
السويد.. تدفع الثمن ..هجرة غير مدروسة وارتفاع لمعدلات البطالة وتراجع في الرفاهية ..
أشار موقع «جيتستون انستتيوت» وهو مركز أبحاث يميني متشدد وله بحوث وتقارير متطرفة – أن السويد تُعدّ مثالًا بارزًا على الثمن الذي تدفعه بعض الدول بسبب استقبالها غير المدروس لأعداد كبيرة من المهاجرين لا تناسب احتياجاتها ولا تناسب إمكانياتها وقدراتها ..
ولكن في ظل أزمة مثل انتشار فيروس كورونا ، نرى أن المهاجرين من الجيل الأول والثاني في الصفوف الأولى في قطاع الرعاية الصحية .فــ إلى أي مدي يمكن أن يكون التقرير ذات مصداقية ..هذا ما نشرته صحيفة أكسبريسين ، علما أن التقرير صدر منذ 6 شهور تقريبا من الآن
وبحسب مقال لـ«غوديث بيرغمان»، تظهر أرقام جديدة من المكتب الإحصائي للاتحاد الأوروبي «يوروستات»، أن البطالة في السويد في ارتفاع… ومنظومة الخدمات الصحية والتعليمية والمواصلات تتحمل ضغط كبير .
وتابعت الكاتبة – وفقًا لـ«يوروستات»-: لقد بلغ معدل البطالة في السويد 7.4% في شهر أغسطس، بينما كان المعدل في الاتحاد الأوروبي عمومًا لشهر أغسطس 6.2%، وهذا يشير أن السويد التي كانت مثال مزدهر لسوق العمل والتشغيل ، أصبحت اقل نسبة من المتوسط الأوروبي …..
وبحسب تصنيف البطالة في البلدان التي يغطيها «يوروستات»، فهذا يجعل السويد في المرتبة 24 من أصل 28. أي أن السويد تتجه لأخر اربع مراكز في القائمة ، بعد أن كانت متصدرة في المراكز الأولى للقائمة .
كما أن التقرير الأخير للجريمة في أوروبا جعل السويد الأولى أوروبيا في حوادث إطلاق النار خلال عام واحد مقارنتا بنسبة عدد الحوادث لعدد المواطنين
» الأسباب الرئيسية
وأضافت بيرغمان: وفقًا لصحيفة «إكسبريسن» السويدية اليومية، فإن أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع معدل البطالة في السويد هو العدد الكبير من المهاجرين الذين استقبلتهم البلاد. دون تخطيط كيف سيتم إسكانهم وتعليمهم وتأهيلهم لسوق عمل متطور ، وتوفير فرص عمل مناسبة لهم ؟
وأردفت: حتى نهاية 2020 سخر وزير العدل والهجرة السويدي مورغان جوهانسون، من أولئك الذين كانوا قلقين من أن الهجرة ستؤدي إلى بطالة جماعية، لكنه لا يستطيع أن يسخر من أحد الآن. فالمهاجرين في بطالة والسويديين أيضا بدأءو يعانون من البطالة ؟… ولكن هل يأخذ التقرير في الحسبان ما وصل إليه الوضع في عدد البطالة بسبب انتشار فيروس كورونا ..
ومضت تقول: في عام 2013، قال الزعيم الاشتراكي الديموقراطي ستيفان لوفن، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء سابقا ، و منذ عام 2014، إنه يضمن أنه بحلول 2020 سيكون بالسويد أدنى معدل بطالة في الاتحاد الأوروبي، ثم سحب وعده لاحقا في 2020 ..قائلا أن هذا الهدف ليس في أولويات حكومته حاليا ..! ومن الواضح أن هذا ليس على وشك الحدوث الآن أو في المستقبل في حكومة ماجدلينا اندرشون …ولن يحدث وفقا للمعطيات الحالية ، فالسويد تتجه لسنوت عصيبة فيما يتعلق بسوق العمل
ولفتت الكاتبة إلى أن التدفق الكبير للمهاجرين الذين ليست لديهم المهارات التعليمية أو اللغوية للعمل في الاقتصاد السويدي لم يساعد في تحقيق أدنى معدل بطالة في الاتحاد الأوروبي…. السوق السويد أصبح يستهدف نخب عمالية عالية المهارة ، وهذا قد لا يتوفر في المهاجرين ذات التخصصات العملية والمهنية التقليدية ، ومن الصعب تأهيل المهاجرين بسبب ضعف اللغة ، وأعمارهم ، وطول الوقت لذلك ..،
ولكن قد لا تنظر الكاتبة إلى أن قطاعات السويد مليئة بالجيل الثاني من أو أبناء المهاجرين ,, وهم من في الصفوف الأولى لسوق العمل ، كما أن 80 بالمائة من قطاع الخدمات والمطاعم والمقاهي في السويد يعود للسويديين من أصول مهاجرة ، و35 بالمائة من الشركات السويدية يملكها سويدية من أصول مهاجرة ” أي مولدين خارج السويد”
» أزمة الهجرة
ومضت بيرغمان تقول: وفقًا لتقرير صدر حديثًا عن صحيفة «افتونبلاديت» السويدية اليومية في ديسمبر 2021 ، ففي 2015، خلال أزمة الهجرة الأوروبية، وصل في عاماً واحد ما يقرب من 163 ألف مهاجر إلى السويد طلبًا للجوء، وبشكل أساسي من سوريا أولا ، ثم أفغانستان والعراق.
وبحسب الصحيفة السويدية، فمن بين هؤلاء حصل 90 ألفًا على تصريح إقامة، ومن بين حوالي 49 ألفًا قادرين على العمل حيث المتبقي أطفال وكبار عمر ، يعيش 4574 فقط على أجورهم من العمل، بينما يعيش 18405 أشخاص على مخصصات الرعاية الاجتماعية التي تقدّمها البلديات، بينما ينفق 19970 شخصًا من أموال منح دراسية. وهذه الأرقام في زيادة لوجود مجموعات أخرى من اللاجئين دخلت السويد في السنوات اللاحقة
وقال الخبير الاقتصادي والأستاذ بير لوندبورغ لـ«أفتونبلاديت»: السويد واحدة من أكثر الدول ذات التقنية العالية في العالم، وبالتالي فإن الفجوة المعرفية كبيرة للغاية بالنسبة للعديد من المهاجرين اللاجئين الذين يأتون إلى هنا. وأشارت كاتبة المقال إلى أن مخصصات الرعاية الاجتماعية التي تقدم للمهاجرين تسببت في عجز كبير في ميزانيات البلديات وتقليص خدمات الرفاه الاجتماعي لمواطنيها.
» عجز الميزانية
وتابعت: وفقًا لتقرير صادر عن الجمعية السويدية للسلطات المحلية والأقاليم، فإن ربع البلديات وثلث المناطق كان لديها عجز في الميزانية في 2018، 2020 وهناك 110 بلديات على الأقل تتوقع عجزًا هذا العام.
ونوّهت الكاتبة إلى أن بلدية «يستاد» في جنوب السويد التي كانت تقدّم وجبات ساخنة وخدمات التنظيف لكبار السن، اضطرت لتوفير المال التوقف عن تقديم تلك الوجبات، حيث سيضطر المسنون بدلًا من ذلك إلى الحصول على وجبات جاهزة من المتجر، وقصر خدمات التنظيف على مرة واحدة كل 3 أسابيع.
كما بدأت المستشفيات السويدية في تسريح الأطباء والممرضات لديها لضغط النفقات ، وهذا الأمر حدث لمكتب العمل الذي انهي اكثر من ثلث عقود العمل لموظفيه واغلق 130 مكتب من فروعه ، بل وتم تقليص ميزانية الأنشطة الرياضية ، وميزانيات الصحة ..وضغط برامج التقاعد …
واضطرت العديد من المدارس السويدية لإنهاء عقود المعلمين بالعقود السنوية لعدم توفر ميزانية بالبلديات ، كما قلصت البلديات من خدمات الرعاية والسامة للطرق في فصل الشتاء وإزالة الثلوج لضغط النفقات …هذا غير الكلفة الاجتماعية لصعود أصوات المتطرفين العنصريين وجذب أصوات الناخبين ، وارتفاع معدل الجريمة الذي يثير جدل بين أسبابه الهجرة والأجانب .
ووفقًا لـ«أفتونبلاديت»، أعلنت بلدية «موتالا» أنها ستخفض الحرارة في المباني التي تديرها المدينة، بما في ذلك دور المسنين، لتوفير المال، وقالت البلدية: «سنعتني بالمسنين، ولن نتركهم يتجمّدون.. سنوفر لهم بطانيات»، كما تخطط البلدية لاستبدال الوجبات الساخنة للمسنين بوجبات ميكرويف جاهزة.
ولذلك قد تكون الحكومة السويدية اكتشفت إنها ربما تحتاج للمهاجرين لمستقبل السويد ولكن لا يمكنها استقبال الكثير منهم ، كون إنها لا تمتلك القدرة لذلك ، ولديها قواعد اجتماعية واقتصادية يجب المحافظة عليها .