفاريا ديمقراطنا (SD)، هي سياسة متشددة وسلبية بشأن قضية الهجرة . مثل وجود مصطلح لــ “ترحيل الأجانب إذا كان سلوكهم سيئاً ولا يتوافق مع القيم السويدية ” – مشيرا إلى أن هذه العبارة توحي بأن على جميع من يقيمون في السويد التصرف بطريقة “سويدية” وإلا فعليهم أن يرحلوا هم وابنائهم إذا فشلوا في ذلك… وهذا يعتبر أمر “مقيت” وغير ديمقراطي .. وكأننا في معسكر اعتقال … كما من غير المعروف ما هو السلوك السويدي المقصود ؟
وأضاف ” أندش هيلستروماد ” إن عبارة “السلوك السيئ ” مبهمة وغير دقيقة ولا محددة وتحمل عدة تفسيرات. وتجعل المجتمع ينظر أن الشخص الأخر لو كان مختلف في الاسم أو الشكل واللون أو في العادات والتقاليد فهو بذلك شخص ذو سلوك سيء غير سويدي!! ، من الممكن أن شخص سويدي ما يشعر أن جاره الذي اسمه “محمد” ربما ينطبق عليه الوصف باعتبار أسلوب حياته مختلفا لمجرد أن اسمه محمد وزوجته وبناته محجبين ؟.
وحذر أندش هيلستروماد من إمكانية اتخاذ مثل تلك العبارات كمبرر للعنف والكراهية وتتبع المهاجرين ومراقبتهم لاحقاً ،،
وطالب هيلستروم السياسيين بتحري الدقة عند اختيار الكلمات لتكون صورة المهاجرين للمجتمع واضحة ومحايدة – و ليست سوداء أو بيضاء ، واختتم حديثه بأنه يرى أن الحكومات على اختلاف توجهاتها وانتماءها، يسارية أو يمينية، فشلت في منع العنصرية والتمييز وفي دمج المهاجرين بالمجتمع ووقف الخطاب السياسي الغير متوازن تجاه الهجرة والمهاجرين.