
الحدود البولندية – البيلاروسية.. الحال نفسه للمهاجرين “الغرباء” واستقبال حافل للاجئي أوكرانيا
يستمر الحال على ما هو عليه بالنسبة للمهاجرين “الغرباء” القادمين من الشرق ومن إفريقيا العالقين على الحدود البولندية – البيلاروسية. .. فــ بولندا لا تزال تمنعهم من الدخول،
“ما حدا سائل فينا. العالم نسينا مع الحرب. شنو نعمل بحالنا وأولادنا وعائلاتنا”،
هذه الجملة التي افتتح بها “ثائر ” ، المهاجر العراقي العالق على الحدود البولندية – البيلاروسية، حديثه ..قائلا:- المئات من المهاجرين القادمين من دول شرق أوسطية عالقين في تلك المنطقة. ويكمل ” ثائر” :- “مع الحرب الآن في أوكرانيا أخشى من الأسوأ. هل علينا الاستعداد لتساقط القنابل فوق رؤوسنا”؟.
ويقول “ثائر” ” . منذ أشهر والوضع كما هو .. بولندا لا تسمح لنا بالعبور”، بينما اللاجئين الأوكرانيين يتم استقبالهم بالأحضان والقبلات ويتم توفير الباصات لنقلهم للدول التي يرغبون بطلب اللجوء فيها ..! يضيف ثائر الذي أصيب قبل بضعة أسابيع بهراوة على رأسه أثناء محاولته عبور الحدود مع العشرات من المهاجرين الآخرين. :- ” لا استطيع فهم أين الإنسانية في تركنا في الغابة بهذا الوضع “
شهادات متقاطعة
منظمات غير حكومية عدة شاركت قصصا وشهادات مؤلمة لمهاجرين على تلك الحدود. من المهاجرين أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، منهم من بترت أطرافهم ويضطرون للسير في الغابات بأطراف صناعية، لا طعام ولا ماء ..ولا تدفئة ولا دعم لهم ..وهذا يختلف على ما يتم تقديمه للاجئين الأوكرانيين.
ويمكن للقارئ تقدير حجم المأساة والمعاناة التي يعانيها هؤلاء عند معاينة صور الوكالات الإخبارية لهم، نساء وأطفال ورجال بالعراء، دون أي مأوى، عالقين بين سياجين حدوديين لدولتين تقفان على حافتي نقيضين بسبب الأزمة السياسية والإنسانية التي أحدثتها الحرب في أوكرانيا.
“تفريق العائلات”
سيلفيا كافازيني، ناشطة في منظمة “غاندي” غير الحكومية، كانت متواجدة على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا الأسبوع الماضي، قالت لوسائل إعلام أوروبية “بين تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر وحتى اليوم في مارس 2022 ، لم يتغير شيء على الحدود. عمليات الصد لا تزال قائمة. بولندا لا تريد استقبال أي لاجئ غير أوكراني”.
وتضيف “تواصل السلطات البولندية سياسة تفريق العائلات: عندما يمرض طفل مثلا، يتم نقله إلى المستشفى مع والدته ويبقى والده في الغابة. وعندما يتحسن وضعه الصحي، يُعاد مع أمه إلى الغابة”.
ونقلت كافازيني عن صحفية إيطالية أنها رأت حرس الحدود البولنديين عند الحدود الأوكرانية يرحبون بالأطفال ويقدمون الشاي والملابس للعائلات الأوكرانية . نفس هؤلاء الحراس عند الحدود مع بيلاروسيا يصطادون المهاجرين في الغابة لضربهم وتعنيفهم بلا رحمة.
وتضيف أن موقف بولندا من اللاجئين تغير تماماً … مع اندلاع الحرب في أوكرانيا وتوافد اللاجئين الأوكرانيين على دول الجوار. الحكومة استقبلت حتى الآن ما يقارب المليوني لاجئ أوكراني (عدد كبير منهم أكمل رحلته إلى دول أوروبية أخرى)، وأبدت استعدادها لإكمال دورها “الإنساني” في هذا الصدد. مع الحفاظ على موقفها السابق المتمثل بعدم السماح للمهاجرين “الشرق أوسطيين” من دخول البلاد والتقدم بطلبات لجوء، على الرغم من أنهم بغالبيتهم الساحقة هاربين من الحروب والمعارك، وتبقي عليهم في المنطقة العازلة بينها وبين بيلاروسيا.