السوريين في السويد.. سقوط النظام لا يعني عودتنا لسوريا! لسنا لاجئين نحن جزء من السويد
مع سقوط نظام بشار الأسد، الذي كان لعقود رمزًا للاضطهاد والقمع، يثار سؤال كبير حول مستقبل السوريين المقيمين في السويد ودول أوروبا الأخرى. كثيرون يتساءلون: “إذا كان اللاجئون قد هربوا من بطش النظام، فلماذا لا يعودون الآن بعد سقوطه؟” ولكن الجواب بالنسبة للعديد من السوريين واضح: حياتنا أصبحت هنا، والعودة ليست خيارًا واقعيًا.
من اللجوء إلى الهجرة: حياة جديدة في السويد
السوريون الذين وصلوا إلى السويد خلال السنوات الماضية هربوا من جحيم الحرب والاضطهاد، لكن سنوات اللجوء الطويلة حولت وجودهم في السويد إلى هجرة دائمة. يتحدث كثيرون منهم عن كيف تغيرت حياتهم جذريًا خلال تلك السنوات:
يقول معظم السوريين في السويد ، انهم تعلموا اللغة السويدية واندمجوا في المجتمع بشكل معقول رغم وجود مشاكل مجتمعية ، وانهم أنجبوا أطفالًا يدرسون الآن في المدارس السويدية ويتحدثون السويدية كلغتهم الأولى. ويعملون ويدفعون الضرائب، ويعيشون كأي مهاجرين آخرين في السويد أو أوروبا. ويؤكد بعضهم انهم اشتروا منازل وأسسوا أعمالًا، مما يجعل العودة إلى سوريا تعني التخلي عن كل شيء بدون سبباً حقيقي. ويعتبرون انفسهم سويديين بالفعل وليسوا لاجئين ليعود لسوريا حتى لو كانت البلد الأم لهم
تقول نورا (35 عامًا)، وهي أم لطفلين يقيمان في ستوكهولم. “لقد هربنا من بشار، لكن عودتنا ليست مرتبطة بسقوطه فقط. حياتنا هنا الآن”،
“نحن مهاجرون، لسنا لاجئين بعد الآن”
ويشدد السوريون في السويد على أنهم لم يعودوا ينظرون إلى أنفسهم كلاجئين، بل كمهاجرين. فكرة “اللاجئ” تنطبق أكثر على أولئك الذين يعيشون في دول الجوار السوري مثل تركيا، لبنان، الأردن، ومصر. هؤلاء يعيشون غالبًا في أوضاع صعبة وتحت ضغط من مجتمعات وحكومات تنتظر عودتهم لبلادهم ولكن في السويد الأمر مختلف تماماً فلديهم ظروف اقتصادية ضاغطة تجعل حياتهم اليومية تحديًا مستمرًا. مع عدم السماح لهم بالاندماج في المجتمعات المحلية أو الحصول على حقوق مثل التعليم أو العمل الكامل والجنسية كما يحدث في السويد.
أما في السويد، يقول خلدون : “نحن جزء من المجتمع السويدي.” حتى أولئك الذين لا يملكون الجنسية يشاركون في الانتخابات المحلية ويدفعون الضرائب ويعتبرون أنفسهم مكونًا أساسيًا من النسيج الاجتماعي.
العودة إلى سوريا: تحديات لا يمكن تجاهلها
ورغم فرحة السوريين بسقوط النظام، إلا أن العودة إلى سوريا ليست خيارًا يفكرون فيه وإن كانوا يطمحون بفعله ربما بالمستقبل . فالتحديات التي تواجه أي شخص يفكر بالعودة تشمل:
- الاقتصاد المدمر: سوريا بحاجة إلى سنوات طويلة للنهوض. لا يوجد عمل مستقر، والدخل شبه معدوم.
- البنية التحتية الضعيفة: الخدمات الصحية والتعليمية والكهرباء والمياه كلها في حالة تدهور شديد.
- غياب الأمان الكامل: رغم سقوط النظام، فإن الفوضى والاضطرابات لا تزال قائمة في بعض المناطق.
- أطفال جيل جديد: الكثير من الأطفال السوريين الذين ولدوا ونشأوا في السويد أو أوروبا يعتبرون هذه البلاد وطنهم الحقيقي.
رامي (40 عامًا)، الذي يعمل في قطاع التكنولوجيا في مالمو، يقول:
“العودة ليست مجرد مسألة عاطفية، هي قرار عملي. كيف يمكنني أن أترك وظيفة جيدة، تعليم أطفالي، واستقرار حياتي هنا لأعود إلى بلد يحتاج إلى عقود لإعادة البناء؟”
آراء السوريين في السويد
- لينا (28 عامًا): “أعمل في السويد منذ 6 سنوات. إذا عدت إلى سوريا الآن، سأبدأ من الصفر. لا مستقبل واضح هناك.”
- محمود (22 عامًا): “نشأت هنا ودرست هنا. لا أعرف عن سوريا إلا من قصص والديّ. بالنسبة لي، السويد هي وطني.”
- هالة (30 عامًا): “سقوط النظام هو خبر جيد، لكنه لا يعني أن سوريا أصبحت جاهزة لعودة الجميع. نحن الآن مهاجرون، لسنا لاجئين.”
الخلاصة
سقوط نظام بشار الأسد يمثل بداية جديدة لسوريا، لكنه لا يعني أن السوريين في السويد أو أوروبا يمكنهم أو يرغبون في العودة. بعد سنوات من العيش والعمل وبناء حياتهم، أصبحوا جزءًا لا يتجزأ من المجتمعات التي استقبلتهم. بالنسبة لهؤلاء السوريين، اللجوء تحول إلى هجرة دائمة، والعودة إلى سوريا ليست سوى خيار صعب قد لا يكون ممكنًا في المستقبل القريب.
“نحن نحتفل بسقوط النظام، لكننا نبني حياتنا هنا”، تقول نورا. “سوريا تحتاج إلى سنوات طويلة لتصبح وطنًا مستقرًا من جديد.”