الخوف والقلق من القوانين والمؤسسات تنتشر بين المهاجرين في السويد
القلق من المجتمع .. والخوف من القانون ، ، القلق من نظام الرعاية الصحية ، من قرارات الهجرة ، من مدارس الأطفال ، ومن السوسيال ، الإقامات المؤقتة وتجديدها وطول انتظار الحصول على الجنسية السويدية.. مشاكل عديدة أعادة إحياء ثقافة الخوف بين المهاجرين الجدد في السويد بعد أن ظنوا أن ثقافة الخوف انتهت بخروجهم من بلادهم ووصولهم إلى السويد .
وفقا لتلفزيون السويد كان لدى العديد من المهاجرين في السويد ثقافة خوف من السلطات في بلدانهم الأصلية … وفي السويد يشعرون بالأمن والحرية ولكن لديهم قلق متزايد وثقافة خوف جديدة !
وتقول ” زينب” ولديها 4 أبناء 2 منهم في عمر المراهقة و2 أطفال ، إنها تعيش في قلق دائما ، فأبنائها المراهقون يبتعدون عنها ولا يتقبلون التوجيهات العائلية وتخشى عليهم من سلبيات المجتمع السويدي ، فهي تعتبر أن وجودها في السويد لا يعني التخلي عن ثقافة واخلاقيات المجتمع السوري الذي تنتمي له ، بينما تشعر بالخوف على أبنائها الأطفال من مشاكل المدرسة والسوسيال وتحاول دائما أن تجعلهم قريبين منها .
من جانب أخر أظهرت دراسة حديثة من معهد الدراسات المستقبلية في السويد تضمنت 54 بلدية في السويد، أن معظم المهاجرين يشعرون بالانتماء إلى المجتمع السويدي ، وأن حوالي 60 بالمائة منهم لا يرغبون بالانتقال من المناطق أو البلديات التي يسكنون فيها الآن ليس لارتباطهم بالمجتمع السويدي في منطقة سكنهم ولكن لخوفهم من الانتقال لمنطقة أخرى قد تحمل لهم مشاكل جديدة.
وبينما يشعر المهاجرين القدماء بنوع من الاستقرار لطول فترة بقاءهم في السويد والتأقلم على طبيعة الحياة والمشاكل التي تواجههم ، إلا أن المهاجرين الجدد لديهم تذبذب في نسبة الاستقرار ، ولديهم شعور بالقلق المتزايد من ظهور المشاكل لهم ولأطفالهم في المجتمع السويدي !
الدراسة تناولت المساواة، والتعامل مع السلطات والمؤسسات السويدية ، وحقوق المرأة، الدين، والعائلة، والعلاقات الاجتماعية ، العمل و السكن ،و المشاركة بالمجتمع السويدي ، وشارك فيها مهاجرون من العراق وسوريا وأفغانستان والصومال وإيران فلسطين وغيرهم….
النتائج خلصت إلى أن النسبة الأكبر من المهاجرين في السويد تجهل القوانين وطريقة عمل دولة القانون ، وأن التعامل هو مع مؤسسات وليس أفراد .. ولذلك يشعر المهاجرين بأن المشكلة التي يتعرضوا لها تتعلق بموظف أو فرد ، فيزداد لديهم القلق والخوف من القوانين والمؤسسات السويدية.
من جانب أخر هناك قضايا في المجتمع السويدي لا يزال المهاجر يرى صعوبة في تقبلها، والأمر يختلف بين أجيال المهاجرين في السويد. فعلى خلاف ما يعتقد منتقدي الهجرة من السياسيين السويديين ، فأن 73 بالمائة من المهاجرين الذين شملتهم الدراسة ، أكدوا انهم يريدوا الحصول على عمل للتخلص من قلق الحصول على المساعدات / كما أنهم لا يرحبون بأي مساعدات أو دعم يجعلهم مرتبطين بتوجيهات ومراقبة موظفين خدمات السوسيال أو الفورشكناكاسا أو غيرها .
وتكلم جزء أخر من المهاجرين الجدد ، على عدم قدرتهم على الاستقرار بعد فترة من حصولهم على الإقامة ، حيث بدأ يشعرون بعدم الاستقرار الكامل ، وظهور قلق على أطفالهم ومستقبلهم .
بجانب صعوبة التعود على نمط المجتمع السويدي في المعيشة والحياة ، وعبر آخرون عن شعورهم بالضغط النفسي والاكتئاب نتيجة شعورهم بالعزلة .
وخلص التقرير أن النتيجة العامة وجود حالة استقرار للأغلبية ، مع وجود حالة من القلق والخوف تتزايد من المهاجرين تجاه مؤسسات المجتمع المدني السويدي مثل مكتب العمل والسوسيال والفورسكناكاسا و والضرائب … كما أن عدم فهم منظومة القوانين السويدية عائق أخر يجعل المهاجرين في قلق دائم وعدم الشعور بالاطمئنان في المجتمع الجديد الذي يعيشون فيه ،.