السوري الذي حصل على قلب جديد في السويد ” الإنسانية التي وجدتها في السويد لا توصف. “
قد يختلف الكثير حول مفهوم حرق القرآن في السويد وسياسية الكراهية التي تنتشر مع حكومة مدعومة من يمين متطرف ، ولكن لا يمكن الاختلاف حول أن السويد قدمت للمهاجر ما لم يحمل في أن يحصل على جزء منه في بلده من رعاية ودعم .
زفي ظل الانتقادات التي قد تتعرض لها السويد بسبب الأزمات المتلاحقة، لا يمكن أن يتم تجاهل إنسانية السويد في توفير مستوى رائع من الخدمات والدعم والرعاية للأصول المهاجرة.. هذه الخدمات والدعم قد يكون من المستحيل أن تحصل على 1% منه في الكثير من بلدان المهاجرين …
دخل الياس عطالله من سوريا المستشفى في السويد بعد وصوله وتقديم طلب لجوء. عندها بدأت رحلته مع العلاج من مشاكل قلبية مزمنة حيث قام الأطباء بزرع قلب اصطناعي له والعناية به حتى وجدوا متبرعاً بقلب طبيعي لتجرى له العملية بنجاح بعد سنوات من الرعاية الصحية المستمرة. عندها بدأت رحلة الياس الجديدة في السويد حيث يحاول تأسيس شركة للعمل في مهنته التي زاولها طوال 40 عاماً في سوريا.
أخبرنا عن قصتك كيف بدأت؟
– وصلت السويد في 2015 وكنت مريض قلب ولا يمكن لي الحياة إلا بتغيير القلب ، دخلت المشفى وعملوا معي تحقيق وساعدني الأطباء في تسريع الحصول على الإقامة لأنه لا يمكنهم إجراء عملية لي حتى يكون لدي إقامة,
ولكني حالتي تدهورت ووصلن لمرحلة سيئة جداً حيث توقفت الكلى وعانيت من التهابات شديدة ليس لها علاج، وصلت لمرحلة الموت ,
ولكن جهود الأطباء في السويد والخضوع لعمليات وعلاجات حديثة ساعدتني وبدأت بالتحسن قليلاً وبـ 2/2/2016 حصلت على قلب من متبرع حقيقي وأجريت العملية وكانت ناجحة ، ولكن بعد العملية صار كان لدي التهابات عانيت منها 6 سنوات حتى عام 2022 وكل عام كنت أدخل المشفى 3 أشهر وفي كل أسبوع أعمل عمليتين بتخدير كامل.
-عمليات كل أسبوع بخصوص ماذا؟
بسبب الالتهابات، كان هناك توقع بأن هناك التهاب حادة في منطقة القفص الصدري ، وبـ عام 2022 قرروا يستأصلوا الأضلاع التي فيها الالتهاب، والسبب هو وجود قطعة بلاستيك على أحد الأضلاع وهي سبب الالتهاب. وهذا سبب لي تأخر كبير فيما يتعلق بالعمل واللغة والدراسة، وهذا منعني من دخول المدرسة والعمل بأي شيء واستطيع أن أقول بكل صدق . إن الإنسانية التي وجدتها في السويد وفي المشفى لا توصف.
بعد الوصول إلى عام 2022 ماذا تغير؟
حسيت أنني رجعت إلى الحياة بعد أخر عملية واستئصال الاضلاع الملتهبة ، وفكرت إنه يجب أن أبدأ من الصفر، قررت أن أنشئ شركة رخام وهي عملي منذ 40 عاماً في سوريا وهذا العمل أحبه جداً، اختصاصي مطابخ وشواهد القبور وكل ما يتعلق بديكورات المنازل كالنحت والزخارف والبحرات.
ما خطتك لإنشاء هذه الشركة؟
أن أنجح بالعمل الذي أحبه ولدي القدرة لكي أنجح به. والشيء الأهم هو رد شيء بسيط لهذا البلد التي قدمت لي كل شيء بدون أي مقابل. لقد أتيت إلى هنا دخلوني إلى المشفى وصرفوا الملايين لذلك من واجبي تقديم شيء يجب أن أعمل وأدفع ضرائب وهذه الضرائب قد تعالج ناس هم دفعوا ضرائب كي أتعالج أنا. بلد قدم لي الكثير وسوف أحاور رد جزء لهذا البلد.
ما الذي جعلك تحاول أن تكمل وألا تستسلم، وقررت فتح شركة وأنت عمرك 55 عام.
أي حياة بدون هدف لا معنى له، والانسان يجب لتحقيق هدفه، والعمل جزء مهم جداً في الحياة، وهذا أعطاني قوة وجعلني أقاوم البكتريا وأتعافى وأرجع للحياة، أنا حياتي لم تنتهي بعد.
الياس عطالله في مصنع الرخام الذي أسس بعد شفائه من مشاكله في القلب
بماذا تنصح الناس الذي بعمر الشباب والذين قدموا إلى هذه البلد ويشعرون بالضغط والإحباط وبأنهم لا يستطيعون عمل شيء واللغة صعبة وقد تركوا كل شيء ببلادهم وقدموا للعيش هنا؟
قلت لك بأنه بسبب ظروفي الصحية لم أستطع تعلم اللغة ولا أعرف شيئاً عن قوانين السويد سوى بعض المعلومات جمعتها من الناس وأصدقائي الذين يملكون شركات. وهذا الشيء لم يعمل لي عثرة وبالنتيجة أي شيء نحتاجه هناك أناس مختصة تساعد مقابل مبلغ مالي، ومن الممكن أن تساعدني الناس بدون مقابل. أتشكر كل إنسان عمل ودفع ضريبة للسويد لأنه سبب بعلاجي، وسبب بإعادتي إلى الحياة.
وأشجع كل شخص على العمل ودفع الضريبة لأنه هو بالنهاية يدفع لنفسه وليس لأشخاص آخرين. بلد أمنت لك كل شيء وتستطيع العيش فيها ب 10000 أو 100000 كرونة وأنت تختار الحياة التي تريدها. الانسان قادر على اسعاد نفسه وقادر على إعطاء القوة لنفسه وقادر على إكمال طريقه مهما كان هناك معوقات، لا يوجد طريق سهل ولا يوجد هدف يمكن الوصول إليه بسهولة.
شكراً.
شكراً لكم ولاهتمامكم.