السويد: سحب رخصة طبيب أسنان استهدف الناطقين بالعربية واقتلع عشرات الأسنان بالخطأ!
كشف تقرير نشره راديو السويد عن قيام مفتشية الصحة السويدية بسحب رخصة مزاولة المهنة من طبيب أسنان في يوتيبوري، غرب السويد، بعد أن ثبت تورطه في ممارسات طبية خاطئة على مدى سنوات. الطبيب أجرى عمليات خلع عشرات الأسنان من مرضاه دون وجود مبررات طبية واضحة، ما تسبب في آلام ومشاكل طويلة الأمد لصحة الفم لدى العديد من المرضى.
استهداف المرضى من خلفيات أجنبية
بحسب التحقيقات، استهدفت العيادة المرضى من ذوي الخلفيات الأجنبية بشكل خاص، حيث وظفت موظفين ناطقين بالعربية للتواصل مع هذه الفئة. وأجرت عمليات خلع وزراعة أسنان بشكل مفرط أثار انتباه هيئة التفتيش عن الرعاية الصحية **(IVO)** التي راجعت ممارسات الطبيب عدة مرات.
الطبيب برر ممارساته بالقول إن معظم مرضاه قدموا من مناطق حروب ويعانون من احتياجات طبية غير اعتيادية، مما يبرر النمط المختلف لعلاجاته. إلا أن هيئة IVO اعتبرت مبرراته غير مقنعة، ووجدت أن العلاجات تمت دون أسباب طبية واضحة وبطريقة خاطئة. وأكد الطبيب أنه يشعر بأن الهيئة قدمت تقييمًا “منحازًا للغاية”، وأعلن عن نيته الاعتراض على قرار سحب الرخصة.
شهادات المرضى: معاناة جسدية ونفسية
سامي ، أحد المرضى المتضررين، تحدث عن تجربته المؤلمة قائلاً:
“تم خلع 18 سنًا من فمي في جلسة واحدة. بقيت أبكي لمدة أسبوعين في غرفتي بسبب الألم والنزيف المستمر. لم أكن أستطيع رؤية أطفالي أو زوجتي لأنني لم أردهم أن يروني بهذا الشكل.”*
وأضاف أنه اضطر لوضع بديل للأسنان على الجرح لإظهار الأمور بمظهر طبيعي أمام عائلته، رغم الألم الشديد الذي كان يعانيه.
استغلال دعم التأمين الصحي
أوضحت لين سكيرفيك ، المسؤولة في مصلحة التأمينات الاجتماعية، أن العلاجات التي أجراها الطبيب كانت مكلفة جدًا، وغالبًا ما تجاوزت الحدود التي تستوجب تغطية التأمين الحكومي. وأشارت إلى أن العيادة قامت بعلاجات غير مبررة طبيًا، مما يشير إلى استغلال دعم التأمين الصحي.
تقييم الجهات الرقابية
من جهتها، أكدت ماريو أوبيري ، رئيسة قسم في **هيئة التفتيش عن الرعاية الصحية (IVO)**، أن العيادة أظهرت نمطًا علاجيًا مختلفًا بشكل كبير عن المعتاد. وأضافت أن هناك مؤشرات على أن الهدف كان استغلال دعم التأمين الصحي بدلًا من تقديم خدمات طبية سليمة.
قرار سحب الرخصة
في خطوة أخيرة، قررت هيئة IVO سحب رخصة مزاولة المهنة من الطبيب بعد مراجعات متكررة للممارسات غير القانونية التي قام بها. ولا تزال التحقيقات مستمرة لتحديد مدى الأضرار التي لحقت بالمرضى وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
