مجتمع

الصحافة السويدية: السويد مريضة تماماً في الوقت الحالي .. ما يحدث في السويد “جنون”

5 فبراير 2025 🕗

  فريدريك سيوشولت صحيفة أكسبريسن :  السويد تشهد سلسلة من الأحداث الدامية التي لم يسبق لها مثيل. 

🔴 موجة تفجيرات وإطلاق نار وقتل ضخمة تهز البلاد.
🔴 اغتيال قريب لزعيم إحدى العصابات في وضح النهار.
🔴 إعدام سالوان موميكا، الذي أحرق المصحف، في منزله.
🔴 أكبر مجزرة مدرسية في تاريخ السويد ومصرع 10 أبرياء.

كل هذا يحدث في آنٍ واحد، وكأن العنف قد أصبح لغة الحياة اليومية هنا في السويد. السؤال الذي يطرح نفسه: كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟ وما الذي يحدث عندما تتغلغل قوى الشر في مجتمعنا؟  الملكة سيلفيا تلخص المأساة بجملة واحدة:
“أين ذهبت السويد الجميلة؟”




 

تصاعد العنف… والأحداث تتسارع!

في الأسبوع الماضي، كنت في كوبنهاغن أتابع محاكمات ما يُعرف بـ”الأطفال الجنود السويديين”، الذين جرى تصديرهم من السويد واحة العنف الاسكندنافي للقيام بأعمال إرهابية في الجارة النرويجية . كان الشعور غريبًا؛ ففي آخر مرة كنت هنا في الدنمارك، اجتمع وزيرا العدل السويدي والدنماركي للبحث عن حلول، لكن يبدو أن لا حلول .. و ذاكرة العنف تتلاشى بسرعة أمام الأحداث المتلاحقة.



في الوقت الذي كنت فيه في الدنمارك، كانت السويد لا تزال تعاني من موجة تفجيرات مرتبطة بصراع عصابة “فوكس تروت – الثعلب الكردي “، لكن بالكاد هبطت طائرتي حتى بدأت الأمور في التفاقم. حيث تم الإعلان عن اغتيال عمّ “راوا ماجد” في منطقة هوسبي بالعاصمة ستوكهولم  كان مؤشرًا جديدًا على تصعيد لا مثيل له.




  ثم في صباح الجمعة، استيقظنا على خبر مروع: اغتيال سالوان موميكا في منزله بسودرترليا!
عملية إعدام بدم بارد، يبدو أن دوافعها مرتبطة بتيارات إسلامية متطرفة. وفي كوبنهاغن، أثناء انتظاري لجلسة محاكمة طفل سويدي متهم بإلقاء قنابل يدوية على السفارة الإسرائيلية في الدنمارك، وجريمة قتل عصابية في مالمو، التفتت إليّ زميلة دنماركية وسألتني بقلق:



“ما الذي يحدث في السويد؟ هذا جنون بحق الجحيم!”

هذه الكلمات ظلت تتردد في ذهني عند عودتي، ولم يمر سوى أسبوع حتى زادت الأوضاع سوءًا.

أسوأ مجزرة مدرسية في تاريخ السويد!

مع صباح الأربعاء، ظهر اسم جديد على الساحة: “ريتشارد أندرسون”، الرجل الذي سيدخل التاريخ بكونه أسوأ قاتل جماعي في السويد.  هذا الرجل جاء لكي يزيد البلاء في السويد  وتحقيقاتنا الأولية كشفت أن هذا الرجل  شخصية غامضة:




🔹 لم يدفع الضرائب – ولكنه لديه تصريح حمل السلاح!
🔹 ليس لديه سجل إجرامي – ولكنه متدرب على استخدام السلاح
🔹 لم يترك أثرًا في المجتمع – فهو منعزل غامض عاطل 

عندما تواصلنا مع أحد أقاربه ووالده ، وصفه بأنه شخص لا قيمة له منعزل،  يمضي لياليه أمام التلفاز، وكأنه غير موجود.  في أرشيف المدرسة التي درس فيها هذا الرجل، ظهر وجهه لأول مرة:
📍 في الصف السابع: يحدّق مباشرة في الكاميرا، مرتديًا قميصًا رياضيًا.
📍 في الصف الثامن: يشيح بنظره بعيدًا مثل بعض زملائه.
📍 في صورة التخرج: لم يكن موجودًا ولم يحضر!!!. اختفى تمامًا عن الأنظار، حتى لا نجد أصدقاء أقرباء يتحدثون لنا من هو هذا المجنون .. حتى جيرانه يقولون لا نعرفه .. ليظهر في المشهد الأخير كأخطر سفاح شهدته السويد في تاريخها الحديث!



🚨 لكن لماذا؟ ما الذي دفعه لقتل عشرة أشخاص بدم بارد؟

الشرطة السويدية لم تكشف عن دوافعه حتى الآن، لكنها تحذر من انتشار الشائعات، حيث يتم حاليًا تفريغ بيانات هاتفه وحاسوبه. قد تكشف هذه التحليلات الكثير عن دوافعه، وربما نجد أنفسنا أمام مزيج من الاضطرابات النفسية والتطرف الفكري.




السويد… إلى أين؟

في ظل هذا المناخ المتوتر، يبدو أن المجتمع السويدي يمر بتحول خطير. في حديث إذاعي، تساءل الإعلامي غونار بولين عما إذا كان سيختار البقاء في السويد لو علم مسبقًا بما سيحدث في السويد حالياً ..ليقول لا  بالطبع .,. يحدثني أصدقاء من سويسرا عن ماذا يوجد في السويد واحة الجمال ماذا حل فيها .. الكل يسأل ماهذه الروح الشريرة التي تحتضن السويد ؟

وفي نفس اليوم، سمعت الملكة سيلفيا تقول كلمات أثرت فيّ بشدة: سؤال يختصر كل شيء! 💔

“أين ذهبت السويد الجميلة؟” .. لم تعد السويد كما كانت !




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى