الرسوم المسيئة.. دائرة الغضب تتسع ضد فرنسا في العالم الاسلامي شعبياً ورسمياً
سعت رقعة الاحتجاجات على الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي مؤشر على انتشار الغضب من دفاع فرنسا عن حقها في نشر تلك الرسوم، نظم محتجون مسيرات في شوارع عدد من الدول الإسلامية للتنديد بالموقف الفرنسي.
وفيما يلي أبرز التطورات المتعلقة بهذا الملف في الساعات الماضية:
– نظمت في مدينة كراتشي الباكستانية وقفة احتجاحية ضد الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ورفع المشاركون في الوقفة شعارات نصرة للإسلام ونبيه، ورفضا للرسوم المسيئة.
– في داكا،عاصمة بنجلاديش نزل الالاف من المسلمين إلى شوارع عاصمة بنغلاديش لليوم الثالث على التوالي، ودعوا في هتافاتهم لمقاطعة البضائع الفرنسية، وأحرقوا دمى على شكل ماكرون الذي وصفوه بأنه عدو الإسلام.
– في العاصمة الصومالية مقديشو، احتشد مئات أغلبهم من الشبان في تقاطع مزدحم يؤدي للمطار وهم يهتفون بشعارات مناهضة لفرنسا، ويحرقون العلم الفرنسي بعد دعوات للتنديد بفرنسا ومقاطعة منتجاتها.
– قالت الحكومة السعودية إنها ترفض أي محاولة للربط بين الإسلام والإرهاب، وتستنكر الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم أو أيٍّ من الرسل.
وأكد مجلس الوزراء السعودي إدانته لكل عمل إرهابي أو أي ممارسات وأعمال تولد الكراهية والعنف والتطرف.
– وقال المرشد الإيراني علي خامنئي إن تأييد الرئيس الفرنسي الإساءة للإسلام يعتبر إهانة لضمير المسلمين الفرنسيين الذين انتخبوه.
وتساءل: لماذا يعتبر ماكرون التشكيك في الهولوكوست جريمة بينما إهانة رسول الإسلام (صلى الله عليه وسلم) حرية تعبير؟
وأضاف أن العمل الذي أساء للإسلام والرسول عليه السلام عمل أحمق، وتأييد الرئيس الفرنسي له محل استغراب واستهجان.
– و نددت ماليزيا بما وصفتها بالاعتداءات المتنامية في فرنسا على الإسلام، ورفض وزير الخارجية الماليزي هشام الدين حسين تبرير السلطات الفرنسية الإساءات المتكررة للإسلام والرسول محمد صلى الله عليه مسلم بحرية التعبير.
– تظاهر موظفو وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية أمام مقرهم في محافظة رام الله والبيرة، احتجاجا على الخطابات والرسومات المسيئة لرسول الله عليه السلام، واعتبرت الوزارة تلك الإساءات اعتداء مباشرا على الإسلام ورسوله.
– استنكرت السلطات التونسية الثلاثاء حملة “تقودها بعض الجهات” تستفز المسلمين، كما نددت مشيخة الزيتونة بـ”الهجمة الشرسة المنظمة” في فرنسا، ودعت إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية.
وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان الأربعاء “تعبر تونس عن استيائها العميق من الحملة التي تقودها بعض الجهات باسم حرية التعبير والتي تستفز مشاعر ومقدسات المسلمين وتمس بالرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم”.
– كما دعت هيئة علماء السودان الأربعاء جميع السودانيين والمسلمين في كافة أنحاء العالم إلى مقاطعة منتجات فرنسا حماية ونصرة لدينهم، وانتصارا لعزتهم وكرامتهم.
– أدانت الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم اليوم الأربعاء الإساءة إلى الأديان، داعية إلى الإبقاء على الأديان مصدرا للمحبة والسلام وبناء الثقة بين الناس.
خان يدعو للتوحد ضد الإسلاموفوبيا
حث رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الدول الإسلامية للتوحد ضد تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا، وذلك في رسالة نشرها على تويتر ووجهها إلى قادة الدول الإسلامية للعمل بشكل جماعي لمواجهة تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في الدول غير الإسلامية.
وقال إن التصريحات الأخيرة على مستوى القادة وحوادث تدنيس القرآن الكريم تعكس ظاهرة الإسلاموفوبيا المتصاعدة في الدول الأوروبية التي تقيم فيها أعداد كبيرة من المسلمين.
وأضاف أنه علاوة على ذلك يتم إغلاق المساجد في أوروبا وتُحرم النساء المسلمات من حق ارتداء ما يخترنه في الأماكن العامة، في حين أن الراهبات والرهبان يواصلون عرض ملابسهم الدينية وتمييزهم العلني والسري المنتشر ضد المسلمين الذين يعيشون في تلك الدول.
وأكد أنه “يتحتم علينا كقادة للعالم الإسلامي أن نتخذ زمام المبادرة بشكل جماعي في كسر حلقة الكراهية والتطرف هذه، التي تغذي العنف وحتى الموت”.
وشن رئيس جمهورية الشيشان الروسية، رمضان قديروف، هجوما حادا على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، محذرا إياه من التهجم على الإسلام والرسول، كما وصفه بـ”الزعيم والملهم للإرهاب” في بلده.
سقف مرتفع في تركيا
جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقاده للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خلفية دفاع الأخير عن الرسوم المسيئة وتصريحاته التي قال فيها إن الديانة الإسلامية تعيش أزمة في مختلف أنحاء العالم.
وقال أردوغان اليوم الأربعاء “لا تستحق فرنسا وأوروبا بشكل عام السياسات الشريرة والاستفزازية والقبيحة التي ينتهجها ماكرون ومن ينتمون لعقليته نفسها”. ولا يمكن التغاضي على الاهانة للاسلام ، عندما تصدر من رؤساء دول كبرى وصحف كبرى
واتهم أردوغان الدول الغربية التي تهاجم الإسلام بأنها تريد “إعادة الحملات الصليبية”، وقال “الوقوف في وجه الهجوم على النبي مسألة شرف بالنسبة لنا”.
وشدد على أنه لا يمكن أن يكون المسلم إرهابيا ولا الإرهابي مسلما، مشيرا إلى أن العالم يمر بمرحلة انتشر فيها العداء للإسلام والمسلمين والإساءة للرسول كالسرطان الخبيث وخاصة بين السياسيين الأوروبيين.
انتقاد من السيسي وخطوات من الأزهر
وفي مصر، انتقد الرئيس عبد الفتاح السيسي بشدة الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وشدد على ضرورة التوقف عن إيذاء مشاعر المسلمين.
وقال الرئيس المصري اليوم الأربعاء إن حرية التعبير يجب أن تتوقف عندما يصل الأمر إلى جرح مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار إنسان.
من جهته، أعلن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إلى قانون دولي يجرم معاداة المسلمين والتمييز ضدهم.
وكان مجلس حكماء المسلمين برئاسة الدكتور الطيب قد أعلن اعتزامه مقاضاة الجريدة الفرنسية التي نشرت الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
بعد العاصفة.. مواقف فرنسية
وشهدت فرنسا خلال الساعات الماضية العديد من الخطوات والتصريحات المتعلقة بالأزمة الحالية من أبرزها:
– نقل مراسل الجزيرة في باريس عن نواب في البرلمان الفرنسي أنهم وزملاء لهم رفضوا بالأغلبية مقترحا قدمه نوابٌ من أقصى اليمين لإعادة نشر الصور المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم على صفحاتهم في شبكات التواصل الاجتماعي.
وأضاف المراسل، في نشرة سابقة، أن هذا الرفض يندرج في إطار خطوات للتهدئة، تقوم بها أوساط سياسية فرنسية.
– أعلن المندوب الحكومي لمحاربة العنصرية في فرنسا لوكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء أنه أبلغ القضاء الفرنسي بتغريدة مسؤول تركي (سيردار جان نائب وزير الثقافة التركي) استخدم فيها نعت “الأوغاد” ليصف صحيفة شارلي إيبدو الأسبوعية التي تسخر في آخر عدد لها من الرئيس رجب طيب أردوغان.
– اعترفت الحكومة الفرنسية اليوم ضمنيا بتعرضها لأزمة بعد المواقف والتطورات الأخيرة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابريال أتال إن بلاده “لن تتراجع أبدا عن مبادئها وقيمها” رغم “محاولات زعزعة الاستقرار والترهيب”.
وقال أتال إن لدى بلاده عزيمة وتصميما على مكافحة ما وصفه بالتطرف الإسلاموي، لافتا إلى أن هناك وحدة ومساندة أوروبية لفرنسا في مواجهة “الأزمة التي تتعرض لها”.
سوء فهم
وفي السياق، قال عميد مسجد باريس الكبير حفيظ شمس الدين إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا يتمسك بالرسوم المسيئة، بل بالدفاع عن حرية التعبير باعتبارها مبدأً أساسيا في المجتمع الفرنسي.
وشدد على أن هناك سوء فهم للمصطلحات التي استعملها ماكرون في خطابه الأخير.