الحكومة السويدية تبدء دراسة لمعرفة مصدر العنصرية والتمييز (المهاجرين أو المجتمع)
ماهو مصدر تزايد التمييز والعنصرية أو الكراهية في السويد؟ هل هي موجات الهجرة الكبيرة التي آثارت التوترات المجتمعية أو رصيد ثقافي من التمييز في المجتمع السويدي ؟
ولمعرفة مصدر التمييز في السويد أعلنت الحكومة السويدية عن إجراء دراسة لرصد مصدر انتشار العنصرية والتمييز في السويد ، وسوف تحاول السلطات السويدية معرفة مواقف السويديين تجاه التعصب والعنصرية والتمييز وماهو تعريف هذا المصطلح بالنسبة لهم ، سواء على مستوى المجتمع ككل أو على مستوى الفرد وفي المرسسات وفي المدارس .
وستشمل الدراسة مواقف السويديين تجاه الفئات المعرضة للتمييز مثل السويديين من أصول أفريقية، واليهود، والمسلمين، والغجر (الروما)، والسامي (السكان الأصليين للسويد). و يهدف هذا البحث إلى معرفة مصدر العنصرية من أين يأتي من ممارسات خاطئة أو معلومات غير صحيحة أو ثقافة متطرفة ، مع محاولة تتبع تطور زيادة العنصرية والتمييز في السويد بمرور الوقت، واتخاذ إجراءات أفضل وأكثر تحديدًا للتصدي لهذه المشكلة.
وقالت وزيرة المساواة في الحكومة السويدية، باولينا براندبرغ
“نحتاج إلى معرفة حجم مشكلة العنصرية، ومعاداة السامية، والكراهية، والتهديدات في المجتمع وسوق العمل وداخل المدارس المتعلقة بالعرق بشكل واضح.” بالإضافة إلى ذلك، سيتم إجراء دراسة خاصة في المدارس حول مواقف الطلاب تجاه التعصب.
ولكن ما هو مصدر العنصرية في السويد؟
العنصرية في السويد لها عدة مصادر وجذور اجتماعية وتاريخية، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
التاريخ الاستعماري والإمبريالي:
السويد كانت جزءًا من الحركات الاستعمارية الأوروبية، وشهدت أيضًا ممارسات تمييزية تجاه شعوب مثل السامي (سكان الشمال الأصليين) على مر التاريخ. ولدى المجتمع السويدي فئات من السويديين عرقياً لا زال لديهم جور ثقافية من التاريخ الاستعمار الأبيض والتمييز بين الشعوب عرقيا مثل جركة الشمال السويدي وغيرها.
الهجرة والتعددية الثقافية:
موجات الهجرة خلال العقود الماضية، خاصة بعد الحروب والنزاعات في الشرق الأوسط وإفريقيا. هذا التنوع أدى إلى احتكاك ثقافي وظهور ثقافات للمهاجرين أدت لتوترات.
خطاب اليمين المتطرف:
صعود الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة مثل حزب ديمقراطيو السويد (SD) ساهم في نشر خطابات معادية للمهاجرين والأقليات.
الإعلام والصور النمطية:
التغطية الإعلامية السلبية أحيانًا تُعزز الصور النمطية حول مجموعات معينة مثل المسلمين أو الغجر (الروما).
مشكلات التكامل الاجتماعي:
عدم تكافؤ الفرص في التعليم والعمل والسكن أدى إلى عزلة بعض الفئات عن المجتمع السويدي، مما أدى إلى تزايد الأحكام المسبقة.
الموروث الثقافي:
بعض المعتقدات القديمة حول التفوق الثقافي للسويديين الأصليين تظل موجودة في أوساط معينة، مما يساهم في استمرار التمييز ، بجانب أن السويديين شديدي الخصوصية والانعزال ووجود ثقافات وأعراق مختلفة قد يخلق تمييز مجتمعي .
وتهدف الدراسة التي أطلقتها الحكومة السويدية إلى تسليط الضوء على هذه المشاكل بشكل منهجي، وتقديم بيانات دقيقة تساعد في وضع سياسات فعالة لمحاربة التعصب والعنصرية بشكل أفضل.